الإعدام شنقا
اكتظّت قاعة المحكمة بمئات الصّحفيين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم يسجّلون آخر محاكمة لرجل شغل النّاس...
وما يثير الحيرة والتّسآل، هو ذاك المظهر الذي بدا عليه الرّجل داخل قفص الاتّهام...
وسرعان ما سطعت مصابيح التّصوير في وجهه الشّاحب، (...)
قانون الآباد
منذ قرون وأنا أصارعه، بيد أنّ الهزيمة دائما من نصيبي. أتشادّ معه فلا أدري كيف يتملّص منّي ويسدّد لي ضرباته القاتلة. ولولا أن كتب الله لي طول العمر لذهبت ريحي منذ زمان.
أشعلت شمعة فوقف خارج دائرتها يرمقني ولا ينفذ إليّ. أدركت بعد طول (...)
تحت الصِّفر
وبينما هما يتناولان عشاءهما في مطعم فاخر، طلعت عليهما فتاة كالقمر. انكبّت على الزّوج وقبّلته، وتبادلت معه حديثا...
* من تكون؟
* عشيقتي!
يدخل رجل وسيم فيجلس وحيدا، تنهض إليه الزّوجة فتقبّله بحرارة وتبادله حديثا...
* من الرّجل؟
* (...)
قبل اللّعنة بقليل
كعادته يدخل تلك المملكة فيفتح خزائن الجسد السريّة، ويتصفّح صحفها بدم مطبوخ وروح هائمة...
ذات صحو:
* إنّي لفي عذاب. فقدت نظرتي البريئة إلى أمّي وأختي!
وغلبه البكاء..
* أرني قلبك.
* (...)
* رغم الظّلام، لم يغادره ذلك البصيص.
* (...)
(رافِل)
بدت المقهى في ذلك الوقت من النّهار كما لو أنّها بين قرني ثور... يهزّها الضّجيج والضّوضاء وتغرق في خليط بين ظلال قاتمة وأدخنة تنفثها الأفواه والصّدور...
فجأة تدخل كوكبة من الشّرطة فيسود الهدوء لحظةً، قبل أن تعلو جلبة ويرتفع وقع أحذية يهرب (...)
الوحش
يتقدّم العمّال إلى آلة غريبة... تمتصّ رحيق أعمارهم وتحوّله إلى ذهب خالص... وبينما يدخل هذا المعدن النّفيس إلى بطن مالكها، تكون بطون أخرى تلتصق بعظام أصحابها...
القدس
آه...
شرفات
في عينيه رأيت جثّة حسناء وبقايا حزن...
"لا تسألني يا صاح."
ويصمت (...)
سوف وأخواتها
ذات قمر: “سوف ننهض بهذه البلاد… سوف نضرب على يد الفاسدين… سوف نشقّ طرقا وأنهارا… سوف نشغّل الشّباب… سوف ننزل الجنّة من عليائها”… سوف…سوف… سوف….”
فيسري الأمل في العروق ويلتهب الجوّ هتافا…
ويمرّ قمر ويولد آخر، ودار لقمان في أسوء (...)
قراصنة الأثير
قال الجنّ بعد رحلة من السّماء:
لمسنا في الأثير طرائق، فوجدناه قد ملئ نباحا ونهودا عارية، وشيوخا يخطبون: أمّا بول الجارية… وأمّا بول الغلام…
أمّا بعد
ونار ما رُئي مثلها قطّ، تحشر النّاس من شرق الأرض إلى غربها، صعد الإمام المنبر بلحية (...)
ثورة الماعز
فتحت الباب. سواد من الماعز يصرخ معا:
“أخرج لنا كتبك نأكلها.”
أمس، أكلني اليأس فرميت بكتبي إلى القطيع، ولا تسل عن سعادتي وهي تحدث فيهم ذلك النّطاح والصّخب!
“أيّها العظيم، لقد غيّرت ما بأنفسنا. بك عرفنا معنى الحرّية. وبك نثور على (...)
لُبس
بعد نهاية الدّرس سأل المدرِّس تلميذه:
* أيّهما أطول، اللّيل أم النّهار؟
* لم أرهما يقفان جنبا إلى جنب!
أنا الموظّف
أرفع رجلا فتغرق أخرى…
المُضاد
أفقت على وجع في صدري وبياض في عينيّ.. هرعت إلى الطّبيب… قال: “في صدرك أجسام غريبة.”
حين أفقت من (...)
رحلة
بحثت عن ذاتي بين صفحات الكون فلم أجدها. نظرت إليها في المرآة فإذا هي نقطة لا تبين..
“انفض عنك التّراب “
ذبحت شهواتي، وعدت أبحث عن ذاتي في صفحات الكون…
“وفي أنفسكم أفلا تبصرون.”
