يعد لقاح "أسترازينيكا " الأقل ثمنا ويمثل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تم إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة "كوفاكس" المدعومة من منظمة الصحّة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان التوزيع المتساوي للقاحات على مستوى العالم ، إلا أنه حدث اضطراب في بعض الدول؛ جراء استخدام اللقاح، فقد أعلنت دولًا عدة تعليق استخدامه، بسبب ظهور حالات وفاة نتيجة تجلطات دموية بعد تلقيه. وأعلن وزير الصحة الإندونيسي، بودي جونادي ساديكين، أن بلاده ستعلق استخدام لقاح "أسترازينيكا" الواقي من فيروس كورونا المستجد على خلفية تقارير عن إصابة بعض متلقيه بجلطات دموية. وقال الوزير: إن إندونيسيا ستنتظر مراجعة من منظمة الصحة العالمية بشأن وجود ترابط محتمل بين استخدام اللقاح وهذه الحوادث. وأكدت هيئة السلطة الصحية في الدنمارك، الخميس الماضي، أنها قامت بتعليق استخدام اللقاح الذي طورته "أسترازينيكا" بالتعاون مع جامعة أكسفورد لمدة أسبوعين بعد وفاة شخص تلقى جرعة منه وظهرت لديه لاحقا جلطة دموية. كما أعلن مدير الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها في المعهد النرويجي للصحة العامة غير بوكهولم، أثناء مؤتمر صحفي أن بلاده تعلق أيضا استخدام لقاح "أسترازينيكا" للتحقق من صحة التقارير عن الجلطات. وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات الصحية في كل من إيطاليا وآيسلندا عن اتخاذها إجراء احترازيا مماثلا.ويأتي ذلك بعد أربعة أيام فقط من تعليق النمسا استخدام لقاح "أسترازينيكا" عقب وفاة امرأة تلقت جرعة منه إثر إصابتها بجلطة دموية. كما أعلنت كل من هولنداوإيرلندا الأحد تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا بعد الإبلاغ عن "آثار جانبية محتملة" له، من بينها الإصابة بجلطات في الدم. وفي إجراء احترازي، قررت هولندا تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، وذلك حتى 28 مارس ، بعد الإبلاغ عن "آثار جانبية محتملة" في الدانمارك والنرويج، من دون أن تكون هناك صلة مؤكدة في هذه المرحلة بين تلقي اللقاح وتلك الآثار. وقالت وزارة الصحة في بيان إنه "بناء على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولندية، في إجراء احترازي وبانتظار تحقيق معمق أكثر، بتعليق إعطاء لقاح أسترازينيكا" المضاد لكوفيد-19. كما علقت أيرلندا أيضا استخدام لقاح أسترازينيكا على خلفية مخاوف مرتبطة بتسببه بجلطات بالدم، وهي مشكلة تُواجه المختبر السويدي-البريطاني العاجز عن تسليم الكميات الموعودة للاتحاد الأوروبي. ومن جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية، على أنه لم يتم التأكد من وجود علاقة سببية بين تلقي اللقاح والإصابة بجلطات في الدم. وردًا على ما سبق، أعلنت شركة "أسترازينيكا" عن مراجعة حالات ملايين الأشخاص ممن تم تطعيمهم بلقاحها المضاد لكورونا، مشيرة إلى أنها لم تسجل أي دليل على زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم لديهم. وقالت الشركة في بيان لها: إن المراجعات شملت أكثر من 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وأضافت: لم تظهر المراجعة الدقيقة لجميع البيانات المتاحة لأكثر من 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بلقاح "أسترازينيكا" أي دليل على زيادة خطر الإصابة بالانسداد الرئوي أو تجلط الأوردة العميقة أو قلة الصفيحات، في أي عمر أو جنس أو دولة. كما دعمت وكالة الأدوية الأوروبية موقف الشركة الصانعة، وقالت، إنه لا توجد مؤشرات على وجود علاقة سببية بين أخذ بعض الأشخاص التطعيم بلقاح شركة "أسترانيزيكا" وإصابتهم بجلطات دموية.