استمراراً لمسلسل الفساد الذى قام بإخراجه وبطولته وتأليفه رجال النظام البائد بقيادة المخلوع مبارك، قام رجل الأعمال محمد أبو العينين بالسطو على جريدة "صوت البلد" من خلال قيامه بتدشين قناة فضائية حملت نفس الاسم، بما يعد انتهاكاً للملكية الفكرية، وسطواً على أفكار الآخرين، وهذا الشيء ليس جديداً على نظام فاسد بأكمله أدمن السرقة والنصب والتزوير. وقد عبر عدد كبير من مثقفي وكتاب مصر وصحفيها عن استيائهم الشديد من جراء هذا الفعل من هذا الشخص الملوث، وتضامنوا مع جريدة "صوت البلد" قلباًَ وقالباً، والتى يرأس مجلس إداراتها وتحريرها د. خالد محمد غازى. وجدير بالذكر أن جريدة "صوت البلد" تصدر عن مؤسسة وكالة الصحافة العربية بترخيص من المجلس الأعلى للصحافة وتحمل الاسم ذاته منذ خمس سنوات وما فعله أبو العينين يمثل اعتداءً وسطواً على صفوف الغير فضلاً عن الأضرار العمدى بمصالح المجتمع واستغلال الاسم الناصع البياض ل "صوت البلد" فى غسيل أفعاله المشينة. ومن جانبه، أكد جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين ووكيل أول النقابة، أن هذه الأشياء ومثيلاتها تقع تحت بند الإجراءات القانونية.. وقال: لا أعلم مدى مخالفة هذا الشخص للقانون فى هذا الصدد، فجريدة "صوت البلد" خرجت كشركة مساهمة مصرية لإصدار صحيفة، وربما يتعلل أبو العينين بأن هذا النشاط مختلف عن النشاط، وأنا شخصياً لا أعلم مدى مخالفة ذلك من الناحية القانونية أى انه لو قام شخص مثلاً وأسس قناة فضائية تحمل اسم الأهرام، هل هذا مخالف أم لا؟ وإذا كان هذا الامر مخالفًا فمن حقكم أن ترفعوا قضية ضده كى تحفظوا حقوقكم المادية والادبية والمعنوية وانا متضامن معكم. الكاتب الصحفى يحيى قلاش أبدى تضامنه الكامل مع جريدة "صوت البلد" وصحفييها، وقال: من الضرورى أن تدخل نقابة الصحفيين طرفاً فى هذا الموضوع، من خلال تضامنها مع الجريدة وإصداراها بياناً بذلك، ومخاطبة أطراف الأزمة وصولاً لاتفاق لحلها، وأن تعذر ذلك، تتضامن قانونياً مع الجريدة فى كافة الإجراءات القانونية المناسبة، والتى تحفظ للجريدة والعاملين بها حقوقهم التى لا يجب بأى حال من الأحوال التفريط أو التنازل عنها. وأضاف قلاش: هذه سابقة إعلامية خطيرة، ولابد من الكشف عن أسباب السطو على اسم "صوت البلد" الجريدة المحترمة الموجودة بالفعل وتصدر منذ سنوات ومازالت تصدر وموجودة بالسوق الصحفى والإعلامى. أما عبد الله تمام رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم، فقال: أنا ضد الاستيلاء والسطو على الملكية الفكرية، وأرفض ذلك تماماً من كافه الوجوه فقد عانينا مثل هذا الأمر من قبل ففى أحد الأيام قام أحد الأشخاص بعمل جريدة تحمل ترخيصاً أجنبياً باسم جريدتنا ولكن الرقابة رفضت؛ حيث لديها كشف بأسماء الصحف وأسلوب أبو العينين مرفوض تماماً، كونه تعديًا واضحًا وصريحًا على حقوق الملكية الفكرية. ويقول حسن كامل رئيس تحرير جريدة "عالم المال": إن السطو بأى صورة محرم، ولكن هذا