وقال شهود عيان ان الأرض تلتهب تحت أقدام الجنود الاسرائيليين كلما تقدموا نحو المناطق المأهولة بالسكان.. وتصاعدت النيران في سماء قطاع غزة بعدما قصف الطيران الاسرائيلي خزانا للوقود قرب بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع مما خلف دوي انفجار قوي. وقال سلاح الجو الاسرائيلي انه ضرب 40 هدفا بينها سبعة انفاق. وتوغلت الدبابات الاسرائيلية الاحد الى مشارف مدينة غزة على بعد كيلومترات من الحدود مع اسرائيل.. وشوهدت مصفحات ووحدات من سلاح المشاة في موقع مستوطنة نتساريم السابقة التي اخليت في اطار عملية الانسحاب الاسرائيلية من قطاع غزة في صيف 2005، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة غزة كبرى التجمعات السكانية في القطاع. وقال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحماس ان القوات الاسرائيلية تواجه موتا مؤكدا او أسرا. واضاف ابو عبيدة انه يجب على العدو الصهيوني ان يعرف ان معركته في غزة خاسرة. ويقدر عدد المقاتلين الفلسطينيين في غزة بنحو 25 ألف، ينتمون الى حركة حماس وعدة فصائل فلسطينية اخرى. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الهدف من الهجوم البري هو" حماية الجبهة الداخلية" من الهجمات الصاروخية. وامتنع خلال كلمة تلفزيونية عن توجيه اي تهديد بمحاولة قلب حكومة حماس في قطاع غزة، الأمر الذي تراجعا عن واحد من أبرز الأهداف المعلنة للحرب. وقال باراك زعيم حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط واحد المرشحين لرئاسة الوزراء في انتخابات تتوقع استطلاعات للرأي ان تعيد اليميني بنيامين نتنياهو الى السلطة "لن يكون سهلا. ولن يكون قصيرا". وذكر الجيش في بيان ان اعدادا كبيرة من القوات تشارك في الحملة من بينها المشاة والدبابات والمهندسين والمدفعية والمخابرات. وفي حين تواجهت القوات على الارض استعرت المعركة الاعلامية مع تشويش اسرائيل على محطات حماس التلفزيونية والاذاعية. ومررت اسرائيل عبر قناة الاقصى التابعة لحماس رسالة تقول "يا قادة حماس لقد قضي عليكم". وقالت اسرائيل انها استدعت عشرات الالاف من جنود الاحتياط وقدر المتحدث باسم قائد الجيش ان هذه العملية في قطاع غزة قد تستغرق"اياما طويلة كثيرة". ومن المرجح ان يؤدي سقوط عدد كبير من الضحايا الى زيادة الضغوط الدولية على اسرائيل كي توقف اكبر عملية لها في قطاع غزة منذ 40 عاما وهي معركة تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة بالنسبة للزعماء الاسرائيليين قبل الانتخابات العامة التي تجري في العاشر من فبراير شباط.. وتفاقمت محنة 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.ويقبع الناس في بيوتهم منذ أيام فيما قالت وكالات إغاثة انسانية إن المواد الغذائية الاساسية والمياه والامدادات الطبية بدأت تنفد. وقال شهود انه بعد عدة ساعات من بدء الهجوم المدرع اتخذت القوات الاسرائيلية مواقع لها في شمال قطاع غزة في منطقة كثيرا ما يستخدمها النشطون لاطلاق صواريخ عبر الحدود وقرب بلدة رفح الجنوبية. وذكرت وكالة تابعة للامم المتحدة ان على الاقل ربع الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة مدنيون. واصيب 2050 فلسطينيا اخرين. وقدرت جماعة فلسطينية بارزة لحقوق الانسان بان المدنيين يمثلون 40 في المئة من القتلى. ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يمثل المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط بدء جهود مكوكية الاحد بين الزعماء الاسرائيليين والزعماء الفلسطينيين - خصوم حماس- في الضفة الغربيةالمحتلة. ولكن الانقسامات داخل الاتحاد الاوروبي بشأن العملية الاسرائيلية قد تكسب اسرائيل مزيدا من الوقت.