حذر الخبراء من العقبات التي قد تواجه البلدان الفقيرة للحصول على لقاح فيروس كورونا، بعد إعلان شركة "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية التوصل إلى تطوير لقاح أثبت فاعليته بنسة 90 في المئة. فبكلفة 40 دولارًا لكل برنامج علاج (يعطى على جرعتين) سارعت الدول الغنية إلى طلب ملايين الجرعات، حيث تم شراء 1,1 مليار جرعة من قبل الدول الغنية في حين "لم يتبق الكثير للدول الأخرى"، بحسب مركز التنمية العالمية. وهنا طُرحت عدة أسئلة حول ما إذا كانت الدول الفقيرة ستحصل على لقاح ضد كوفيد-19 وحول مسألة التمويل وطرق نقل الجرعات خاصة وأنها تتطلب بروتوكولًا خاصًّا. ومن جانبه، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله في أن يفيد أي "تقدم علمي" كل البلدان قائلًا "لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء". ويأمل مختبرا "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية في توفير الجرعات الأولى في غضون أسابيع قليلة، بمجرد استلام تصاريح الاستخدام الطارئ من الوكالات الصحية، وتتوقع الشركتان توفير ما يصل إلى 1,3 مليار جرعة العام المقبل. وقالت ترودي لانغ، مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد لوكالة الأنباء الفرنسية، "إذا كان لدينا لقاح فايزر فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية". ويوجد حاليًا أكثر من ثلاثين لقاحًا محتملًا آخر لكوفيد-19 قيد التطوير، 11 منها كانت في المرحلة الثالثة من التجارب، أي قبل الأخيرة التي تمنح خلالها الموافقة. ونظرًا إلى أنها توقعت الطلب المفرط على أي لقاح معتمد، أنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة "كوفاكس" في أبريل الماضي لضمان التوزيع العادل للقاحات، وهي تجمع الحكومات والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ووفقًا لرايتشل سيلفرمان، مديرة المشروع في مركز التنمية العالمية، من غير المرجح أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاحات في أفقر البلدان. فاستنادًا إلى اتفاقات الشراء المسبق الموقعة مع شركة "فايزر"، هناك 1,1 مليار جرعة تم شراؤها من قبل الدول الغنية. وقالت سيلفرمان لوكالة الأنباء الفرنسية "لم يتبق الكثير للدول الأخرى". وبعض البلدان التي طلبت مسبقًا، مثل اليابان وبريطانيا، هي جزء من "كوفاكس"، لذلك من المحتمل أن تصل بعض الجرعات على الأقل إلى البلدان الأقل تقدمًا من خلال اتفاقات الشراء الخاصة بها. وبخلاف ذلك، فإن الولاياتالمتحدة التي طلبت 600 مليون جرعة، ليست عضوًا في "كوفاكس". لكن هذا الأمر قد يتغير مع الرئيس المنتخب جو بايدن. وصرح بنجامين شرايبر، منسق شؤون لقاح كوفيد-19 في منظمة اليونيسف، "علينا تجنب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات وبالتالي لا تتبق جرعات كافية للبلدان الأفقر". وبالإضافة إلى مسألة الأخلاقيات، تؤكد البيانات الوبائية الحاجة إلى التوزيع العادل للقاح. وفي دراسة نشرها باحثون في جامعة نورث إيسترن في الولاياتالمتحدة أخيرًا، تبحث في الصلة بين الوصول إلى اللقاح والوفيات الناجمة عن كوفيد-19. ووضعوا سيناريوهين يبحث الأول في ما قد يحدث إذا احتكرت 50 دولة غنية أول ملياري جرعة من اللقاح، وفي السيناريو الثاني، يتم توزيع اللقاح على أساس عدد سكان الدولة بدلًا من قدرتهم على دفع ثمن اللقاحات. وتبين أنه في السيناريو الأول، تنخفض الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بمقدار الثلث (33 في المئة) في أنحاء العالم. أما في الفرضية الثانية، فتصل نسبة انخفاض الوفيات إلى 61 في المئة. لكن حتى لو تحقق التمويل للدول الفقيرة، ستظهر مشكلة نقل الجرعات، حيث يجب تخزين اللقاح في مكان تبلغ حرارته -70 درجة مئوية بينما "معظم الثلاجات في غالبية المستشفيات حول العالم تصل حرارتها إلى -20 درجة مئوية" وفق ترودي لانغ. وتقوم شركة "فايزر" وبعض الحكومات بإعداد بروتوكول تسليم منذ أشهر، لكن "لم يحدث أي من هذا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل" على ما أوضحت رايتشل سيلفرمان. وصرح بنجامين شرايبر "لدينا خبرة في نشر لقاح ضد إيبولا" وهو لقاح له خصائص مماثلة للقاح شركة "فايزر" من حيث درجة حرارة التخزين، متابعًا "إن تخزين لقاح كوفيد-19 أصعب في جنوب الكرة الأرضية لكنه ليس مستحيلا" ويتطلب استثمارات وتدريبا كبيرا. وحتى لو توافرت اللقاحات في الأشهر المقبلة، تبقى عقبة أخيرة وهي عدم الثقة في حملات التلقيح، وهي أحد التهديدات العشرة الرئيسية للصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وقضى اللقاح ضد إيبولا في السنوات الأخيرة على الفيروس بشكل شبه كامل، لكن العديد من الدراسات أظهرت أن التقدم المحرز يتراجع بسبب عدم الثقة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت وداخل المجتمعات عن اللقاحات. حذر