كما هي عادته، كان يلوّح بعصا قصيرة سوداء، وكأنه يتوعد أحدا ما، وهذا ما يعطيه شيئا من الهيبة.وهو يقف في مدخل المخفر، فوق درجته التي تؤدي إلى المصطبة، بين نباتات البوص الوارفة الأوراق، ما أن شاهده يتجه صوب الإسفلت، حتى أشار له بطرف العصا مع لهجة (...)
يقرفص قبالة المخفر المحاط بالبوص، وبالدفلى بزهرها الناري، ويشيح بنظره عن رئيس المخفر الذي ينصب قامته فوق درجة إسمنتيه في المدخل تؤدي لفسحة فيها كراس متناثرة قشية بأرجل خشبية قصيرة، ولغرفته مفتوحة الباب تطل مباشرة على الشارع، مثبّت على مدخلها لوحة (...)