بعد سنين أخر:
“أنت النّقطة التي بدأ منها الكون”!
أنتِ طالق
ريح (...)
شموس نيوز – خاص
أخواتي إخوتي دعوني أبوح لكم بهذا السّرّ:
وأنا أجهّز هذه الورقة كنت كالماسك على الماء، كلّما توهّمت الامساك بخيط من خيوط الأفكار التي تتلبّد في رأسي انتهيت الى اللاّجدوى.. ولعلّ السّبب يعود الى أنّ الحديث عن الذّات أصعب من انشاء نصّ (...)
شموس نيوز – خاص
الهاوية
بخطى واثقة تقدّم إلى مدرسة ضمّته طفلا، وتخيّر مكانا خارج أسوارها ولبث ينتظر..
حين رنّ الجرس، اشتعل الجوّ بالضوضاء. فتحسّس شيئا مّا تحت سترته الجلديّة…
” بينك وبين الجنّة ضغطة زرّ! ”
وصوت يتردّد في باطنه، رسم في وجه الكاميرا (...)
شموس نيوز – خاص
الخراب وظِلّه
السّماء كمرآة صقيلة، نقيّة كدمعة طفل. على صفحتها صورة وحيدة للأرض بلا ألوان: نجمة داوود، ولحيّ كثّة، وسكّين وخراب!
حجارة
فتح الطّبيب على صدر المريض فوجد حجرا مكتوبا عليه: الكلّ كافر ما عداي!
الكافر
يصرّ الولد على (...)
بوابة شموس نيوز – خاص
الدّخان
تحسّس جرحه الغائر. كان لا يزال ندياّ رغم السّنوات التي مرّت… أراد أن ينهض فأسقطه العجز. تلك اللّحظة كآلاف قبلها، شعر وكأنّ الكون كلّه يسقط من حوله. في الأثناء كان الأثير يبثّ صور القادة الجدد: وجوه مستنيرة، بدلات (...)
بوابة شموس نيوز – خاص
الشّيطان في دمي
أصبغت وضوئي.. وفرشت سجّادتي.. ويممّت وجهي إلى القبلة..
الله أكبر..
الحمد لله ربّ العالمين.. الرّحمان الرّحيم.. ملك يوم الدين.. إيّاك…
المخيّلة تستعر بمشاهد من وقت قريب..
فينيس العصر تكشف عن حديقة جسدها الشهيّ.. (...)
لا شكّ أنّ النّقاش حول القصّة القصيرة جدّا تجاوز شرعية وجودها من عدمه. إذ استطاع هذا الجنس أن يثبت بكل اقتدار على أرض صلبة ويستمرّ كلّ هذه السّنين. فضلا عن أنّ محاكمته موكلة إلى التّاريخ، وقد يستغرق الأمر قرونا أخرى. إنّما النّقاش جدير أن يدور حول (...)
على شاطئ الأحلام، وعلى مرمى حجر من اليقظة، رأيته.. كان طيفا جميلا ما رأت عيناي مثله.. لم يكن على هيئة مألوفة لديّ.. لا هو شبيه بالبشر.. ولا هو شبيه بمن سواهم.. كائن عجيب يتأبّى عن اللّغة وأسوارها.. كأنّما هو من عالم آخر خارج مدارات الأرض.. وجدت منه (...)
فتح خزانته الحديديّة ذات الأرقام السريّة المعقّدة.. وراح يتأمّل في أحشائها أقنعة كثيرة.. تخيّر واحدا منها، هو القناع رقم 14. ثمّ أحكم إغلاق خزانته، قبل أن يتوجّه إلى المرآة الكبيرة التي تتوسّط حجرته الغامضة.. نزع عن وجهه قناعه القديم، القناع رقم 7.. (...)
الكاتب أحمد المباركي.. الجانب الآخر:
لن أصرف هذه النبذة في التعريف بالشّاعر والقاص أحمد المباركي ذلك التعريف الذي يختصر سيرته الإبداعيّة في بضعة سطور.. فذلك أيسر ما يمكن أن يعرفه القارئ من طرق أخرى.. إنّما سأتّجه بالحديث إلى فضيلة نبيلة تنبت في فؤاد (...)
– إنّ هذا الجمل لصوّال..
– اصمتي يا امرأة.. فأل الله ولا فألك !
– ألا ترى إلى قحف رأسه، كيف يميل إلى الوراء ميلا يسيرا.. ومثله وجهه إلى أسفل.. ألا تنظر في عينيه !!
*****
– يا أبتي.. إنّ الجمل صال علينا، طاردنا ونحن عصبة..
– أصمتن.. إنّكن لكاذبات (...)