مطلع نوفمبر الماضي رُزق محمد سلمان بمولوده الأول. طار قلبه فرحا، لكن السعادة انقلبت حزنا حين تُوفي ابنه قبل أن يبلغ 30 يوما. بقلب راضي ذهب الشاب ليواري فلذة كبده الثرى في مدينة بئر العبد بشمال سيناء حيث يعيش، كان ذلك صبيحة الجمعة الموافق أربعة (...)
تصوير- كريم أحمد:
القرية باتت شبه خالية على عروشها، قلب سلمان محمد صاحب ال32 عاما صار عجوزا، له في كل ركن داخلها حكاية، لا سيما في رمضان، يُعدد أماكن تناوله الإفطار مع أقربائه وأصدقائه، تارة في البيت وأخرى في الشارع "كنا نفطر 400 واحد مع بعض، دلوقتي (...)
تصوير- كريم أحمد:
كان منزل سلامة منصور ضيقا على اتساع مساحته؛ يرتع فيه الخوف. له فناء مفتوح على السماء وثلاث غرف كبيرة. في ساحته يلهو الأطفال على استحياء، تحاوطهم نظرات الأمهات. تبدو الأجواء هادئة في قرية الروضة غرب العريش، لكن المذبحة التي وقعت 24 (...)
في حادث الروضة تفاصيل دُفنت مع الشهداء، وأخرى محفورة بقلب الذين نجوا من الموت. ذاكرة بصرية ستظل حية شاهدة على المسلحين، طلقات الرصاص، الدماء، والذُعر في الوجوه، غير أن أحدهم تواجد داخل المسجد ولم يرَ شيئا، احتشدت الأصوات في أذنه لدقائق، ربما تمنّى (...)
تصوير- كريم أحمد:
في تمام الثانية بعد منتصف ليل الخميس الماضي، كان مجدي رزق، أحد مصابي "مذبحة مسجد الروضة"، يقف على أبواب مستشفى قناة السويس الجامعى بمحافظة الإسماعيلية متحاملا على عكاز حديدي يساعده في رؤية الشارع لأول مرة منذ أسبوع. حاول مرافقوه (...)
"وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ" كانت تلك مُستهل الآيات التي عاد بها ذكر الله إلى مسجد الروضة، الذي شهد قبل أسبوع فاجعة باستشهاد 310 وإصابة 128 من أهل القرية التابعة لمركز بئر (...)
حين علم حازم صبحي، المصري المقيم في قطر، بقطع العلاقات بين البلدين، فكّر في مصير رحلات العودة التي حجزها خلال الشهر الحالي، لا سيما بعد غلق الأجواء والموانئ أمام طيران البلد العربي، نقّب عمّن يفيده بمعلومة، ولكنه دخل دوامة جديدة يسعى الخروج منها (...)
داخل مكتب مظلم إلا من تليفزيون يعرض مشاهد لميدان التحرير، جلس المهندس محمد حسن مُتابعا التظاهرات. تجري السعادة في عروقه إذ يرى حشودا خرجت ضد النظام في يناير 2011.
لم يشعر بحماس مماثل يوما، ورغم غصة اجتاحت قلبه لوجوده في ألمانيا بعيدا عن الحدث، إلا (...)
قبل نحو شهرين حضر أحمد بركات من الإمارات إلى مصر لتجديد أوراق هويته، في إجازة لمدة أسبوع. لكنه اصطدم بروتين قد تركه قبل 10 أعوام، ليعيش أجواء عصيبة جراء تأجيل موعد طائرته لمرتين وعمل متراكم ينتظره لدى العودة "والأزمة إن مفيش سبب وجيه لده كله" حسب (...)
الصورة للمصور الكبير- شوقي مصطفى:
على خط القنال كان الجنود يتلمسون "المدد" في القوة والعتاد، وكان المصريون في الشوارع يتحصلون على "مدد" من نوع آخر يأتيهم بصوت صادق يشد من أزر الأبطال مرددا بعلو الصوت "شدي حيلك يا بلد"، قبل أن تتحول لاسم أول مسرحية (...)
تصوير- محمود بكار:
حينما يبدأ الطفل في إدراك ما حوله، تُصبح كل ذكرى ذات أهميّة خاصة؛ طعم الحليب في فمه، هدهدة الجدّة إياه بحنان، لمسات الأب تمسح على جسده برأفة، وأصوات المقربين يعرفها جيدًا فيطمئن لها. لا يكذب أو يرائي وبمجرد أن يشاهد صورة ملونة (...)
كقوس قزح كان صوت الشيخ مصطفى إسماعيل يجلجل في دنيا القرآن، يتيه في حضرته السامعين، يهيمون في ملكوت خاص، يخطف الألباب، لا تحده حواجز ولا يمكن وضعه داخل إطار، إرسال صوته موصولا بالسماء. يُعقب أحدهم في تسجيل نادر "دي الملايكة هي اللي بتقول والله". (...)
كان سرادق عزاء الشيخ مصطفى إسماعيل يضج بالقادمين، استقبلهم أولاده، قبل أن ينتفض الابن الأكبر "عاطف" ذاهبًا للملحن رياض السنباطي، الدالف للصوان لتوّه، ليشكره على المجيء، فانطلق "السنباطي" يحكي عن صوت "إسماعيل" قائلًا: "كل اللي فتحوا حناجرهم من أيام (...)
