ثانيا :التحول الجزئي وهو التحول الطائفي والمذهبي كالتحول في الكاثوليكية إلي البروتستانتية أو من السنة للشيعة أو العكس أو بين طوائف أخري، ثالثًا: التحول المضاد وهو التحول من الإيمان الديني إلي اللادينية أو الإلحاد، وذكر الكاتب أن الطائفة البروتستانت أول من اهتم بمسألة التحولات الدينية، كما في حالة المستشرق الكبير "لويس ماسينيون" الذي تحول من الكاثوليكية إلي البروتستانية، وأضاف أن تغيير الديانة عرفتها العصور القديمة كما عرفها العصر الحديث، فكان التحول الأول في القرن الحادي عشر الميلادي حين تحول الأتراك السلاجقة طوعًا للإسلام دون حرب رغم أنهم كانوا الأقوي، والثاني كان تحول المغول في الثالث عشر الميلادي للإسلام، وفي العصور الحديثة تحولت جماعات في السودان وإفريقيا للإسلام بفضل الدعاة المسلمين شأن السنوسي والميرغني وغيرهم، ومع زيادة الاكتشافات الجغرافية عرف العالم كذلك تحولات جماعية للمسيحية فقد تحولت مناطق عديدة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي العقود الأخيرة، كذلك تحولت كوريا الجنوبية للمسيحية بعد أن كانت لها ديانات وعقائد أرضية. ويذكر الكتاب أن الغالب علي مسألة التحولات الدينية والمذهبية أهداف دنيوية محضة فقد تكون من أجل الحب والزواج أو الوصول للملك أو إرضاء الحاكم أو بدافع الخوف أو من أجل تحقيق المصلحة والأمثلة علي ذلك كثيرة، منها ادعاء "عبد الله مينو" الذي خلف كليبر في قيادة الحملة الفرنسية علي مصر إسلامه من أجل إرضاء المصريين، من الأمثلة أيضًا بعد سقوط القسطنطينية، وتأكدت سيادة المسلمين الأتراك علي آسيا الصغري، وفي سنة 9751 حيث وفد أميران من جورجيا إلي القسطنطينية ومعهما نحو 002 شخص، وهنا اسلم الأخ الصغير وأسلمت حاشيته معه أملاً أن يحل محل أخيه الأكبر في الحكم، أيضًا هناك قصة تحول ديني كوسيلة للملك أوسع في سنة 026ه حيث أمر "طفرلبك" الملك السلجوقي ابنه بالتنصير لكي يتزوج ملكة الكرج الرومية من أجل أن يكون ملكًا علي مملكتها. ويتناول المؤلف قصة أول المرتدين عن الإسلام وهو عبيد الله بن جحش الذي تحول إلي المسيحية بعد هجرته للحبشة، ويذكر الكاتب أنه في العصر الحديث هناك أمثلة شهيرة، ومنهم محمد منصور وهو مولود في مدينة سوهاج في مارس 1781 وحفظ القرآن الكريم كاملاً، وتصوف، وفي سنة 3981 وهو في سن 22 عامًا قام بالبحث عن أمر الدين المسيحي مدفوعًا إلي ذلك بوازع غيرته الإسلامية وظل يتردد علي الكنيسة الأنجيلية وكان معجبًا بحديث مبشر يسمي ميخائيل ثم تحول للمسيحية في أواخر سنة 4981 ولم تقبل الكنيسة الإنجيلية تعميده فعمدته الكنيسة الكاثوليكية في البداية ثم سافر لبابا الفاتيكان والذي عمده، وسمي نفسه ميخائيل منصور وجاء بعد ذلك بقرن الصحفي المصري مجدي علام الذي تنصر لتتوالي بعد ذلك نماذج أخري من الأسلمة والتنصير داخل المجتمع المصري.. وينتقل الكتاب إلي نقطة أخري وهي التحول من الإيمان إلي الإلحاد، ويذكر أن اثنين يمكن القول إنهما أبرز وجوه الإلحاد في التاريخ الإسلامي القديم والحديث هما ابن الراوندي الذي توفي في الأربعين من عمره في القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، والمفكر السعودي عبد الله القصيمي "7091-5991" في عصرنا الحديث، وهناك أمثلة أخري مثل صالح بن عبد القدوس والفخر الرازي وحماد عجرد وإبان بن عبد الحميد اللاحقي وعبد المسيح الكندي، وأيضا عباس عبد النور في الوقت الحالي. وذكرت الكتاب أمثلة لتحولات بدافع الخوف منها ما حدث مع السنة في إيران أيام الصفويين حيث تحول الكثير من الناس إلي الشيعة بسبب الخوف في عهد كل من الشاه إسماعيل والشاه عباس وقد نبش في عهدهم عمر أبي حنيفة النعمان وعدد من أئمة السنة، ولم تكن شدتهم للسنة فقط لكن لمختلف الطوائف والمذاهب واجبارها علي التشيع بما فيهم المجوس وهناك قصة ابن الوابص الذي بعثه عمر بن عبد العزيز للروم فعذب هناك وأجبر علي دخول المسيحية وعندما عرف عمر بن عبد العزيز أرسل ليفديه ويعيده إلا أنه رفض العودة خوفا من أن يناديه أحد يا نصراني وهناك قصة "شأن ابن عبد الحكم" عام 268 ه فقد تحول من المذهب الشافعي إلي المذاهب المالكي لأنه كان يود أن يستخلفه الشافعي فلم يفعل واستخلف البوبطي فغادر مذهبه إلي مذهب مالك وأورد المؤلف أمثلة للتحولات بسبب الحب مثل قصة الصوفي الكبير فريد الدين العطار الذي تنصر بسبب حبه لامرأة مسيحية أيضا قصة عبد العزيز بن موسي بن نصير هو ابن فاتح الأندلسي موسي بن نصير والذي قتل عام 97 من الهجرة لتنصيره من أجل زواجه أرملة مسيحية من الأندلس وينتقل الكاتب إلي نقطة أخري وهي ظاهرة المتحنفين في الجاهلية قبل ظهور الإسلام فهناك بعض الأشخاص الذين اختاروا التحول عما كان عليه آباؤهم ومحاولة البحث عن دين إبراهيم وترك عبادة الأصنام مثل أمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل عم الفاروق عمر رضي الله عنه وعبد المطلب بن هاشم جد النبي صلي الله عليه وسلم وعثمان بن الحويرت وعبيد الله بن جحش.