الكورال المسماة بجمعية أصدقاء موسيقي سيد درويش والتي تضم في جنباتها شباباً واعداً ومواهب إن اتيح لها الفرصة لأصبحت من أساطير الفن والغناء الشرقي وذلك وفق مبدأ مصر التي مازالت وسوف تلد مصادر الإبداع ورموز الفن والثقافة ومن هذه المواهب التي أثق في مستقبلها إن شاء الله الواعدة ياسمين والموهوبة الصاعدة منة• وقد أدي فريق كورال أصدقاء سيد درويش من الطقاطيق التي عادت بالحضور إلي الزمن الجميل الذي حرمنا منه في خضم فوضي الأغاني والكليبات الحديثة، وسيد درويش لمن لا يعرف من مواليد 17 مارس 1829 بحي كوم الدكة بالإسكندرية وينتمي لأسرة متواضعة لذا عمل والده بحرفة النجارة في ورشته الصغيرة بنفس الحي• وحين بلغ الخامسة ألحقه والده بكتاب سيدي الخباش ثم إلي المدرسة التي حفظ فيها قسطاً من القرآن الكريم وفي العاشرة أنشد الأناشيد الدينية والأغاني القومية ثم التحق بالمعهد الديني بمسجد أبي العباس المرسي وهو في الثالثة عشرة حيث استطاع حفظ القرآن وتجويده وحين بلغ الخامسة عشرة توقف عن الدراسة وتفرغ للغناء والإنشاد الديني وفي 1907 وبعد الركود الاقتصادي العالمي وتأثر مصر به اضطر الشيخ إلي خلع زي المشايخ والعمل ضمن طائفة المعمار وتزوج وهو في السادسة عشر وذات مرة ودون سابق موعد أو ترتيب وهذه هي العادة في اكتشاف العظماء وحين كان جالساً يتغني مع نفسه في مقهي أمام إحدي العمارات التي كان يعمل بها سمعه الممثل القدير أمين عطا الله وأخوه سليم وعرضا عليه فوراً الالتحاق في رحلة فنية إلي بلاد الشام وفي 1909 كانت رحلته الأولي وكانت الثانية 1912 حيث استمرت عامين بنجاح عاد بعدها إلي الاسكندرية 1914، حيث كون فرقة خاصة به وبدأ التلحين والاحتراف ثم استقر في القاهرة عام 1917 وبدأ في تلحين رواية فيروز شاه التي توالت بعدها الروايات وكون فرقة خاصة عام 1921 التي قدم خلالها أشهر أعماله علي غرار شهر زاد والباروكة والعشرة الطيبة وأنجب ولديه محمد وحسن وتوفي أثناء رحلته الأخيرة إلي الإسكندرية بغرض إعداد نشيد وطني لاستقبال سعد زغلول بعد عودته من المنفي وذلك فجر يوم 15 سبتمبر عام 1923ودفن بمقابر المنارة بالإسكندرية• سيد درويش هو صوت مصر الفني وإليه تعود كل المواهب والعباقرة الذين أتوا من بعده علي حد تعبيرهم أنفسهم لقد ألف سيد درويش الذي توفي في الحادية والثلاثين من عمره 724 لحناً بخلاف ما فقد بعد وفاته وشارك في تلحين 26 أوبريت إضافة إلي الاستعراضات الغنائية وأوبرا كليو باتره ومن مميزاته الفريدة أن أعماله عبرت عن قضايا الشعب ومشاكله ودعوته لنهوض الأمة وخروجها من سباتها العميق كما تميزت بالقدرة علي تصوير معاني الكلمات والتعبير عنه بصدق وكان مجدداً عبقرياً سابقاً لعصره فالثورة الموسيقية التي أحدثها كان لها أثر بالغ علي كل الموسيقين الذين أتوا من بعده ويكفي أن رمز مصر ونشيدها القومي من الحان سيد درويش رحمه الله•