أراه من بعيدْ
في قلب جبل عظيم يصلّي
يضمّ الصّمت إلى قلبهِ السّعيدْ
ينحني،
ثم يجثو عند سفح الكون الكبيرْ.
لا يحمل بين كفّيه تقدمة
يقرّبها على مذبح الإلهْ
لا يرجو نور شمعة
ترمز للعطاءْ.
قلبه التّقدمة،
حبّه نور العطاءً
على مذبح الكون يقرّب ذاتهُ
وعلى (...)
تعانقا قلباً لقلب...
بين رصيف الأرض وضفاف السّماءْ
بين ظلال ليل يودّع أنواره الباهتة
وسحاب فجر يهرب من الضّوضاءْ.
بين كفّيه أمسك قلبها
يرويه بطيب العبراتْ
كزارع خرج عند الدجى
يبذر الحبّ في أسارير الحياةْ.
قال: اقتربي أكثرْ
أرغب ارتشاف النّبض من (...)
لكَ في القلب دمعة
وفي العين بسمة
لكَ في الرّوح صلاة
وفي الثّغر ابتهالْ
على جبين الصّمتِ
يراقص الدّمع الابتسامْ
يعانق الدّعاء الابتهالْ
وتهتف أبواق الكون اسمكَ
فتمطر السّماءْ.
قطرات أوّل الغيثِ
نداكْ
يبذر في أرضي سخاكْ
تزهر في روحي
سنابل القمحِ (...)
قراءة في كتاب "من طقوس القهوة المرّة" للكاتب الفلسطيني " فراس حج محمد "
بين عتبة شعريّة، وعتبة سرديّة، وفي كسر مستجاد للحدود بين أجناس الكتابة، يهيّئ لنا الكاتب "فراس حج محمد" طقوساً خاصّة من قهوته المرّة، تتأرجح بين نصوص وجدانيّة ينقل فيها الكاتب (...)
بعد قليل يعود أيلولْ
من سفر ربيعٍ بعيدٍ
خلف أطياف الجبال توحّدْ
ينادي البيادرَ
يوقظ السّنابلَ
ويشعل في الأرض حصاداً
لأيّام قارسة
خلف الشّتاءِ تتشوّقْ
للفحة نار الموقدِ
وضمّة ثلج أبيضْ.
بعد قليل يعود أيلولْ
من حنين أشجارٍ
وريقاتها ترتحل وتتفتّتْ
يرسم (...)
عندما تعود الأرض إلى فراغها الأوّل، حين كانت خاوية خالية وظلال النّور وهو يستحضر حلوله الأوّل، وينتظر إشارة كي ينبلج ويخترق أديم الظّلمة، ويغمر الكون بالضّياء. ويستعيد الكون بهاءه الأوّل، ويحتجب نيّرا اللّيل والنّهار في حضن الأزل، فيسكن اتّقادهما (...)
منزلة الحوار في المجتمع وعوائقه:
الحوار لغة إنسانيّة تهدف إلى تعزيز التّواصل بين البشر بهدف التّقارب الفكري أوّلاً، ثمّ بهدف التّواصل الاجتماعي فيتمكّن النّاس على اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم أن يتقرّب بعضهم من بعض فيحيوا معاً بسلام محترماً الواحد (...)
الأشقياء في الدّنيا كثير، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً من بؤسهم وشقائهم، قلا أقلّ من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات، علّهم يجدون في بكائي عليهم تعزية وسلوى.
مصطفى لطفي المنفلوطي
الأشقياء في العالم كثير، وأشقاهم أولئك الّذين يُنتزع منهم (...)
وبعدُ،
لم يبق في الجسد ما يحدّث بحبّكِ يا ذاتي الأخرى، وهو الحائر الضّامر، والعاجز عن ملامسة النّعمة. لم يعد الوعي يستحق أن يدرك المعنى المحتجب في روحانية الشّمس، وأسرار القمر.
أتت السّاعة الّتي تسكب فيها روحك ظلالها الرّؤوفة على غمد روحي، ونذوب في (...)
لمّا آن أوان الورد، وأعلن الملاك قدوم الحبّ في مجده العظيم، ضممتكِ إلى قلبي، أصلّي حبّيَ الكبير. ارتبكت الشّفاه واضطرب القلب، واختلج في الأحشاء، وإذا بكلّ ذرّة من الكيان تنشد الفرح القدسيّ، وتهلّل اتّحاد اللّيل بالنّهار. فلا يعود يعاين إلّا النّور (...)
