(عرفت مع اشتراكى فى محاورات المصريين المعنى الحقيقى للإعلام التفاعلى، فأنت تستطيع أن تكتب مقالاً تعبر فيه عن رأيك فى موضوع معين، وتنشره فى صحيفة حكومية أو مستقلة، لكنك لن تعرف أبداً كم قارئ قام بقراءة هذا المقال، ولن تعرف رأيه فيما كتبت أو رد فعله على مقالك.. هل هو معك أم ضدك؟ والآن تستطيع أيضا أن تنشر هذا المقال على أحد المواقع الإلكترونية، وقد تكون الصحيفة نفسها التى تنشر لك المقال لديها موقع على الإنترنت يتيح لك أن تعرف عدد قراء مقالك وردود أفعالهم وآراءهم فى المقال، وهو تطور كبير فى الإعلام يتيح لصاحب الرسالة الإعلامية أن يتعرف بصورة أفضلً على رجع الصدى ورد فعل المتلقى، لكنه لن يحقق لك التفاعل الذى يتحقق من خلال موقع ثقافى ومنبر سياسى مثل محاورات المصريين، فأنت هنا تكتب لقراء تعرف معظمهم معرفة جيدة، وسبق لك أن تحاورت معهم فى موضوعات شتى، وتعرف اتجاهاتهم الفكرية ودوافعهم الإنسانية للكتابة، وتستطيع أن ترد عليهم وأن تتناقش معهم فى الفكرة التى طرحتها فى عملية أخذ ورد ممتعة تفيد فيها وتستفيد)... جاء ذلك في مقدمة كتاب "محاورات المصريين" للكاتب الصحفي محمد رفعت، والصادر مؤخرا عن دار "شريقات" للنشر والتوزيع. ويتناول الكتاب أهم الموضوعات التى تشغل بال المصريين فى السنوات الأخيرة فى أحد عشر فصلا، ويخصص فصلا كاملا للمصريين بالخارج والذين يشكلون نسبة كبيرة من أعضاء المنتدى، كما يحوى فصلا عن عادات وتقاليد المصريين القديمة بعنوان "حكايات من زمن فات"، وفصلا آخر عن شركاء الوطن وقضايا الوحدة الوطنية، وفصل ساخر حول شقاوة الكبار. وتناول المؤلف فى كتابه بالعرض والتعليق عينات مختارة من المقالات والمداخلات التى تم نشرها والتحاور حولها فى أول موقع تفاعلى مصرى على شبكة الإنترنت، وكشفت مدى الحراك السياسى والثقافى الذى يشهده المجتمع المصرى منذ أكثر من عشر سنوات، والذى ساهم بدور كبير فى تهيئة التربة وتفتيح وعى الناس للقيام بثورة 25 يناير والتحريض عليها من خلال إلقاء الضوء على قضايا الفساد والتصدى لمؤامرات التمديد والتوريث. ويذكر أن رفعت شاعر وصحفي، صدر له ديوان "جرب أن تفقد ذاكرتك"، ورواية "رقصة اللبلاب"، وتولى العديد من المناصب الصحفية ويشغل عضوية جمعية نقاد وكتاب السينما. و"محاورات المصريين" هو صالون ثقافى وملتقى فكرى على شبكة الإنترنت، أسسه المثقف الموسوعى عادل أبو زيد، ليكون منبراً لمن لا منبر له و"هايد بارك" حقيقى للآراء والأفكار المختلفة، وملتقى للمصريين جميعا ًداخل الوطن وخارجه.