قال سياسيون خليجيون ان الوقت مناسب إلى إقامة اتحاد خليجي . جاء ذلك بحسب ندوة الكترونية نظمها مركز الدراسات العربي الاوروبي ومقره باريس حول هل ما رأيكم بمبادرة العاهل السعودي الداعية الى اقامة إتحاد خليجي .قال مستشار العاهل البحريني محمد جابر الأنصاري إن مبادرة العاهل السعودي الداعية إلى إقامة اتحاد خليجي دعوة أتت في وقتها . فقد مر على إنشاء مجلس التعاون الخليجي (32) سنة ولو كانت الأمور طبيعية لفضلنا ترك الأمر إلى أن ينضج ولكن المنطقة شهدت 3 حروب وهي بصدد أن تشهد مواجهة كبرى جديدة نرجو ألا تقع لذلك فإن الوقت قد حان تماماً لإقامة اتحاد خليجي وإني كمواطن خليجي أؤيد تأييداً كاملاً دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى هذا " الاتحاد ". وفي السياق نفسه قال المرجعية الاسلامية الامام الشيخ حسين المؤيد على الرغم من أن انطلاقة مجلس التعاون الخليجي سنة 1981م جائت كحركة سياسية حكيمة وضرورية لمواجهة تحديات تلك المرحلة , إلا أنها لم تكن مجرد رد فعل سياسي في خضم متغيرات شهدتها المنطقة - لم تقتصر على المتغير على مستوى الأحداث , و إنما لامست المعادلات التي كانت قائمة آنذاك - , وإنما كانت انطلاقة مجلس التعاون الخليجي حينئذ حركة سياسية ستراتيجية تهدف الى إيجاد إطار ستراتيجي لدول الخليج العربية يبدأ بالتعاون القائم على أسس ومعايير واعتبارات موضوعية وصولا الى الإتحاد الخليجي . وقد عبّر عن ذلك بوضوح النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي الذي نص على أن دول الخليج العربية الست ( إدراكا منها لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية , وإيمانا بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها , ورغبة في تحقيق التنسيق و التكامل و الترابط بينها في جميع الميادين , واقتناعا بأن التنسيق والتعاون و التكامل فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية . واستهدافا لتقوية أوجه التعاون و توثيق الروابط فيما بينها , واستكمالا لما بدأته من جهود في المجالات التي تهم شعوبها و تحقق طموحاتها نحو مستقبل أفضل وصولا الى وحدة دولها ...). ومن هنا فإن قضية الإتحاد الخليجي قد أخذت بنظر الإعتبار منذ قيام مجلس التعاون الخليجي , وبالتالي فإن مبادرة العاهل السعودي الداعية الى إقامة اتحاد خليجي جائت متسقة مع ستراتيجية مجلس التعاون الخليجي , بل تعتبر دعوة ضرورية ليبلغ مجلس التعاون الخليجي مداه حيث تبقى ستراتيجيته من دون ذلك ناقصة من حيث التطبيق . ولئن اجتمع في انطلاقة مجلس التعاون الخليجي هدف سياسي تقتضيه تلك المرحلة مع الهدف الستراتيجي لإنشاء المجلس , فإن الواقع الراهن و استحقاقات المرحلة تضفي على الدعوة الى إقامة اتحاد خليجي بعدا إضافيا علاوة على البعد الستراتيجي , وتجعل إقامة هذا الإتحاد ضرورة سياسية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة , مثلما كانت إقامة مجلس التعاون الخليجي سنة 1981م ضرورة سياسية لمواجهة تحديات تلكم المرحلة . إننا إذ نشيد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية الى إقامة اتحاد خليجي , مستذكرين دعوة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى الى الإتحاد الخليجي , وإذ نعتقد بضرورة حث الخطى من أجل استكمال الإجراءات اللازمة لتحويل الفكرة الى واقع على الأرض , فإننا نرى ضرورة الرد على الأصوات المعترضة على ذلك والتي ربما يكون الدافع ورائها طائفيا , أو هي تعبير عن قلق بعض القوى الإقليمية التي ترى في أية خطوة من شأنها تقوية المنظومة الخليجية خصوصا والعربية عموما عائقا أمام طموحاتها و حاجزا لأهدافها القومية والمذهبية المتعاكسة مع المصلحة العربية والإسلامية . ونعتقد بأن خير رد على هذه الأصوات النشاز هو العمل الدؤوب لتحقيق الإتحاد الخليجي ,والتنبيه على حقيقة أن هذه الأصوات تتناقض مع ستراتيجية مجلس التعاون الخليجي المقرة منذ تأسيس هذا المجلس سنة 1981م والتي نصت على هدف الوصول إلى الوحدة الخليجية . من جانبه قال مستشار الشؤون الدولية لجمعية "اللاعنف" العربية الدكتور نصير الحمود تمثل مبادرة العاهل السعودي نواة لوحدة كونفدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي أظهرت مواقف متشابهة حيال القضايا السياسية الإقليمية والعالمية كما أنها تتشابه من حيث طبيعة اقتصاداتها وهيكلية ونوعية وعادات سكانها. وفي المقابل يخشى أن تكون هذه الوحدة بمثابة الدرع الخاص بتلك الدول، أي أنها بنت حصنا منيعا لهذه الدول حيال الأخطار الخارجية، ما يعني احتمالية إدارة البلدات الست ظهرها لأي دور في القضايا العربية المختلفة. أسفرت الثورات العربية عن صعود نجم الأحزاب الإسلامية وهو ما يعد أحد مهددات دول مجلس التعاون الخليجي التي أضحت غير معنية كثيرا بدعم أو ممانعة أي من تلك الثورات التي باتت قريبة من حدودها مع طول أمد الأزمة السورية. الدول الست أصبحت تنظر بنفس الرؤية تجاه التهديد الإيراني، حيث يمثل الاتحاد رسالة صريحة لطهران، تفيد بأن الأخيرة لن تكون قادرة في يوم من الأيام على استمالة أي من تلك الدول لتنفيذ مخططها بتصدير الثورة لأغنى منطقة مصدرة للنفط في العالم.