ورغم العيوب التي رصدها التقرير البريطاني فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لمبارك الابن، فإنه أرجع الفضل له فيما اعتبرته الصحيفة إصلاحات اقتصادية، قدمت له الدعم داخل قاعدة رجال الأعمال، وليس أبعد من ذلك. وأوضح التقرير أن المشكلة بالنسبة للنظام المصري، أو بالنسبة لجمال مبارك، هي أنه حتي لو كانت الأرقام تتحدث عن إنجازات جيدة، علي الصعيد الاقصادي، إلا أن جمال مبارك كشخص، مازال غير قادر علي إقناع المصريين، الذين لا يزال 40% منهم تحت خط الفقر، مع استمرار الاقتصاد المصري مكبلا بسبب بيروقراطية ضخمة، إلي جانب ارتقاع الأسعار والوقود وتدهور مستويات التعليم والصحة والمرافق. وقالت الصحيفة :"صحيح أن الحياة تسنت لبعض السكان، كما يتضح من المجمعات السكنية المتكاملة بضواحي القاهرة، وانتشار السيارات الجديدة والهواتف المحمولة، لكن الإصلاحات لم يتح لها الوقت الكافي لتؤتي ثمارها"، مشيرة إلي محاولات الرئيس مبارك لتعزيز صورته وشعبيته، التي تراجعت في الشارع المصري، حيث عرض في افتتاح مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي قبل شهر، شريط فيديو لأحداث العنف في الشرق الأوسط، وهي اللقطات التي من الواضح أنها بثت لتعزيز تقدير الرئيس مبارك، في الحفاظ علي استقرار البلاد، علي الرغم من انفجارات الفوضي المتكررة في دول الجوار. وأضافت الصحيفة أنه في مفاجأة من الحزب الوطني وحكومته، تمكنت مصر من تجاوز الأزمة المالية العالمية، مع ضرر محدود علي الاقتصاد الوطني، الذي نما بمعدل 4.7% بحلول نهاية يونيو الماضي، بفضل ما قال التقرير إنه سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، لافتة إلي أن الضغوط الأمريكية من أجل الإصلاح السياسي، انخفضت بشكل كبير في ظل إدارة أوباما، وهو ما جعل النظام يواصل تشديد قبضته علي السياسة، ويستمر في مضايقة المعارضين، لضمان عدم ظهور تحديات تعوق خلافة مبارك الابن لوالده في حكم البلاد. وأشار التقرير إلي أن بعض المحللين المصريين أقل تفاؤلا من عملية انتقال السلطة، إذ يرون أن الانتقال سيحمل معه مخاطر خاصة، إذا كان الانتقال لنجل الرئيس الأصغر. وعلي جانب آخر، سلطت مجلة الإيكونومست البريطانية الضوء علي العاصفة التي أثارها إعلان د. محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن احتمال ترشحه للرئاسة بشروط، وقالت : تحت عنوان "من الانشطار إلي فرعون"، إن البرادعي بتصريحاته أثار عاصفة من الغبار ، مشيرةً إلي تحول الموقف الرسمي تجاهه بعد إعلان نيته في الترشح، وقالت :"عندما فاز البرادعي بجائزة نوبل للسلام في عام 2005، احتفل به المصريون بسعادة، باعتباره بطلاً قومياً، لكن بعد تقاعده من منصبه، الذي أمضي فيه 12 عاماً، فإن البعض يصفونه بالشرير، وتحدثت افتتاحيات الصحف القومية في مصر، عن أنه ربما يكون عميلاً أمريكياً أو إيرانياً.. أو .. أو.