أكثر الأمور تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط عامة والمنطقة العربية خاصة هي مسألة العيش المشترك بين المكونات المختلفة إثنيا وثقافيا أو دينيا ومذهبيا، فبعد عشرات السنين من تأسيس هذه الدول بعد اتفاقية سايكس بيكو، وقيام أنظمة مختلفة التوجهات من أقصى اليمين (...)
يبدو إن التاريخ يعيد نفسه أحيانا في حوادث تتشابه حد التطابق، ولعل ما يجري اليوم حول واحدة من اعرق حواضر الشرق ( الموصل ) يعيدنا إلى أحداث مرت بها هذه المدينة حينما كانت ثالثة ولايات بني عثمان في بلاد ما بين النهرين، ثم سقطت حينما شاخت إمبراطوريتهم (...)
ما حدث في كركوك يوم الجمعة الماضي ( 21 أكتوبر 2016 ) عبر بشكل دقيق عن فعالية بعثية بنهج صدامي متميز، أعادنا إلى حقبة سلوكيات ذلك النظام وأجهزته الخاصة التي كانت تمارسها مع المعارضين، وفي مقدمتهم الكورد ومقاتليهم من البيشمركة، حيث يتذكر العراقيون (...)
حينما يصل الشعور بالانتماء إلى العرق مستوياته العليا يكون قد بدأ بإلغاء الآخرين لحساب ذلك الشعور، ومن خلاله يدخل تدريجيا إلى مرحلة التعصب الأعمى، الذي يمقت أي عرق آخر ويتصور بأنه العرق الأنقى والأكثر حقا بالعيش والاستحواذ على السلطة والمال وفرص (...)
لن نعود إلى التاريخ وبدايات التجارب الديمقراطية التي زرعها الأوربيون في الشرق الأوسط وتحديدا في كل من لبنان وإسرائيل وتركيا، حيث تعاني التجارب الثلاث من إشكاليات معقدة لا نستطيع الادعاء بأنها ناجحة بالتمام والكمال، خاصة وان تجربتين منها لم تتجاوز (...)
لقد عُرف النظام السابق بالطغيان والاستبداد والظلم الكبير على كل مكونات العراق القومية والمذهبية، وكان فعلا نظام يثير الأحزان والآلام والبكاء، لكننا لم نسمع بأنه يثير الضحك والسخرية أبدا، لما كان يفعله من ممارسات إجرامية بحق الإنسان، وحينما أسقطته (...)
ما حدث في أنقرة واسطنبول وبقية مدن الدولة التركية إزاء الانقلاب الأخير، اثبت إن تلك الثقافة قد انتهت بفعل وعي أهالي تلك الدولة الذين يحاولون إغلاق أبوابهم أمام أي نزعة انفعالية لمجاميع من العسكر تغامر بتغيير نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بقوة (...)
لا ادعي بان العراق كان واحة للنزاهة حينما حول الأمريكان أنفسهم من فاتحين محررين إلى محتلين فاسدين في بلاد أدمنت التذابح والصراع حتى الموت كيماويا، أو القتل بالدفن للأحياء على أيدي معظم حكامها منذ أن سميت ببلاد العراك وحتى فتح الفلوجة واعتبار أهاليها (...)
بعد ما يقرب من قرن وبالضبط 95 سنة من تأسيس الدولة العراقية، لا يزال الحال الذي تحدث عنه مليك العراق الأول، ومفكره الكبير عالم الاجتماع علي الوردي وإجابات أحد رؤسائه، وما أنتجته حضارة هذا البلد اليوم في خارطة مغبرة ملونة بالدماء والإرهاب والفقر (...)
اعتاد بعض أفراد طاقم دعاية كتلة القانون والمقربين من إدارتها إشاعة معلومات مشوشة غير دقيقة بل في اغلبها مناف للحقائق إلى حد التجني والادعاء، وليس أدل على تلك الظاهرة المستشرية بين طواقم معظم من حكم بغداد عبر تاريخها كعاصمة للدولة العراقية ربما (...)
تعرضت كوردستان خلال القرن الماضي إلى أبشع أنواع الحروب التي شملت كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا، كما حصل في مدن هورامان وكرميان وبادينان، إضافة إلى عملية تدمير شامل للبنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية من خلال إزالة معظم قرى كوردستان التي (...)
ربما كان جيلنا ومن سبقنا وحتى من أتى بعدنا بقليل قد توهم إن لبنان بلد المتعة واللهو والقمار والسياحة فقط، متناسيا في عجقة البارات والملاهي وكازينوهات القمار، إن بيروت مدينة التنوع والثقافة والفن والفكر ورسالة السلام والتسامح إلى كل شعوب الأرض، وإنها (...)
في معظم بلدان العالم المتحضر تعمل الحكومات والمؤسسات العامة فيها، على جعل مواطنيها يتعلقون بحبال وطنهم السرية، تلك الحبال التي تحمل في طياتها جينات التعلق بالأم والأب بداية، ومن ثم الإخوة والأخوات وبعدهم الأقرباء وأهل المحلة، وهكذا دواليك حتى تنجح (...)
حينما نتحدث عن مصطفى البارزاني فإنما نتحدث عن واحد من ابرز قادة الثورات في العالم، من الذين بدؤا رحلتهم من اجل الحرية والانعتاق بعد الحرب العالمية الثانية، وما أسقطته الحرب الأولى من اتفاقيات وتقسيمات ظالمة في خارطة الشرق الأوسط وارث الإمبراطورية (...)
ما أن تطأ أقدامك ارض المطار في بيروت حتى يبادرك رجاله البيروتيين بكافة أطيافهم، أنت من اربيل؟ والكثير منهم يستخدم اسمها المحبب هولير، وحينما تومئ بالإيجاب يقولون لك تفضل كاكا إلى الفيزا نحن نحبكم ونتمنى لكل العراق أمانكم وسلامكم، وكم تمنيت لو أن (...)
من الصعوبة بمكان أن تجد هذه الأيام مسؤولا رفيعا أو عريضا (وزيرا كان أم نائبا وما بينهما صعودا أو نزولا مدنيا أم عسكريا) يتمتع بمصداقية القول والفعل، ونظافة اليد والجيب والعقل، إلا ما شاء الله وكان وجوده اقرب إلى معجزة أو صدفة تاريخية لها علاقة (...)
منذ سقوط نظام " نفذ ثم ناقش " ومؤسسات " من قال صدام قال العراق " ونحن نغوص في مستنقع الفساد والإفساد تحت يافطات الديمقراطية والحرية التي ناضلنا من اجلها عقود مريرة، فتحولت تلك الشعارات إلى أنماط من السلوكيات الممسوخة اختلطت في معمعتها الكثير من (...)
دون أن تنسى الماضي وتصر على أن الحاضر لا يفي بكل تلك الجهود، فإنها تسير صوب المستقبل حاملة معها تراث عقود من النضال العنيد والمقاومة العنيفة والإصرار على البقاء والحياة الحرة الكريمة، وهي تتوجه اليوم الحادي والعشرين من أيلول، بما يقرب من ثلاثة (...)
لم يوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب طيلة ما يقرب من خمسين عاما، منذ تأسيس دولتنا في غفلة منا وحتى يومنا هذا،
كما وضع فيه اليوم وخلال العقد الماضي تقريبا، حيث تم تحقيق هذه المقولة أي مقولة ( الإنسان المناسب في المكان المناسب ) بنسبة انجاز (...)
كثرت تسميات بلادنا، من أوروك إلى بلاد مابين النهرين ( ميزوبوتاميا ) وبلاد النهرين أو الرافدين وحتى ارض السواد، واختلفت الشعوب فيها وكثرت الأعراق والمذاهب والأديان، وتداخلت الأقوام وتطاحنت، فسادت أقوام على أقوام وأديان على أديان، وتحول أسياد إلى عبيد (...)
حينما تدلهم الأمور وتضيق الأحوال ويداهم الضيم والظلم رجال السياسة من كل المشارب، يولون وجوههم شطر بيت الحكمة والأمان كوردستان السلام والوفاء، منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا، حيث الملاذ الأمن والحضن الدافئ وقبول الآخر واحترام خياراته وخصوصياته، (...)
إنها عناوين يهرول اليها الكثير وتختلف الاسباب في الهرولة وما قبلها وما بعدها ايضا حينما تتحول الاسباب الى اهداف وغايات، وفي كل ذلك وضمن عواصف هذا التسابق والتصادم والتزاحم والتنافق والتدليس والإحلال والنفوذ تضيع الطاسة كما يقولون بين ايدي العطاشى، (...)