في زيارة لابنه الأكبر -عاطف- في ألمانيا، كانت الصدفة تقود الشيخ مصطفى إسماعيل لمصير ما بعد الحياة؛ حين لبّى الابن دعوة صديق له يقطن قصر كبير أشبه بالقلاع. كانت قدما القارئ الكبير تسير على مهل داخل المكان، تعلق بصره بالتحف المعمارية، الملاعب الشاسعة (...)
في صباح كل جمعة من أربعينيات القرن الماضي كان الضابط مصطفى كامل يصطحب صغيره أحمد صوب الجامع الأزهر للصلاة، لم يكن يتعدى الصبي عمر التاسعة حينها، وعقب كل جمعة ينصت "أحمد" للصوت الشجي ويسأل والده المتيم عن اسم السورة فتأتي الإجابة "الكهف". تكرر الأمر (...)
كان الشيخ مصطفى إسماعيل يجلس وسطهم كملك لا ينازعه أحد من أهل الأرض، يتربع على عرش عقولهم، يصيبهم صوته أحيانًا بالخبل، يرتل من آيات الله فتصفو أرواح "السمّيعة"، لا يكفيهم الصراخ وقول "إيه الحلاوة دي" للتعبير عما في صدورهم، فيقطع أحدهم ملابسه، ويشتم (...)
وسط 700 نسمة بقرية "ميت غزال" بطنطا، كان طفلًا يجذب الأنظار، الابن البكري بين تسعة أخوة. اتخذه الجد رفيقًا، فلم يكن يذهب إلى أي مكان إلا وحفيده بصحبته. في مطلع عام 1915 وخلال أداء واجب العزاء كان الشيخ عوض ِأشهر قراء الغربية يشدو بصوت عذب والطفل يهز (...)
منذ 141 عامًا وفي شهر مايو، أسس الخديوي إسماعيل الجمعية الجغرافية المصرية، كأقدم جمعية متخصصة خارج أوروبا والأمريكتين، وتوالى على رئاستها عدد كبير من الشخصيات، منهم الملك أحمد فؤاد، أما أعضاء مجلس إدارتها فكان منهم سعد زغلول، طلعت حرب، والكاتب طه (...)
ظهر الأمر كزوبعة مؤقتة يفتعلها طلاب الثانوية العامة، وستذهب لحالها بعد قليل. بدت الدولة واثقة من قرار اعتبار العشر درجات -خمسة للسلوك وأخرى للحضور- رقما أساسيا في مجموع الطالب آخر العام، فيما كان نور أسامة وإيمان أحمد أصحاب ال17 عاما مصممين على خوض (...)
قال مصطفى الجبري، مراقب من الجمعية المصرية لحقوق الإنسان، في دائرة كرداسة، إن هناك عدد من المخالفات في عدد من اللجان.
وأوضح الجبري أن المدرسة لجنة رقم 20 في المدرسة التجريبية شهدت عدم حضور رئيس اللجنة أو الموظفين في التاسعة صباحا، وهو الموعد المُحدد (...)
انتشر وسائل دعائية لمرشحين بدائرة كرداسة، اليوم الأحد، أمام اللجان الانتخابية، خلال إدلاء المواطنين بأصواتهم.
ورصد مراسلا مصراوي عدد من الملصقات على جدران المدراس المخصصة كلجان انتخابية، وعلى عدد من سيارات الأجرة و"التكاتك" على بُعد أمتار من (...)
علامة عشرية تتبعها أرقام حالت دون وصول ثلاث فتيات للحلم المُراد؛ بالدخول ضمن عداد أطباء الأسنان، فحولت مصيرهن إلى كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، وفرضت عليهن التعايش مع ظروف العاصمة بكل ما فيها، جعلتهن أكثر تقبلا للآخر وأكثر ضيقا بحديث الساخرين (...)
يُحكى أنه في عزاء الشيخ محمود خليل الحصري، مع نهاية كل آية يطلق سيد مكاوي آهة ثم يتحرك من مكانه متجها صوب المقرئ فتتعثر قدماه ويعاود الجلوس ثانية، فيما لا يقاوم تلك القشعريرة التي انتابته جراء سماع آية جديدة فيحاول الركض مرة أخرة قِبل المقرئ؛ كي (...)
حشود ضخمة، وفود عالمية، إعلاميين كثر، وأدباء يسيرون وسط العوام، كتب تعلو الرفوف، وتاريخ تحويه أرض المعارض، اهتمام مؤسسي وحكومي بالحدث الجلل، فيما تبقى هناك 200 متر هي الأهم في معرض الكتاب، على كل بوابة تتراص أعمدة حديدية، تفصل بين الوقوف على بوابات (...)
فرعون موسى لم يكن أسطورة، هو حي في عقول الذين يأتون بعده، يتبعون منهجه، هو الحاكم الظالم، الديكتاتور الذي يدهس قلوب البلاد والعباد بدم بارد، الفرعون دائما له معاونين، وإن لم يقفوا خلفه بشكل مباشر؛ من صمت على ظلمه، من مهد الطريق لبراءته، من خرج يحتفل (...)