بعد ورود تقارير عن ظهور جلطات في دم أشخاص ممن تلقوا لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، قامت بعض الدول الأوروبية بتعليق استخدام دفعات معينة من اللقاح. وآخر تلك الدول كانت هولندا، التي أعلنت حكومتها، أمس الأحد، أنها ستعلق استخدام لقاح شركة "أسترازينيكا" حتى نهاية الشهر الجاري في إجراء احترازي، وجاء في بيان الحكومة: "بناء على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولندية، في إجراء احترازي وبانتظار تحقيق معمق أكثر، بتعليق استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا". وجاء ذلك في أعقاب اتخاذ أيرلندا قرار مماثل، حيث أعلنت هيئة السلطة الصحية في الدنمارك، الخميس الماضي، تعليق استخدام اللقاح الذي طورته "أسترازينيكا" بالتعاون مع جامعة أكسفورد لمدة أسبوعين بعد وفاة شخص تلقى جرعة منه وظهرت لديه لاحقًا جلطة دموية. وقال سورين بروستوم، رئيس الهيئة، إنه يتعين عليها ووكالة الأدوية الدنماركية الاستجابة إلى تقارير عن مضاعفات خطيرة محتملة للقاح تأتي من الدنمارك ودول أوروبية أخرى. ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الدنماركية، الخميس، وقف استخدام لقاح "أسترازينيكا" لمدة 14 يومًا بسبب مخاوف تتعلق بحدوث "جلطات دموية مميتة"، وقالت هيئة الصحة الدنماركية إنه تم تسجيل حالة وفاة في البلاد، على الرغم من أنه ليس من المؤكد وجود علاقة بين اللقاح وتشكل جلطة دموية. وكتب ماغنوس هيونيك، وزير الصحة الدنماركي، على حسابه في "تويتر" بأن الخبراء يحققون الآن فيما إذا كانت هناك أي صلة بين تلك الجلطات واللقاح. في السياق ذاته، أعلن غير بوكهولم، مدير الوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها في المعهد النرويجي للصحة العامة، أثناء مؤتمر صحفي أن بلاده تعلق أيضًا استخدام اللقاح للتحقق من صحة التقارير عن الجلطات. وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات الصحية في كل من إيطاليا وآيسلندا والنمسا عن اتخاذها إجراء احترازيًّا مماثلًا. كما علقت النمسا استخدام مجموعة من لقاحات أسترازينيكا بعد وفاة ممرضة جراء "مشاكل خطيرة في تخثر الدم" بعد أيام من تلقيها جرعة منه. وعلقت أربع دول أوروبية أخرى هي استونيا ولاتفيا ولوكسبمورغ وليتوانيا أيضًا هذه اللقاحات من هذه الشحنة، التي أرسلت إلى 17 دولة أوروبية وتتكون من مليون جرعة. وفي المقابل، أعلنت شركة تصنيع الأدوية أسترازينيكا ومقرها المملكة المتحدة، أمس الأحد، أنها راجعت من تم تطعيمهم بلقاحها ولم ترصد أي خطر لإصابات بتجلط الدم، وأن المراجعات شملت 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، مشيرة إلى أن تحليل بيانات تعود لأكثر من 10 ملايين شخص أظهر عدم وجود مخاطر لدى أي فئة عمرية أو أي دفعة من جرعات اللقاح. كما أكدت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان، في وقت سابق، أن "موقف لجنة السلامة بالوكالة هو أن فوائد اللقاح ما زالت أعلى من مخاطره، ويمكن الاستمرار في استخدامه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات". وفي بريطانيا، قالت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية إنه لا يوجد دليل على أن اللقاح تسبب في مشاكل ولا يزال يتعين على الناس الذهاب وتلقي اللقاح عندما يُطلب منهم ذلك، وأوضح فيل بريان من الوكالة أنه يمكن أن تحدث جلطات الدم بشكل طبيعي وهي ليست غير شائعة، مشيرًا إلى أنه أُعطي حتى الآن أكثر من 11 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا في جميع أنحاء المملكة المتحدة. كما أعلنت إسبانيا، اليوم، أنها لم ترصد ظهور أي جلطات في دم الذين خضعوا للتطعيم بلقاح "أسترازينيكا" وتستمر في متابعة الموضوع. وكذلك قالت فرنسا وألمانيا إنهما ستستمران في استخدام أسترازينيكا، وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن الفوائد أعلى من المخاطر. فيما أشارت الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي إلى أنه يمكن للدول الأوروبية الاستمرار في استخدام اللقاح، بينما يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت بعض الدول لتعليق استخدامه. وفي غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، في إفادة صحفية الجمعة، إنها تواصل تسليم لقاحات أسترازينيكا المضادة لكورونا، بينما تنتظر مراجعة اللجنة الاستشارية المعنية بسلامة اللقاح التابعة للمنظمة، تقارير الأعراض السلبية بعد التطعيم، مؤكدة أنا التطعيم على الإطلاق له قيمة كبيرة في منع الوفيات. يُذكر أنه تم تسجيل 22 حالة تجلط في الدم ضمن ثلاثة ملايين شخص تلقوا اللقاح في المنطقة الاقتصادية الأوروبية حتى 9 مارس، بحسب وكالة الأدوية الأوروبية.