سمعت صوتي يتردّد على شفتيكَ
يتلو صلاة المساءْ
شممتُ عبيري يفوح من راحتيكَ
يسبّح ربّ العلاءْ
نظرت في سفير عينيكَ
فإذا بعينيّ تنظراني
يا من لك عينايْ...
في خلايا النّفسِ
بحثت عن روحي
وإذا بها روحكَ
تهيم فوق ربى الزّمانِ...
وينتفض الكيان منّي
وإذا به (...)
تكلّمي... فأنا أصغي
ولد حبّنا في قلب السّماء قبل إنشاء العالم، ثمّ جاب عطركِ أقاصي الأرض يبحث عن جناني، يمنّي النّفس بالتّلاقي.
ولمّا نضبت نداوة المشاعر ولسعت شمس الأيّام أنهار الأمل فشحّ رجاؤه، همستِ في روحي حبّك الخجول المتعطّش. فانسدلت الأنوار (...)
أصوات الشّرّ تعلو في كلّ مكان متعطّشة للمزيد من الحقد والكراهية، ويستعر ظمؤها لرائحة الدّم المتناثر من أكف الإنسانية الّتي تقف على حافة العالم، تئنّ وتحتضر وتنتظر المجهول. أصوات تدّعي انتفاضة الحقّ على الباطل، والرحمة على الظّلم، والحرّيّة على (...)
إذا كان الفنّ هو البحث عن الجمال والتّعبير عنه، فالجسد هو الجمال الأوّل الّذي يستحقّ التّأمّل فيه من خلال شتّى أنواع الفنون كالرّسم والنّحت والشّعر. ولعلّ الفنّان هو الأقدر على إبراز جمال الجسد دون حرج لأنّه خرج من دائرة التّقوقع الفكريّ وانطلق (...)
عمى الأبصار والبصائر
وأيُّ الأرضِ تخلو منكَ حتَّى
تَعَاَلوا يَطلبونكَ في السماءِ
تراهم ينظرونَ إليكَ جَهراً
وهم لا يُبصِرونَ من العَماءِ
الحضور الإلهي في حياة الإنسان هو حضور النّور الّذي يخترق كلّ ذرّة من كيانه، بل كلّ ذرّة من كونه. ولا يمكن (...)
قراءة في رواية ( بطن الحوت) للكاتبة اللّبنانيّة "صونيا عامر"
قلّما ينجح الإنسان في مسيرته الحياتيّة بنزع كلّ الأقنعة الّتي يلبسها مجبراً أو مختاراً خلال رحلته في هذه الحياة. وذلك لعدّة أسباب أهمّها عامل الظاهر الإنسانيّ المسيطر على جميع نواحي (...)
ماذا أحبّ فيك عندما أحبّكَ
والعين لا ترتوي من خيوط الضّياءْ
ولا ترنو إلى نجمٍ يتأرجح في قلبكَ
بل ترتقي لبلوغ وهج السّناءْ.
ماذا أحبّ فيك عندما أحبّكَ
وملاعب الكون لا تتنسّم حبيبات الرّخاءْ
بل تعبّ عطرها حتّى يُسكرها شذاكْ
وتنتشي من هبوب وجدك (...)
أحبّ من العالم صخبه المدوّي في أنحاء المعمورة، يربك مسامع الجبال ويقضّ مضجع الوديان، ولكنّه يمرّ بالقرب منّي ويتلاشى. وحده صوتك يأسر مسمعي، ويدخلني إلى صومعة الهدوء حيث يتجلّى صوتك هديل حمام أبيض، يبلّغني السّلام حاملاً إليّ عود زيتون أخضر.
أحبّ من (...)
وأنت تبحث في دفتر حياتك عمّن مرّ وجعل في نفسك جراحات يصعب مداواتها، أو عمّن تخلّى عن يديك في منتصف الطّريق، ورمى بثقل أنانيّته على أسارير وجهك فانذثر بريقها وتلاشى. وأنت تجمع ذكريات الأمس لتطرحها عند أقدام المستقبل، وتستعطفه العودة إلى الوراء (...)
سلاماً لك غزّة
هي لوحة كاملة متكاملة، تشاهدها بخشوع وتتأمّلها بمرارة، وأنت تعاين حديقة جميلة تدوسها أرجل من لم يفهموا يوماً معنى الأرض المقدّسة. هي مرحلة من تاريخ مخجل بحقّ الإنسانيّة تقرأ فيه بلاغة القتل، ومعنى الحداثة في مفهوم عقول لا تعرف من (...)