كثير منا لم تمر به لحظة من لحظات الظن أو الشك وقد يكون هذا الشك ضروريا في حالات حين نحاول أن نتأكد من المواقف التي نواجهها في الحياة ، وقد يكون الشك مرفوضا وغير مرغوب دون أن يكون هناك دلائل من اليقين، تلك حالات تمر علينا في الحياة وقد نكون ضحايا الشك دون مبرر أو تأكيد فكيف يمكننا مواجهة حالات الشك؟ م. ص. تروي تجربتها مع الشك فتقول: "أنا امرأة تغار الكثيرات من أناقتي.. وزوجي سعيد بذلك ، عشنا معًا أجمل أيام العمر إلى أن زرعت إحدى قريباته بذرة الشك في قلبي، فبدأت ألاحظ تغيرًا في سلوكه، وصار يهتم بها ويجد متعة في الاستماع لأحاديثها وما أجج نيران الشك لديّ أنه حين كانت تأتي كان يختلق أي عذر فلا يغادر البيت. وتطورت الأمور أكثر حين بدأ عقد مقارنات بيني وبينها دائمًا ما تكون لصالحها، وبدأ يفتعل معي مشكلات عديدة حول أمور لم يكن يلتفت إليها سابقًا. والآن لا أعرف كيف أتصرف هل أواجهه؟ هل ألجأ إلى الأهل؟ كثيرًا ما أفكر في أن أترك البيت، وأخيرًا أخبرت صديقتي بشكوكي وآلمني أكثر أنها لم تجد فيها ما يستحق الاهتمام، وأكدت لي أن سلوك زوجي طبيعي، والمشكلة تكمن في داخلي". أما س. م تقول: "لأسباب كثيرة انفصلت عن زوجي منذ أربع سنوات. وأنا واقعية، وأعرف أن الطلاق في مجتمعنا تهمة تلصق بالمرأة بحيث تظل تعاقب وتحاسب عليها طيلة حياتها، ومؤخرًا طعنت في صميم كرامتي من قبل صديقة العمر بينما كنت أقوم بزيارة مع أولادي لهذه الصديقة، سمعت شجارًا في غرفة نومها لم أشأ التنصت عليه لكن الصوت كان أعلى مما ينبغي، كما لو أن المسألة مقصودة، فقد سمعت صديقتي تصرخ وتقول لزوجها: كم مرة نبهت عليك ألا تتحدث معها أو تمازحها أو حتى تسلم عليها؟ إنني لا أستطيع أن أتخيل أنك تجلس بجانبها. وقالت له: عليك أن تطردها وإلا فعلت ذلك بنفسي، إنها تريد أن تأخذك مني ، فما كان مني إلا أن غادرت البيت مع أولادي دون أن أودعها. نوال سالم التحقت بإحدى شركات التأمين كسكرتيرة وواجهتها تجربة ترويها قائلة: "كان أول شئ استقبلني به زملائي الجدد إشارة تحذيرية قوية من موظفة دون غيرها، قالوا لي عنها أشياء مروعة وأكدوا أنها نمامة وكاذبة ومخادعة ومتواطئة مع الإدارة ضد مصلحة الموظفين. وبصورة لا إرادية اتخذت منها موقفًا سلبيًا، إلا أنني ومع مرور الوقت، وبحكم أن عملي كان مرتبطًا بعملها، بدأت أكتشف تدريجيًا أنها لم تكن بهذا السوء. شككت في الروايات التي يتناقلها الزملاء عنها، وقادني شكي أكثر فأكثر إلى محاولة اكتشاف جوانب شخصيتها الأخرى، كانت لطيفة وكريمة ليس معي فقط، وإنما مع زملائها الآخرين. أدركت حينذاك أنني كان يجب أن أشك وأن أتساءل بيني وبين نفسي عن الحقيقة، كان شكي بمثابة إضاءة ساعدتني في معرفة الآخرين وتوصلت إلى قناعة بأنه يجب ألا تأخذ الأشياء كمسلمات دائمًا". وتؤكد د. سهير عبد العزيز أستاذ علم الاجتماع " أن الشك يمكن أن يكون سلوكًا محمودًا ومطلوبًا في أضيق الحدود، عندما يكون الهدف منه التأكد من مدى صحة الخبر والوصول للحقيقة.. أما إذا زاد على ذلك فيصبح سلبيًا وحالة مرضية، فالطبيعي في الحياة الثقة بالآخرين لأن ذلك يعطي نوعًا من الاطمئنان والعلاقة الوطيدة بين الناس". أما دوافع الشك فمنها ما هو خاص بالشخص نفسه كعدم ثقته بالآخرين وبنفسه بسبب ظروف النشأة والتربية والبيئة، وكذلك الخبرات السيئة التي مر بها في حياته، ومنها ما يرتبط بالشخص المشكوك فيه كأن يكون غير جدير بالثقة وله سوابق تجعله دومًا