رغم أنهم يحكمون جمهوريات وليست ممالك• وأشار التقرير إلي أن العالم وعلي مدي عشرات القرون عرف انتقال السلطة من الحاكم إلي الوريث الشرعي في ظل أنظمة حكم ملكية ، ولكن القرن الحادي والعشرين شهد ظهور " الجمهوريات الملكية" التي كان استمرار الرؤساء في السلطة مدي الحياة العامل الرئيسي في ظهورها ، موضحة ًأن استمرار الرئيس في السلطة سنوات طويلة وصلت إلي أربعين عاما بالنسبة للرئيس الجابوني الراحل عمر بونجو أو نحو ثلاثين عاما بالنسبة للرئيس المصري حسني مبارك، وغيرهما، فتح الباب أمام صعود أنجال هؤلاء الرؤساء علي سلم السلطة وتطلعهم إلي خلافة آبائهم• واستعرض التقرير عمليات التوريث الناجحة بدءا بما جري في سورية عندما رحل الرئيس السوري حافظ الأسد فجأة في يونيو عام 2000 حيث استطاعت الطبقة الحاكمة في دمشق استيعاب المفاجأة سريعا وعقدت اجتماعات عاجلة لتعديل الدستور بهدف خفض سن رئيس الجمهورية بما يتناسب مع سن طبيب العيونبشار الأسد الذي كان ترتيبه الثاني "في ولاية العهد" بالجمهورية السورية، حيث كان المرشح الأول الابن البكر للرئيس باسل الأسد الذي مات في حادث سيارة ليتجه الرئيس الأب إلي ثاني أبنائه بشار فيلحقه بالجيش كضابط طبيب ويفتح له أبواب القصر• وانتقل تقرير المؤسسة البحثية التي تمتلك مكاتب في واشنطن وباريس ونيويورك وكيبيك ودبي إلي قائمة "الوارثين المنتظرين" وتصدرت مصر القائمة ، حيث أشار إلي وجود صعوبات شديدة تواجه سيناريو التوريث في مصر، بسبب ما يعتبره التقرير معارضة داخل النخبة الحاكمة نفسها ، كما أشار إلي دراسة سابقة كانت قد نشرتها المؤسسة في مايو الماضي عن تأثير جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها أكبر قوة معارضة في مصر علي سيناريو التوريث المحتمل• ومن مصر انتقل التقرير إلي اليمن التي يدور الحديث فيها عن الدور المتزايد للعقيد أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس وقائد قوات الحرس الجمهوري في اليمن ، وقال التقرير : إن الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يواجه تحديات أمنية وسياسية خطيرة سواء بالنسبة لتمرد الشيعة الحوثيين في الشمال أو تنامي المعارضة السياسية في الجنوب، اتخذ العديد من الإجراءات الرامية إلي إضعاف المعارضة تمهيدا لاستخلاف ابنه• والسيناريو نفسه يتكرر تقريبا في ليبيا حيث يتنامي نفوذ سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم معمر القذافي• ورغم أن القذافي الابن يتحدث كثيرا عن ضرورة الإصلاح السياسي في ليبيا فإن كل المؤشرات تقول إن سيف الإسلام يتحرك في اتجاه الرئاسة عبر مسارات عديدة مرتديا عباءة الإصلاح •• وإلي الجنوب من ليبيا يسعي عبد الله واد رئيس السنغال إلي ترتيب الأمور لنجله كريم واد رغم كل الاتهامات التي تطارد الابن بسبب تصرفاته غير المسؤولة علي المستوي الشخصي• ومن المنتظر أن يتم ترشيح كريم واد عن الحزب الديمقراطي السنغالي الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012 ، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي شهدت في يناير 2001 اغتيال الرئيس لورين كابيلا قفز ابنه جوزيف كابيلا سريعا إلي السلطة بعد اعتقال المتورطين في عملية الاغتيال ، وفي عام 2003 كان العالم علي موعد مع سيناريو جديد للتوريث في أذربيجان حيث تولي إلهام عالييف الرئاسة خلفا لوالده حيدر عالييف أول رئيس للجمهورية بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991 ، وعندما فاز عالييف الابن بالرئاسة في انتخابات منتصف 2003 شن حملة قمع عنيفة ضد المعارضة التي اتهمت الحكومة بتزوير الانتخابات• وفي أفريقيا عام 2005 عندما مات الرئيس التوجولي جناسينبي إيديما في شهر فبراير كان الدستور يقضي بتولي رئيس البرلمان الرئاسة المؤقتة ليدعو إلي انتخابات رئاسية خلال 60 يوما ، لكن الجيش انقلب علي الرئيس المؤقت في توجو وعدل الدستور لتخفيض سن الرئيس من 40 عاما إلي 35 عاما وهو ما فتح الباب أمام "فور جناسيبي" لخوض الانتخابات الرئاسية والفوز بها• واعترض المجتمع الدولي علي فوز فور جناسيبي إيديما بالرئاسة ، مطالباً بإجراء انتخابات رئاسية جديدة فاز فيها فور مرة أخري ، وفي الجابون التي رحل رئيسها العتيق عمر بونجو بعد أربعين عاما من الحكم في يونيو الماضي قفز ابنه علي بونجو إلي الرئاسة عبر انتخابات مازالت تلاحقها اتهامات التزوير والتلاعب•