الشيء ليس جديداً على أبو العينين الذى سرق أرض مصر وترابها، وقيامه بالسطو على جريدة "صوت البلد" شيء من هذا القبيل؛ فالمذكور استولى على ملايين الأمتار من أراضى الدولة بأسعار بخسة حيث حصل على مساحات كبيرة من الأراضى بسعر دولار للمتر وفى أماكن اخرى بسعر جنيه واحد للمتر، ولأنه من أعوان النظام السابق الفاسد وأحد رجاله الذين عاشوا طول عمرهم يحسبون أنفسهم فوق المحاسبة، والمساءلة القانونية، فقد تسبب أبو العينين من قبل فى حبس زميل لنا صحفى فى جريدة "الوفد" بسبب كتاباته التى تثبت بعد ذلك صحتها. وأشار لطفى السقعان رئيس تحرير جريدة "الكرة اليوم" وسكرتير عام رابطة النقاد الرياضيين، إلى أن قيام أبو العينين بهذا الشيء يعد أمراً طبيعياً؛ نظراً لانعدام حقوق الملكية الفكرية فى مصر.. وأكد على ضرورة قيام المجلس الأعلى للصحافة بفعل شيء فى هذا الشأن، حيث قال: النهاردة لا يمكن أن أقوم بعمل قناة تحمل اسم الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية؛ لأن هذه الأسماء لها حقوق ملكية وفكرية.. وأكد السقعان أن أبو العينين قام بالسطو على "صوت البلد" من خلال الاستعانة بالمال والعلاقات والأشخاص الذين يقومون بالتخليص له وهؤلاء أساتذة فى هذه القصة ويعلمون كافة الطرق الملتوية ويدركون تماماً من أن تؤكل الكتف. وأضاف السقعان بأن نايل سات يعتمد علي اعتماد وزارة الاستثمار للأوراق التى تقدم له ليعمل ويعطى صاحب القناة التردد الخاص بها، ولكن فى النهاية يجب أن تكون هناك وقفة لهذه التحركات؛ لأنه من الممكن أن يصبح كل شيء مباحاً فى المستقبل ويجب أن تقوموا برفع قضية ضده لأنه من ضمن مشاريعكم فى المستقبل أن تقوموا بإصدار قناة وهو بذلك قام بمصادرة حقكم المشروع، ويجب عليه أن يقوم بتغيير الاسم لا أن تقوموا أنتم لأنكم أصحاب الحق.. ولابد من إرسال إنذارات للنايل سات ولوزارة الاستثمار من خلال محامٍ قوى يستطيع أن يقف بالمرصاد لمثل هذه الممارسات. ويقول إسحاق روحى رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة "منبر التحرير": كان يتعين على أبو العينين أن يسأل اولاً عن العلامة التجارية لهذا الاسم، بعيداً عن كون رأس ماله استثماريًا؛ لذلك فإن سؤاله كان ضرورياً حتى يتأكد أنه اختار بناءً على قناعة ونقص لما هو قائم بالفعل فى السوق الإعلامى وليس اسماً اقترحه عليه زمرته بشكل عشوائى خاصة أن أبو العينين لازالت عليه علامات استفهام كثيرة نظراً لإرتباطه بالنظام البائد ولازال لديه العديد من القضايا التى تنظمرها المحاكم. وأضاف روحى بقوله: والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا هذه القناة الآن؟ هل هى نوع من الرشوة للوسط الصحفى والإعلامى أم هى نوع من الغسيل لتاريخ ملوث لم يبدأ بقضية الفياجرا ولن ينتهِ بقضية عمارة الإسكندرية؟ ليت الإعلاميين العاملين مع أبو العينين والصحفيين يقومون بأخذ موقف جاد تجاه هذا السطو حتى تعود الجماعة الإعلامية والصحفية إلى تكاتفها المفقود.