أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقرّه باريس لإيران دور فيما تشهده بعض الدول العربية من تحركات شعبية. ورأوا 67.2 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان جندت ايران جزء من شعب البحرين الذي يدين بنفس مذهبها لكي يقوم بالتظاهر والمسيرات والإعتصامات السلمية في البداية ، ثم التصعيد الى العنف والتقتيل ، ثم أتهام الدولة به ، ثم المناداة برحيل النظام . أما 22.7 في المئة رأوا لا يرون ان لإيران أي دور فيما تشهده بعض الدول العربية من تحركات شعبية وان الانتفاضات التي يشهدها العالم العربي اليوم هي نتاج تراكم كمي هائل عبر عدة عقود من طغيان الانظمة العربية المستبدة.اما 10.1 في المئة اتهموا امريكا واسرائيل في التخطيط لما تشهده بعض الدول العربية من تحركات شعبية. وخلص المركز الى نتيجة مفادها : مع اندلاع التحركات الشعبية في مملكة البحرين اتجهت انظار المراقبين نحو ايران مستفسرة عن دور ما لطهران من منطلق انها تفتش دائماً عن موطأ قدم لها في دول الخليج العربية ومن منطلق ان اكثرية اهالي البحرين هم من الشيعة وينتمون الى نفس المذهب الذي تدين به ايران . وبدأت اصابع الأتهام تتجه الى ايران نتيجة صدور عدة تصريحات عن كبار المسؤولين الإيرانيين تعلن تأييدها لتحركات البحرانيين وترفض تدخل قوات درع الجزيرة . وتزامن ذلك مع احكام صدرت عن السلطات الرسمية الكويتية التي اتهمت عناصر بالتجسس على الكويت لمصلحة ايران والتي نتج عنها نشوء ازمة دبلوماسية تميل الى المزيد من التفاقم . وحصل ايضاً ان رشحت معلومات عن دور ايراني ما في تحركات متواضعة قامت بها عناصر شيعية في المملكة العربية السعودية والتي سرعان ما تم محاصرتها والغاء أي تداعيات سلبية لها . وسبق وأصدرت ايران مواقف مؤيدة للثورة المصرية ولكن جاءت ردود الفعل من المصريين على عكس ما تشتهيه طهران التي طُلب منها عدم التدخل في الشؤون المصرية لأن من شأن ذلك ان ينعكس سلباً على ثورة المصريين وعلى اهدافهم وتطلعاتهم . وبمعنى أخر يبدو ان ايران تحاول ان تواكب المتغيرات التي تحصل في العالم العربي الى حد ذهب بعض قادة ايران الى اعتبار ان ما يجري من تحركات هي من تداعيات الثورة الإيرانية التي وصلت برأيهم ارتدادتها الأن . وهذا ما استدعى الكثير من الردود من مسؤولين ومثقفين عرب والذين تساءلوا عن خلفية تأييد النظام الإيراني لحركات التغيير العربية فيما هو يعمل يومياً على قمع التحركات الشعبية الإيرانية وعلى سجن اركان المعارضة التي يوازي حجمها نصف الشعب الإيراني على الأقل.