السر لانطلاق تنظيم حزب الله فى مصر.. لضرب الأمن الداخلى، عبر عدة مخططات، أولاً: شراء منازل متاخمة للحدود المصرية الإسرائيلية فى رفح، وثانيًا: تسهيل مهام نقل السلاح من مصر إلى فلسطين، وثالثًا: تكدير الأمن المصرى العام بعدة ضربات تخدم مصالح الحزب اللبنانى، ذو الدعم الإيرانى، والتوجه الشيعى . التوجه الشيعى لحزب الله اللبنانى ليس تهمة، لكنه حرض بشكل سلبى شيعة مصر لنفى أية علائق بينهم وبين التنظيم «المصرى» لهذا الحزب الذى احتفى الشارع «المصرى» بانتصاره الوهمى على إسرائيل عام 2006 فى الجنوب اللبنانى .. ووقف الزعيم يلقى كلمته التى نفى فيما الاتهامات المصرية بالعمل على تنفيذ عمليات عدائية داخل مصر، وكذا نفى «سماحة السيد نصرالله» أن تكون للحزب أدنى علاقة بهذا التنظيم.. إلا أنه لم ينف أن اللبنانى المعتقل لدى السلطات المصرية سامى شهاب الدين عضو فى حزب الله وأنه كان يحاول نقل الدعم اللوجيستى لغزة!! وهذا الدور الداعم للمقاومة الفلسطينية، الذى ذكره «سماحته».. بنقل أسلحة وعتاد لمساعدة الفلسطينين، تهمة لم يذكرها المدعى العام فى مصر.. واصفًا التهم التى قيلت فى بيان المدعى العام بأنها تهدف إلى إثارة الشعب المصرى.. فى محاولة يمكن وصفها بالفجاجة والقفز السياسى لتوصيف القضية بأنها ضد مصالح شعب غزةالفلسطينى!! المتابع لهذا الشأن لا يندهش، لأن نية حزب الله اللبنانى معلنة، بإثارة الشعب المصرى فعلاً، وتساؤل آخر حرج، ماذا قال الصحفى الكبير هيكل لنصرالله حين ألتقاه فى بيروت الأسبوع الماضى؟! هذا السؤال طرحه اللواء منير سليمان وكيل لجنة الأمن القومى بمجلس الشعب حين قال: من الأهمية بمكان معرفة ما تم خلال خمس ساعات اجتمع خلالها هيكل بنصرالله، وأكد سليمان أن الكثير من المواقف كشفت عن أن زعيم حزب الله لا يكن المحبة لمصر، بل إنه سعى لتأليب جيشها العظيم -وهو كذلك- على الشرعية.. وهى المحاولة التى مقتها الشارع المصرى وساهمت فى عزلة حزب الله وقياداته فى القاهرة وغيرها من المدن العربية، وأضاف سليمان: كان ينبغى على هيكل أن يطلب من نصرالله الاعتذار لمصر حكومة وشعبًا على هجومه على قيادتها قبل الشروع فى الاجتماع معه!! فهل اعتذر «سماحة الشيخ» أو طالبه هيكل بالاعتذار؟! لم يحدث.. وإنما حدث العكس، مزيد من التوغل فى السياسة المصرية بشكل ضد الشرعية، ومزيد من الوقاحة فى التعامل مع الأمن القومى المصرى، ومحاولات يمكن وصفها بالغباء السياسى فى الهجوم على مصر.. ونائبها العام بخصوص قضية تأسيس حزب الله فى مصر!! فهل يحيى الزعيم اللبنانى، وأمين حزب الله، سماحة الشيخ حسن نصرالله، نتائج ما يقدمه من خطاب سياسى طافح بالحقد على مصر حكومة ونظامًا وشعبًا؟! عكست من ناحية أخرى تصريحات محمد الدرينى أحد أبرز رموز الشيعة فى مصر رعبًا حقيقيًا من الزج باسم شيعة مصر فى القضية، حيث قال: القضية سياسية