رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن العقوبات البريطانية على طهران لم تكن وحدها سبب كره الشعب الإيراني إلى المملكة المتحدة ، وقال فى مقاله بصحيفة (الإندبندنت) البريطانية إنه من السخرية حقا أن يعرف الإيرانيون تاريخ العلاقات البريطانية الإيرانية أكثر من البريطانيين أنفسهم وهو ما قد يقف وراء عداء الشعب الإيراني طويل الأمد إلى المملكة المتحدة . وأعاد فيسك إلى الأذهان ما شنته بريطانيا من هجوم مشترك مع الإتحاد السوفيتي على إيران إبان الحرب العالمية الثانية عندما تقربت طهران من النازيين ، ثم لم تكتف بريطانيا بذلك بل ساعدت الولاياتالمتحدة في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني عام 1953 بعدما أمم شركات البترول البريطانية بإيران . وقال الكاتب البريطاني إن وجود كم هائل من الوثائق الأمريكية السرية التي تجلت إلى الإيرانيين إثر الهجوم على السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية قد أثبت للإيرانيين حقيقة أن الولاياتالمتحدة لم تكن الدولة الوحيدة التي تحاول قلب نظام حكم آية الله خامنئي بل شاركتها في تلك المحاولات أجهزة المخابرات البريطانية . إلى جانب ذلك ، تطرق الكاتب البريطاني في حديثه إلى الإنتقادات اللاذعه التي وجهتها حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى إيران ...لافتا إلى رغبة بلير التي لطالما أعلن عنها صراحة في الوقوف أمام ما أسماه ب " العجرفه الإيرانية " ، وذلك في الفترة التي ساءت فيها العلاقات الإيرانية البريطانية على خلفية التدخل البريطاني في حرب العراق . وأنهى فيسك مقاله بذكر ما حدث عندما هاجم المتظاهرون الإيرانيون السفارة البريطانية في طهران يوم أمس الثلاثاء احتجاجا على العقوبات التي فرضتها لندن مؤخرا على طهرانا.. مشيرا إلى وثائق السفارة البريطانية التى استولى عليها المتظاهرون قائلا " لن أنتظر حتى قراءة ما تحتويه تلك الوثائق لتأكدي من أن الأيام المقبله ستكشف عما فيها " لذا قد أصبح جليا أن العقوبات البريطانية على طهران لم تكن وحدها سبب كره الشعب الإيراني إلى المملكة المتحدة .