استضاف مركز "دراسات السلام والديمقراطية" التابع لمكتبة الإسكندرية، د. شبلي تلهامي أستاذ دراسات السلام والتنمية بجامعة ميريلاند، والذي ألقى محاضرة بعنوان "ما تقوله استطلاعات الرأي في العالم العربي والولاياتالمتحدة عن الربيع العربي"، أدارها د. إسماعيل سراج الدين؛ مدير المكتبة. وقال د. تلهامي: إن الثورة المعلوماتية كان لها تأثير كبير في الربيع العربي فاجأ الجميع؛ إذ إن استطلاعات الرأي كانت تشير إلى أن تلك الثورة المعلوماتية ستحدث، لكن لم يكن أحد يعرف كيف ستغير المنطقة. ونوّه في هذا الإطار إلى أن ثلثي العالم العربي قالوا إنهم لا يستخدمون الإنترنت في استطلاع عام 2006، بينما أصبحت النسبة عام 2009 الثلث فحسب. ولفت إلى أن الإنترنت والإعلام الاجتماعي أسهم في تمكين الأفراد، وبالتالي فلا يمكن لأي حكومة قادمة تجاهل استطلاعات الرأي.. مضيفا بأن الثورات العربية حطمت النظريات السياسية المعروفة، والتي كانت تلمح إلى أن الثورات - على قلّتها في التاريخ- تحتاج إلى مجموعات منظمة وشخصيات كاريزمية، في حين أن هذه الشروط لم تتوافر في مصر وتونس على سبيل المثال. وأكد أن الربيع العربي كان ثورة كرامة ضمن عدد من القيم الأخرى، إلا أن شعارات مثل "ارفع رأسك فوق انت مصري" و"ارفع راسك فوق انت ليبي حر" تدل على ذلك. وكشف أن استطلاعات الرأي في العقد الأخير أثبتت أن المصريين لم يعودوا فخورين بمصريتهم، لافتا إلى أن الثلث فقط أجاب بأنه مصري أولا حين سئل عن هويته، بينما الثلثين حدد الهوية العربية أولا أو الإسلامية أو غيرها. ونبّه إلى أن كثرة تولي مبارك والقذافي للحكم أدت إلى خلط الرئيس أو الزعيم بالدولة، وبالتالي قد يكون ذلك سببا في ضعف الهوية لديهم ولدى العرب عموما خلال العقد الأخير. وأوضح أن نتائج استطلاعات الرأي في الولاياتالمتحدةالأمريكية حول رؤيتهم للربيع العربي فجّرت عددا من المفاجآت؛ حيث أظهرت أن 55% من الأمريكيين يؤيدون الديمقراطية في العالم العربي، وإن جاءت بحكومات غير صديقة لدولتهم. كما كشفت أن الربيع العربي فاجأ الأمريكيين؛ إذ خالف ما كان يروجه لهم الإعلام بأن العرب يكرهونهم لقيمهم وحريتهم، فهم شاهدوا المظاهرات السلمية المنادية بالحرية. وقال شبلي إن الربيع العربي أسهم في زيادة رؤية الأمريكيين الإيجابية تجاه العرب عموما؛ حيث وصلت إلى 70% تجاه مصر، وهي النسبة الأعلى في الدول العربية. إلا أنه ألمح إلى أن ثورات المنطقة لم تؤثر على رأي الأمريكيين بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي؛ حيث إن مؤيدو إسرائيل مقابل فلسطين من الديمقراطيين والمستقلين نسبتهم 2 إلى 1، بينما كانت النسبة لدى الجمهوريين 50 إلى 1. وأضاف أن مؤيدو إسرائيل أكثرهم من البيض والجمهوريين وكبار السن واليمين المسيحي، بينما مؤيدو فلسطين أكثرهم من الشباب والمرأة والأمريكيين من أصول أفريقية أو لاتينية (أمريكا الجنوبية).