عادت الحياة إلي طبيعتها ، السبت ، بدير القديس مارجرجس بجبل الرزيقات بأرمنت ، جنوبي الأقصر ، بعد الحريق الذي إشتعل ، فجر الجمعة ، وإلتهم 220 خيمة من خيام الزوار. وبدأ الألاف يتوافدون علي دير مارجرجس مع بدء فعاليات الإحتفال بمولده و التي تستمر حتي 17 من الشهر الجاري وسط إجراءات أمنية مشددة .
من جانبه أمر محافظ الأقصر بتشكيل غرفة عمليات تتابع فعاليات المولد وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها زواره وكانت قوات الحماية المدنية قد نجحت ، فجر الجمعة في السيطرة الحريق النيران التي إشتعلت في الخيام التي أقامها مئات الأقباط داخل أسوار الدير استعدادًا للاحتفال بمولد القديس مار جرجس. كما تم الاستعانة بقوات من الأمن المركزي لتأمين الدير والمنطقة المحيطة به، فيما تم تكثيف الحملات لتأمين الطرق المؤدية إلى الدير وتمشيط المنطقة الجبلية المتاخمة له. يشار إلي أن مارجرجس ولد في سنة 280م في مدينة اللد في ولاية فلسطين السورية لأبوين مسيحيين من النبلاء. توفي والده فاعتنت به والدته وأنشأته في جو عائلي مسيحي. ولما بلغ السابعة عشرة دخل في سلك الجنديّة وترقّى إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني دقلديانوس. كان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة، لكن مار جرجس لم يخف عقيدته المسيحية رغم أنضمامه للجيش الروماني، مما أغضب الإمبراطور دقلديانوس، فأخضع القديس لجميع أنواع التعذيب لردّه عن دينه، لكن دون جدوى. العديد ممن شاهدوه معذّباً تحولوا إلى المسيحية، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة الإمبراطور. بعد وفاته أعيدت رفاته لتدفن في مسقط رأسه بمدينة اللد بفلسطين.
ويحكي التقليد الكنسي أن جزءا من جسده انتقل من اللد بفلسطين إلي مصر حتى استقر أخيرا بكنيسة مصر القديمة, دير ماري جرجس هو أحد الأديرة المنتشرة في صحراء مصر الغربية التي تنسب إلي القديس الأنبا باخوميوس مؤسس الرهبنة في صعيد مصر, ويشمل الدير إحدى الكنائس التي ترجع إلي القرن الرابع الميلادي, وللدير21 قبة مبنية كلها بالطوب اللبن في نظام بديع تشتهر به الأديرة المسيحية المصرية.