في موضع الشبهات". وترى د. سهير " على الإنسان أن يكون محل ثقة فيحرص على أن يكون سلوكه قويمًا لتقبله الجماعة ويندمج وسطها ويكون أهلاً للثقة. والإنسان الشكاك يعيش في جحيم؛ فهو غير قادر على التخلص من هذا المسلك ولذلك يعاني من فساد العلاقات بالآخرين والعزلة والانطواء". وتشير د. سهير إلى أن الشك قد يبدأ منذ الطفولة وتترتب عليه أشياء خطيرة دون أن تتنبه الأم لذلك ، فإذا شك الأخ في أن الأم تفضل أخاه فهذا يولد الغيرة والكراهية والعدوانية، وتزداد حدته وخطورته في مرحلة المراهقة بسبب الفجوة التي تقوم بين الأبناء والآباء والأمهات". وعن الشك في المنظور الإسلامي يقول د. أحمد عبد الرحمن أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: "في الإسلام نجد أن الله قد خلق الإنسان مجبولاً على معارف فطرية ضرورية يفرق بها بين الحق والباطل والخير والشر، كما جعل النفوس مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها، وزود الإنسان بالوسائل والأدوات اللازمة لتحصيل كثير من المعارف والعلوم، ووهبه بذلك أصول المعرفة ووسائل كسبها وتنميتها، وجعل معرفة الله مسألة فطرية في النفس الإنسانية لا ينبغي لعاقل سوي أن يشكك فيها. " قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض". وقد أوكل الإسلام إلى الإنسان السعي إلى اكتساب المعرفة عن طريق عقله وحواسه مستعينًا بالتجربة والوسائل المتاحة، وفي هذه الحال يدعو الإسلام إلى تحري الحقيقة والتثبت من الأخبار وعدم التسليم بكل ما يطرح بمجرد سماعه، وحذر من أن يتبع الإنسان ما لا دليل عليه وإن كان رائجًا، ونهى عن اتباع الظن والهوى وتقليد الغير من غير بينة أو برهان. خدمة (وكالة الصحافة العربية) كثير منا لم تمر به لحظة من لحظات الظن أو الشك وقد يكون هذا الشك ضروريا في حالات حين نحاول أن نتأكد من المواقف التي نواجهها في الحياة ، وقد يكون الشك مرفوضا وغير مرغوب دون أن يكون هناك دلائل من اليقين، تلك حالات تمر علينا في الحياة وقد نكون ضحايا الشك دون مبرر أو تأكيد فكيف يمكننا مواجهة حالات الشك؟ م. ص. تروي تجربتها مع الشك فتقول: "أنا امرأة تغار الكثيرات من أناقتي.. وزوجي سعيد بذلك ، عشنا معًا أجمل أيام العمر إلى أن زرعت إحدى قريباته بذرة الشك في قلبي، فبدأت ألاحظ تغيرًا في سلوكه، وصار يهتم بها ويجد متعة في الاستماع لأحاديثها وما أجج نيران الشك لديّ أنه حين كانت تأتي كان يختلق أي عذر فلا يغادر البيت. وتطورت الأمور أكثر حين بدأ عقد مقارنات بيني وبينها دائمًا ما تكون لصالحها، وبدأ يفتعل معي مشكلات عديدة حول أمور لم يكن يلتفت إليها سابقًا. والآن لا أعرف كيف أتصرف هل أواجهه؟ هل ألجأ إلى الأهل؟ كثيرًا ما أفكر في أن أترك البيت، وأخيرًا أخبرت صديقتي بشكوكي وآلمني أكثر أنها لم تجد فيها ما يستحق الاهتمام، وأكدت لي أن سلوك زوجي طبيعي، والمشكلة تكمن في داخلي". أما س. م تقول: "لأسباب كثيرة انفصلت عن زوجي منذ أربع سنوات. وأنا واقعية، وأعرف أن الطلاق في مجتمعنا تهمة تلصق بالمرأة بحيث تظل تعاقب وتحاسب عليها طيلة حياتها، ومؤخرًا طعنت في صميم كرامتي من قبل صديقة العمر بينما كنت أقوم بزيارة مع أولادي لهذه الصديقة، سمعت شجارًا في غرفة نومها لم أشأ التنصت عليه لكن الصوت كان أعلى مما ينبغي، كما لو أن المسألة مقصودة، فقد سمعت صديقتي تصرخ وتقول لزوجها: كم مرة نبهت عليك ألا تتحدث معها أو تمازحها أو حتى تسلم عليها؟ إنني لا أستطيع أن أتخيل أنك تجلس بجانبها. وقالت له: عليك أن تطردها وإلا فعلت ذلك بنفسي، إنها تريد أن تأخذك مني ، فما كان مني إلا أن غادرت البيت مع أولادي دون أن أودعها. نوال سالم التحقت بإحدى شركات التأمين كسكرتيرة وواجهتها تجربة ترويها قائلة: "كان أول شئ استقبلني به زملائي الجدد إشارة تحذيرية قوية من موظفة دون غيرها، قالوا لي عنها أشياء مروعة وأكدوا أنها نمامة وكاذبة ومخادعة ومتواطئة مع الإدارة ضد مصلحة الموظفين. وبصورة لا إرادية اتخذت منها موقفًا سلبيًا، إلا أنني ومع مرور الوقت، وبحكم أن عملي كان مرتبطًا بعملها، بدأت أكتشف تدريجيًا أنها لم تكن بهذا السوء. شككت في الروايات التي يتناقلها الزملاء عنها، وقادني شكي أكثر فأكثر إلى محاولة اكتشاف جوانب شخصيتها الأخرى، كانت لطيفة وكريمة ليس معي فقط، وإنما مع زملائها الآخرين. أدركت حينذاك أنني كان يجب أن أشك وأن أتساءل بيني وبين نفسي عن الحقيقة، كان شكي بمثابة إضاءة ساعدتني في معرفة الآخرين وتوصلت إلى قناعة بأنه يجب ألا تأخذ الأشياء كمسلمات دائمًا". وتؤكد د. سهير عبد العزيز أستاذ علم الاجتماع " أن الشك يمكن أن يكون سلوكًا محمودًا ومطلوبًا في أضيق الحدود، عندما يكون الهدف منه التأكد من مدى صحة الخبر والوصول للحقيقة.. أما إذا زاد على ذلك فيصبح سلبيًا وحالة مرضية، فالطبيعي في الحياة الثقة بالآخرين لأن ذلك يعطي نوعًا من الاطمئنان والعلاقة الوطيدة بين الناس". أما دوافع الشك فمنها ما هو خاص بالشخص نفسه كعدم ثقته بالآخرين وبنفسه بسبب ظروف النشأة والتربية والبيئة، وكذلك الخبرات السيئة التي مر بها في حياته، ومنها ما يرتبط بالشخص المشكوك فيه كأن يكون غير جدير بالثقة وله سوابق تجعله دومًا في موضع الشبهات". وترى د. سهير " على الإنسان أن يكون محل ثقة فيحرص على أن يكون سلوكه قويمًا لتقبله الجماعة ويندمج وسطها ويكون أهلاً للثقة. والإنسان الشكاك يعيش في جحيم؛ فهو غير قادر على التخلص من هذا المسلك ولذلك يعاني من فساد العلاقات بالآخرين والعزلة والانطواء". وتشير د. سهير إلى أن الشك قد يبدأ منذ الطفولة وتترتب عليه أشياء خطيرة دون أن تتنبه الأم لذلك ، فإذا شك الأخ في أن الأم تفضل أخاه فهذا يولد الغيرة والكراهية والعدوانية، وتزداد حدته وخطورته في مرحلة المراهقة بسبب الفجوة التي تقوم بين الأبناء والآباء والأمهات". وعن الشك في المنظور الإسلامي يقول د. أحمد عبد الرحمن أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: "في الإسلام نجد أن الله قد خلق الإنسان مجبولاً على معارف فطرية ضرورية يفرق بها بين الحق والباطل والخير والشر، كما جعل النفوس مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها، وزود الإنسان بالوسائل والأدوات اللازمة لتحصيل كثير من المعارف والعلوم، ووهبه بذلك أصول المعرفة ووسائل كسبها وتنميتها، وجعل معرفة الله مسألة فطرية في النفس الإنسانية لا ينبغي لعاقل سوي أن يشكك فيها. " قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض". وقد أوكل الإسلام إلى الإنسان السعي إلى اكتساب المعرفة عن طريق عقله وحواسه مستعينًا بالتجربة والوسائل المتاحة، وفي هذه الحال يدعو الإسلام إلى تحري الحقيقة والتثبت من الأخبار وعدم التسليم بكل ما يطرح بمجرد سماعه، وحذر من أن يتبع الإنسان ما لا دليل عليه وإن كان رائجًا، ونهى عن اتباع الظن والهوى وتقليد الغير من غير بينة أو برهان. خدمة (وكالة الصحافة العربية)