حسمت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوي الارتباك الذي أحدثته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعد نشرها تقرير عن قرار ألمانيا إعادة البحث في بيع غواصة نووية سادسة من طراز (دولفين) لإسرائيل . إذ أشارت تلك المصادر إلي أن المحادثات لازالت قائمة بين الجانبين الإسرائيلي والألماني ولم تنقطع بهذا الشأن , وذلك في أعقاب ما ورد من أنباء عن توتر العلاقات بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحسبما أشار موقع Israel Defense الإسرائيلي المتخصص في الشئون الأمنية والعسكرية , فأن هذه التصريحات جاءت على لسان اللواء احتياط عاموس رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية , إذ أكد خلالها على أن الاتصالات بين إسرائيل وألمانيا لازالت جارية ومستمرة بهدف بحث إمكانية حصول تل أبيب على الغواصة السادسة , مشيراً إلي أن ألمانيا لم تعلن عن فرضها عقوبات على إسرائيل تتضمن وقف تزويدها بالغواصات "دولفين". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن ميركل قررت إعادة النظر في موافقتها المبدئية لتزويد إسرائيل بالغواصة , بسبب الإحباط الشديد الذي سببه نتنياهو لها , خلال محادثات بينهما أنه مستعد لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين إلى جانب التعبير عن استعداده لتجميد البناء الاستيطاني , وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ ذلك الحين يسود توتر وانعدام ثقة بالعلاقات بين ميركل ونتنياهو في القضايا المتعلقة بتحريك العملية السياسية. الجدير بالذكر أن إسرائيل تمتلك بالفعل ثلاثة غواصات نووية من طراز "دولفين" الألمانية، كما يجري حاليا بناء غواصتين من هذا الطراز سيتم تزويدها لإسرائيل في الفترة القريبة المقبلة , وتعتبر الغواصة السادسة من هذا الطراز مكملة "للأسطول الاستراتيجي"، إذ إن هذه الغواصات تحمل صواريخ ذات رءوس حربية نووية , وكانت ميركل قد أبلغت نتنياهو أن ألمانيا ستمنح إسرائيل مبلغ 135 مليون يورو لمساعدتها في بناء الغواصة السادسة. ويشار إلي أن الغواصات الثلاثة التي تمتلكها إسرائيل هي من دولفين ولفيتن وتكوما , وهي غواصات ألمانية الصنع تم تشييدها نهاية عقد التسعينات وتم تجهيزها لكي تكون مهيأة لتنفيذ مهام صعبة ومنها مهام كشف وتعقب القطع البحرية والقادرة على إغراقها بصواريخ طوربيد من طراز هربون كما يمكنها الوصول إلي شواطئ بعيدة دون القدرة على اكتشافها بهدف جمع المعلومات الإستخباراتية وكذلك توجيه طائرات سلاح الجو تجاه أهداف تقع قبالة السواحل لإنزال قوات مظليين ومقاتلين , كما يمكن للغواصة دولفين إطلاق صواريخ إستراتيجية بعيدة المدى يصل مداها لنحو 1500 كيلو كما أنه وبحسب تقارير أجنبية يمكن تزويد تلك الصواريخ برؤوس نووية , كما أن بعض الغواصات يمكن أن تسير بالطاقة النووية لكن هذا النوع لا تمتلكه سوى أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا.