لما تشهد البلاد السورية من احتجاجات وتظاهرات، قرر الفنان الأخوان التوأمان محمد وأحمد ملص، تقديم عرض مسرحي كوميدي، يحمل عنوان "الثورة غدًا تؤجل إلى البارحة"، وهو عمل لم يأخذ طريقه إلى خشبات المسارح، وإنما يعرض في غرفة منزل العائلة أمام 25 متفرجًا، ويقدم الإخوان دوري متظاهر اعتقل للتو ورجل الأمن الذي يحقق معه، لكن التحقيق سرعان ما يتحول إلى حوار مألو، تستعاد في الحوار لغة رجل الأمن وسلوكه اتجاه المعتقلين، وكذلك الامتهان الذي يواجهه الناس إثر اعتقالهم، فرجل الأمن الذي يتحدث بلغة الساحل السوري سيكشف أنه ينتمي إلى الطائفة السنية، بينما المتظاهر الذي يتحدث لغة أهل دمشق يكون أصلا من الساحل، ومن والدة مسيحية، وينتقد العرض بشدة أداء الإعلام السوري، كما ينتقد مجلس الشعب في صورته المعروفة إزاء خطاب الرئيس بشار الأسد. ويؤكد العرض أن السوريين يتأرجحون بين خيارين إما الخوف، أو تلك المدائح على طريقة قصائد نواب المجلس، يتبدى ذلك حين يتاح للمتظاهر فرصة للقاء الرئيس والتعبير له عما يجري لكن خوفه يمنعه، لكن رجل الأمن لا يستطيع أمام الرئيس إلا أن يلقي القصائد والاشعار، ويختتم العرض بقراءة الرجلين سورة الفاتحة على أرواح الشهداء جميعا، ليصبح هؤلاء الشهداء قاسما يجمع السلطة والمحتجين.