بامتياز، معتبرًا إياها أقرب إلى الروايات الأسطورية التى تهدف إلى تجيش الرأى العام ضد الشيعة والعمل على زيادة الكراهية لهم.. فهل هذا التنظيم حلقة من مسلسل تصاعد العداء بين النظام الإيرانى الراعى الرسمى لحزب الله وبين مصر.. بوصفها حائط الصد ضد طموحات التوسع الشيعى السياسى فى المنطقة.. وهنا لابد من وقفه، حيث لا نخلط الأوراق بين التشيع الدينى، والتشيع السياسى.. فالأول لا يكن العداء لمصر، بلد أولياء الله الصالحين، بينما الثانى يصف مصر دومًا بأنها أرض الفراعين.. فهل يعد تنظيم حزب الله فى مصر حلقة الوصل بين التشيع الدينى.. والتشيع السياسى؟! إن الموقف من هذه القضية فى الشارع المصرى يعكس تخبطًا واضحًا، ساهمت فيه وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، عندما صنعت من نصرالله أسطورة فى 2006، وتعاملت معه بوصفه الزعيم العربى، منقذ الإسلام والقدس معًا.. بينما لم يوجه حزب الله صواريخه إلى تل أبيب.. ومع كامل حقه فى العمل داخل الأراضى اللبنانية بكامل حريته وشرعيته، إلا أننا لابد أن نقف ضد أية محاولة للتطاول على أمن مصر.. واللعب بالنار على أرضها.. كيف نرحب بانتصارات الزعيم اللبنانى بالأمس واليوم نصفها بالإرهابية.. إنه الموقف المرتبك للإعلام المصرى -إلا قليلاً- فإذا عدنا إلى قصائد الغزل والمديح التى دبجت بأيدى مصرية فى نصرالله.. نكتشف خللاً رهيبًا فى الفهم والتفهم.. وعلى صفحات صحف قومية، ومستقلة، بعضها وضع صور نصرالله كبوسترات النجوم مع أعداده وقتها، والآن يراجع مواقفه من الحزب وزعيمه ونحذر من أن مصر لن تصبح ملعبًا مفتوحًا لحرب حزبية عربية أبدًا.. فالموقف المصرى حيال القضية الفلسطينية واضح وصريح.. ونتحمل فى سبيلها ما لا يحتمل، ونقف مع الحق الفلسطينى ونصمت على اعتداءات إسرائيل بالتصريحات النارية علينا.. كل هذا مقبول، بل وطبيعيًا.. إلا أنه من غير المقبول أو الطبيعى أن نكون معبرًا لحزب الله إلى فلسطين.. ولا نقبل مزايدات سماحة الشيخ الزعيم علينا. عفوًا أستاذ هيكل.. نريد إيضاح الموقف وإزالة الالتباس، لأن الشارع المصرى ليس ملكًا لحسن نصرالله، ولا يحكمه حزب الله.. من حق الأستاذ أن يجتمع بمن يشاء.. ومن حقنا أن نختلف مع من نشاء.. وتبقى كلمة نرد بها على مهاترات زعيم حزب الله.. ستبقى مصر دومًا فوق مزايدات المراهقة السياسية، والتصريحات النارية.. والغضب المفتعل.. وعلى حزب الله مراجعة موقفه من مصر.. قبل السقوط فى حلبة الأعداء.. لأن فلسطين لن تحرر على يد حزب الله ولا عن طريق استخدام الأراضى المصرية بأيد إرهابية، فالإرهاب لا يصنع سلامًا.. فقط زعامات زائفة.. وبطولات وهمية.. وتحية للأمن المصرى اليقظ الذى أحبط محاولة الاختراق.. وفى انتظار أن تكشف الأيام القليلة المقبلة عن مزيد من العداء بين حزب الله ومصر.. ومزيد من التفهم لموقف شيعة مصر من هذا التنظيم الإرهابى!!