الخبراء من العقبات التي قد تواجه البلدان الفقيرة للحصول على لقاح فيروس كورونا، بعد إعلان شركة "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية التوصل إلى تطوير لقاح أثبت فاعليته بنسة 90 في المئة. فبكلفة 40 دولارًا لكل برنامج علاج (يعطى على جرعتين) سارعت الدول الغنية إلى طلب ملايين الجرعات، حيث تم شراء 1,1 مليار جرعة من قبل الدول الغنية في حين "لم يتبق الكثير للدول الأخرى"، بحسب مركز التنمية العالمية. وهنا طُرحت عدة أسئلة حول ما إذا كانت الدول الفقيرة ستحصل على لقاح ضد كوفيد-19 وحول مسألة التمويل وطرق نقل الجرعات خاصة وأنها تتطلب بروتوكولًا خاصًّا. ومن جانبه، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله في أن يفيد أي "تقدم علمي" كل البلدان قائلًا "لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء". ويأمل مختبرا "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية في توفير الجرعات الأولى في غضون أسابيع قليلة، بمجرد استلام تصاريح الاستخدام الطارئ من الوكالات الصحية، وتتوقع الشركتان توفير ما يصل إلى 1,3 مليار جرعة العام المقبل. وقالت ترودي لانغ، مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد لوكالة الأنباء الفرنسية، "إذا كان لدينا لقاح فايزر فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية". ويوجد حاليًا أكثر من ثلاثين لقاحًا محتملًا آخر لكوفيد-19 قيد التطوير، 11 منها كانت في المرحلة الثالثة من التجارب، أي قبل الأخيرة التي تمنح خلالها الموافقة. ونظرًا إلى أنها توقعت الطلب المفرط على أي لقاح معتمد، أنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة "كوفاكس" في أبريل الماضي لضمان التوزيع العادل للقاحات، وهي تجمع الحكومات والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ووفقًا لرايتشل سيلفرمان، مديرة المشروع في مركز التنمية العالمية، من غير المرجح أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاحات في أفقر البلدان. فاستنادًا إلى اتفاقات الشراء المسبق الموقعة مع شركة "فايزر"، هناك 1,1 مليار جرعة تم شراؤها من قبل الدول الغنية. وقالت سيلفرمان لوكالة الأنباء الفرنسية "لم يتبق الكثير للدول الأخرى". وبعض البلدان التي طلبت مسبقًا، مثل اليابان وبريطانيا، هي جزء من "كوفاكس"، لذلك من المحتمل أن تصل بعض الجرعات على الأقل إلى البلدان الأقل تقدمًا من خلال اتفاقات الشراء الخاصة بها. وبخلاف ذلك، فإن الولاياتالمتحدة التي طلبت 600 مليون جرعة، ليست عضوًا في "كوفاكس". لكن هذا الأمر قد يتغير مع الرئيس المنتخب جو بايدن. وصرح بنجامين شرايبر، منسق شؤون لقاح كوفيد-19 في منظمة اليونيسف، "علينا تجنب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات وبالتالي لا تتبق جرعات كافية للبلدان الأفقر". وبالإضافة إلى مسألة الأخلاقيات، تؤكد البيانات الوبائية الحاجة إلى التوزيع العادل للقاح. وفي دراسة نشرها باحثون في جامعة نورث إيسترن في الولاياتالمتحدة أخيرًا، تبحث في الصلة بين الوصول إلى اللقاح والوفيات الناجمة عن كوفيد-19. ووضعوا سيناريوهين يبحث الأول في ما قد يحدث إذا احتكرت 50 دولة غنية أول ملياري جرعة من اللقاح، وفي السيناريو الثاني، يتم توزيع اللقاح على أساس عدد سكان الدولة بدلًا من قدرتهم على دفع ثمن اللقاحات. وتبين أنه في السيناريو الأول، تنخفض الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بمقدار الثلث (33 في المئة) في أنحاء العالم. أما في الفرضية الثانية، فتصل نسبة انخفاض الوفيات إلى 61 في المئة. لكن حتى لو تحقق التمويل للدول الفقيرة، ستظهر مشكلة نقل الجرعات، حيث يجب تخزين اللقاح في مكان تبلغ حرارته -70 درجة مئوية بينما "معظم الثلاجات في غالبية المستشفيات حول العالم تصل حرارتها إلى -20 درجة مئوية" وفق ترودي لانغ. وتقوم شركة "فايزر" وبعض الحكومات بإعداد بروتوكول تسليم منذ أشهر، لكن "لم يحدث أي من هذا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل" على ما أوضحت رايتشل سيلفرمان. وصرح بنجامين شرايبر "لدينا خبرة في نشر لقاح ضد إيبولا" وهو لقاح له خصائص مماثلة للقاح شركة "فايزر" من حيث درجة حرارة التخزين، متابعًا "إن تخزين لقاح كوفيد-19 أصعب في جنوب الكرة الأرضية لكنه ليس مستحيلا" ويتطلب استثمارات وتدريبا كبيرا. وحتى لو توافرت اللقاحات في الأشهر المقبلة، تبقى عقبة أخيرة وهي عدم الثقة في حملات التلقيح، وهي أحد التهديدات العشرة الرئيسية للصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وقضى اللقاح ضد إيبولا في السنوات الأخيرة على الفيروس بشكل شبه كامل، لكن العديد من الدراسات أظهرت أن التقدم المحرز يتراجع بسبب عدم الثقة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت وداخل المجتمعات عن اللقاحات.