أدانت حركة طالبان الأفغانية، الخميس الصور «اللإنسانية» لجنود أمريكيين يقفون أمام جثث مقاتلين متمردين، وبعضهم مبتوري الأعضاء، التي نشرتها صحيفة أمريكية في فضحية جديدة تورطت فيها قوات واشنطن في أفغانستان. وأعلنت طالبان في بيان أنها «تدين بحزم الأعمال الشنيعة وغير الإنسانية التي يرتكبها المحتل الأمريكي وعبيده الجاهل». وأضافت طالبان «هذا ما يعلمه الغزاة لعبيدهم في أفغانستان»، في إشارة إلى الشرطة والجيش الأفغانيين اللذين يمولهما ويدربهما الأمريكيون الذين يقودون قوة حلف شمال الأطلنطي «ايساف». ومنذ الأربعاء، سارع البيت الأبيض إلى إدانة الموقف «المشين» للجنود الأمريكيين ووعد بتحقيق تفصيلي، معبرا عن «خيبته» من قرار صحيفة «لوس انجلوس تايمز» نشر تلك الصور. وفي بروكسل، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي أندرس فوج راسموسن أيضا تلك الصور وتلك «الأعمال»، التي قال إنها «لا تمثل شيئا من القيم التي تقوم عليها مهمتنا في أفغانستان»، مؤكدا أن الأحداث تعود إلى «عدة سنوات»، واعتبرها «حدثا فرديا»، معربا عن الأمل في «عدم حصول تجاوزات» إثر هذه الفضيحة. وقد أعلنت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية، أن بحوزتها 18 صورة يظهر فيها جنود أمريكيون إلى جانب جثث، وقالت إنها تلقت تلك الصور من «جندي أمريكي يريد لفت الانتباه إلى مشاكل في الانضباط والقيادة». وأفادت أن جنودا من فرقة المظليين الأمريكيين ال82 التقطوا صورا في 2010، مع جثث انتحاريين أفغان مبتورة بولاية زابل من معاقل طالبان في جنوبأفغانستان. وتتزامن هذه القضية مع ظرف دقيق بالنسبة لقوات التحالف وبعد عدة فضائح وقعت مؤخرا تورط فيها جنود أمريكيون، بما فيها قضية إحراق مصاحف في قاعدة «باجرام»، تسببت في تظاهرات سقط فيها قتلى في البلاد، بالإضافة إلى هجوم الجندي الأمريكي روبرت بايل على مدنيين، وقتله 17 أفغانيا بينهم العديد من النساء والاطفال وهم نيام. وفي 11 يناير الماضي، أثار شريط فيديو التقطت صوره في أفغانستان ويظهر فيه أربعة من جنود المارينز يبولون على جثث ثلاثة مقاتلين استنكارا في الولاياتالمتحدة والعالم كله. من جانبه، وصف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الصور بأنها «غير آدمية»، وقال إن نقل المسؤولية الأمنية سريعا إلى قوات الأمن الأفغانية «ضروري لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث».