عاب علىَّ فى الأسبوع الماضى بعض الإخوة القرّاء الانشغال بموضوع فكرى سياسى يتعلق بأهمية تواجد الأيديولوجيات، وعلى الأخص الأيديولوجية القومية العروبية، فى الحياة السياسية العربية، وأشار البعض تحديدًا إلى أهمية التركيز حاليًا على الموضوع الفلسطينى (...)
لا أعرف من أين جاء البعض بالادّعاء بأن تبنّى المجتمعات للأيديولوجيات يمنعها من الإقدام على ممارسة عمليات الإصلاح، وعلى الأخص السياسى منها، بل ومع مرور الوقت تصبح الأيديولوجيات عقائد مقدّسة متزمّتة منغلقة على نفسها.
وكمسايرة أو تقليد لما يقوله الغرب (...)
منذ أكثر من قرن والعرب ليسوا أكثر من دمية فى يد بعض أو كل القوى الاستعمارية الغربية، تقرّر أنواع كياناتهم ومقدار المسموح به من استقلالهم الوطنى والقومى وطبيعة الأيديولوجية السياسية والاقتصادية التى يطمحون أن يطبقوها فى واقعهم.
اليوم انتقلوا إلى (...)
ما من مرة تبنّى شباب وشابات هذه الأمة، طيلة القرن العشرين وإلى يومنا هذا، الشعارات الفكرية أو السياسية والاقتصادية والثقافية التى طرحتها حضارة الغرب إلا واكتشفوا مقدار التناقضات أو الأكاذيب أو التلاعبات بوجهين متقابلين فى مسيرة طرح تلك الشعارات (...)
لو راجعنا أدبيات الفكر القومى العروبى، طيلة مسيرته وطيلة تاريخ الحركات السياسية التى تبنّته، فإننا سنجد دوما، عند الغالبية من مفكريها وقادتها، اقتناعا بإعطاء أولوية مفصلية عالية لمكوّن الوحدة العربية.
لكن النقاشات الحادة جرت حول تفاصيل أنواعها (...)
أما وأننا نعيش مرحلة التباعد بين شتّى أقطار الوطن العربى، والتوجه نحو خارج هذا الوطن لبناء شتّى أنواع التنسيقيات والتضامنيّات فى كل أنواع الحقول، فإنه يجدر أن ننبّه هذا الجيل إلى ما قادت إليه بعض التراجعات الماضية إلى ما نراه أمامنا من أوضاع الحاضر (...)
منذ بضعة أيام وجّه الكيان الصهيونى إهانة جديدة للأمة العربية عندما رفض السماح لأربعة وزراء خارجية عرب زيارة مدينة رام الله للاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية. وأضاف إلى الإهانة تأكيدًا صهيونيًا جديدًا بأن الضفّة الغربية أصبحت جزءًا من الكيان الصهيونى (...)
أقرأ بين الحين والآخر مقالات صحفية أو تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعى، يكتبها من كانوا من أشدّ الناس حماسًا للفكر والنضال الوحدوى القومى العربى. فجأة بدأ اليأس، كما يظهر من تلك الكتابات، يدب فى نفوسهم بسبب بعض المواقف الرسمية العربية والإسلامية (...)
هناك خطوتان يجب أن تتحققا فى اللحظة الراهنة التى تعيشها الأمة العربية، وذلك لأنهما مدخلان رئيسيان لتحقق أية أحلام وأهداف كبرى مستقبلية. واحدة من الخطوتين تتعلق بالنظام الرسمى العربى، والثانية تتعلق بالمجتمعات المدنية العربية.
أولا: فى غياب أو تراجع (...)
هذا الجحيم الذى تعيشه أمتنا العربية، الممزّقة، المسلوبة الإرادة، المنغمسة فى صراعات عبثية منهكة، يجعلنا نطرح السؤال المفصلى الآتى: ماذا يجب أن يتعامل معه كأولوية نضالية: إصلاح الأسس التى قامت عليها الدولة الوطنية العربية الحديثة أم مواجهة الأمراض (...)
أظهرت دراسات كل مشاريع التكامل الإقليمية، من مثل مشروع التكامل العربى التنموى الشامل، بأن نجاح قيامها وتحقق أهدافها سيتعثران إذا لم يصاحبها بناء الهياكل الأساسية للبنية التحتيّة، وعلى الأخص بنى النقل والاتصالات.
ويستطيع من يود الاطلاع على تجربة (...)
إذا كانت إمكانيات قيام مشاريع عربية مشتركة كثيرة ومتنوعة فى حقل الاقتصاد، كما بيّنا فى مقال سابق، فإن الأمر ينطبق بصورة أكبر فى حقل العلوم والتكنولوجيا. هنا توجد إمكانيات هائلة وواعدة ومتنامية.
سأسرد مثالين تحقّقا فى الواقع العربى؛ أحدهما على (...)
منذ أسبوعين ذكرنا بأن هناك إمكانيات تعاونية عربية مشتركة فى العديد من الحقول التى تستطيع الجامعة العربية أن تعرضها على أعضائها دون وقوف العوائق والمماحكات السياسية العربية التى وجدت مؤخرا فيما بين بعض الأقطار العربية لأسباب خارجية وداخلية. ولقد (...)
كنا نريد أن نستمرّ فى كتابة أنواع النشاطات العربية المشتركة التى يجب أن تتبناها المؤسسات العربية المشتركة والمؤسسات العربية الإسلامية المشتركة، والتى لا تتأثر بالخلافات والصّراعات السياسية العربية المتعددة، لولا أن الأحداث المأساوية المتلاحقة خلال (...)
تشير الكثير من الدلالات إلى الوهن الذى أصاب الإرادة السياسية فى كثير من الأقطار العربية، خصوصًا بالنسبة للقضايا القومية المشتركة التى تمس الجميع بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ولقد كتب وتحدّث الكثيرون عن أسباب ذلك الوهن، وقدّموا مقترحات قد تقود إلى (...)
«هناك قول فرنسى بأننا نعجب عندما نجد أنه حتى المصائب لا تستطيع أن تشفينا من أخطائنا». نحن العرب تخطينا ذلك، إذ حتى الكوارث لا تستطيع أن تشفينا من أخطائنا. ولعل ما قاله ه.ج ولز: «من أن التاريخ الإنسانى هو سباق بين التربية والكارثة» ينطبق علينا بشكل (...)
إنه واجب إنسانى وقومى أن نقرأ بتمعن ذلك الكتاب الذى كتبه مشهد مليون ونصف مليون شخص يوم الثالث والعشرين من هذا الشهر فى بيروت. إنه يوم ينطبق عليه قول أحد الشعراء: «ابكِ أيها العالم الثقيل.. ابكِ وأنت تدور حول ذاتك.. موشحًا بالضباب».
إنه كتاب فلسفة (...)
لقد كتب كُثر عن شتى الأسباب، من مثل الدينية التوراتية والأيديولوجية السياسية العنصرية الاستعمارية والأوضاع العربية الخلافية المتضادة التى أضعفت ومزقت القدرات العربية القومية المشتركة، التى وراء مقترحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن مصير ومستقبل (...)
لا تستطيع عبارات التهديد والوعيد التى تصدر يوميا من قبل رئيس الولايات الأمريكية المتحدة، تجاه الأمة العربية، وعلى الأخص قضيتها الكبرى الوجودية فى فلسطين المحتلة، إلا أن تثير غضب واستنكار جميع سلطات وشعوب هذه الأمة.
من هنا الترحيب الواسع والإشادة (...)
هذه الأمة مبتلاة بمواقف بعضها المحيرة، لكأن القدر قد كتب لها الدوران فى حلقة الضّعف المهين دون وجود نور فى ظلمة المستقبل المنظور.
خمسون ألفًا من شعب غزة المبتلاة، بما فيهم ألوف الأمهات والأطفال والكهول، يقدمون الغالى والرخيص ويواجهون الجوع والعطش (...)
ما تحقق فى غزة هو انتصار فى معركة وذلك بفضل صبر وبطولة وتضحيات شعبها الرائع الذى أبهر العالم وغيّر المعادلات. لكن كسب المعارك لا يعنى بالضرورة كسب الحروب، فكيف إذا كانت تلك الحرب حربًا وجودية فيما بين غزاة قتلة مسنودين من قبل استعماريين استئصاليين (...)
بعيدًا عن مماحكات تهمة وجود خاصِّية عربية للعقلية العربية الجمعية تجعلها أقل ذكاءً وموضوعية فى تعاملها مع المشاكل الكبيرة التى تواجهها مجتمعاتها بين الحين والآخر، وإيمانًا بأن الذى يحكم العقلانيات الجمعية هو الخلفية الثقافية والسلوكية التاريخية (...)
تستطيع الجماعات والأفراد أن يعترضوا أو يحتجّوا أو يغضبوا ويتوعّدوا أو يتوسّلوا ويذرفوا الدموع من خلال كل وسائل التواصل الاجتماعى، وذلك من أجل مواجهة كوارث الوطن العربى المتراكمة دون توقّف أو محاسبة مسبّبها، لكنهم لن يفعلوا أكثر من ممارسة الهذر (...)
فى الدرجة الأولى يواجه الوطن العربى فى هذه اللحظة كارثة السقوط المذهل للعديد من أقطار المشرق العربى، إمّا بسبب مؤامرات الخارج وإمّا بسبب فساد وبلادات الداخل وإمّا بسبب الاثنين. وهو أمر يستدعى أن يواجه قبل أن ينتشر غربا وجنوبا ليكتمل المشروع الصهيونى (...)
دعونا نحاول معرفة بعض الأسباب المفصلية التى وقفت وراء التحولات الهائلة السريعة المفاجئة فى القطر العربى السورى العزيز. وهى بالطبع تتمة لتحولات مماثلة جرت وتجرى فى العديد من الأقطار العربية الأخرى.
تُرى لو أن سوريا بقيت كجزء من الجمهورية العربية (...)