فضيحة أخلاقية جديدة تنضم إلى مسلسل الفضائح الأمريكى فى أفغانستان بعدما نشرت صحيفة أمريكية أمس صوراً لجنود أميركيين يعبثون بجثث أفغانيين ويمتهنونها، وهو ما يعيد إلى الأذهان تاريخا حافلا بامتهان الجنود الأميركيين لجثث الأفغانيين ومقدساتهم. وقد وصف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الصور التي نشرتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية بأنها "غير آدمية" و"تبعث على الاشمئزاز"، وقال إن نقل المسؤولية الأمنية سريعاً إلى قوات الأمن الأفغانية "ضروري لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث". ومن جانبها شجبت حركة طالبان الأفغانية الصور، وقالت في بيان لها إنها تدين "بحزم الأعمال الشنيعة وغير الإنسانية التي يرتكبها المحتل الأميركي وعبيده"، وأضافت "هذا ما يعلمه الغزاة لعبيدهم في أفغانستان" في إشارة إلى الشرطة والجيش الأفغانيين اللذين يمولهما ويدربهما الأميركيون الذين يقودون قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان . وقالت لوس أنجلوس تايمز إن بحوزتها 18 صورة يظهر فيها جنود أميركيون في وضعية تصوير مع جثث مقاتلين أفغانيين وبعضهم مبتورو الأعضاء، تلقتها من جندي أميركي يريد "لفت الانتباه إلى مشاكل في الانضباط والقيادة". وأشارت إلى أن الصور الملتقطة عام 2010 بولاية زابل جنوبي أفغانستان تعود لجنود من فرقة المظليين الأميركيين ال82. وفي وقت سابق دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إجراء تحقيق في الصور ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفعلة، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين "السلوك الذي أبانت عنه هذه الصور يستوجب الشجب". وقد اعتذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عن الصور المنشورة، قائلاً في مؤتمر صحفي خلال اجتماع لأعضاء حلف شمال الأطلسي "هذه حرب، وأنا أعرف أن الحرب قبيحة وعنيفة، وأعرف أن الشبان أحيانا تأسرهم اللحظة فيتخذون قرارات حمقاء للغاية، لكنني لا أجد عذراً لذلك، وأقدم اعتذاري بالنيابة عن وزارة الدفاع والحكومة الأمريكية مرة ثانية، فهذا التصرف غير مقبول". وأبدى بانيتا أسفه لقرار صحيفة لوس أنجلوس تايمز نشر الصور، التي قال إنها قد تتسبب في عنف انتقامي ضد الجنود الأجانب في أفغانستان. كما استنكر الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسن الصور المنشورة، وقال "أدين بشدة هذه الصور، وهذه الأفعال آمل ألا تكون لها تبعات". وأدان السفير الأميركي في أفغانستان ريان كروكر والجنرال جون ألين قائد قوات التحالف بقيادة الناتو في بيانين صادرين عن مكتبيهما نشر الصور. وقال ألين إن الصور "تظهر على ما يبدو جنودا أميركيين بجانب جثث لمسلحين قتلوا أنفسهم في هجمات انتحارية عام 2010"، وإنه "خطأ خطير في التقدير من جانب عدد من الجنود الذين يتصرفون من منطلق الجهل وعدم العلم بقيم الجيش الأمريكي". وليست هذه هي المرة الأولى التي يتصرف فيها جنود أمريكيون على هذا النحو في أفغانستان، ففي مارس الماضي قتل جندي أميركي 17 مدنياً بالرصاص في ولاية قندهار. وقبلها بنحو شهر أحرق جنودا أمريكان نسخاً من المصحف الشريف في قاعدة بجرام الجوية، مما أثار موجة احتجاجات واسعة. كما تداول في يناير الماضي مقطع فيديو يُظهر جنوداً أمريكان يتبولون على جثث مسلحين في أفغانستان أيضا.