صورة ارشيفية قال مصادر قبلية وأمنية بشبه جزيرة سيناء أن العناصر الجهادية الموجودة بالمنطقة استغلت حالة الفراغ الأمني الذي تعاني منه سيناء منذ ثورة الخامس والعشرين يناير في بناء قدراتها التنظيمية والتسلحية وأنها لا ترغب في الدخول في مواجهات مسلحة مع أجهزة الأمن خلال هذه الفترة لذلك فأنها تخطط لهدنة لوقف عملياتها ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء. وقال مصدر أمني بالشرطة ان العناصر الجهادية بدأت تظهر في كلا من رفح والشيخ زويد هي تحاول الإسراع في ضم اكبر عدد ممكن من الشباب المتشدد إليها فهي تسارع الوقت خوفا من عودة الأمن بقوة خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن العناصر الموجودة داخل سيناء أعدادها محدودة وهي مجموعات تعتنق فكر الجهاد بالإضافة إلى بعض المتورطين في تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و 2006 والذين فروا من السجون عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأضاف أن الدخول في مواجهة مسلحة في الوقت الحالي مع هذه العناصر سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الجانبين وزيادة الاحتقان بين البدو وأجهزة الأمن . وتابع أن التدخل المسلح سيكون الحل الأخير في حالة فشل جهود مشايخ البدو في إقناع هذه العناصر بنبذ العنف والاعتدال. وقال أن هذه العناصر حصلت على أسلحة حديثة خلال الفترة الماضية تم تهريبها من ليبيا والسودان وان وصول هذه الأسلحة إليهم هو ما يقلق السلطات المصرية الآن التي تحاول منع وصول الأسلحة إليهم. ويقول سكان مدينتي رفح والشيخ زويد أن الفراغ الأمني بسيناء والذي ظهر في اختفاء قوات الشرطة تماما من رفح والشيخ زويد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير و التواجد الرمزي لقوات الجيش ومدرعاتها هو الذي شجع هذه الجماعات على الظهور بقوة. وظهرت هذه العناصر بشكل علني في يونيو قبل الماضي عندما نفذ العشرات منهم هجوما على مدينة العريش وهم يحملون الأسلحة الآلية ومدافع آر بي جي ويحملون الرايات السوداء المكتوب عليها لا اله إلا الله. وتجولوا في المدينة لعدة ساعات على متن شاحنات صغيرة وهم ملثمون ويطلقون الرصاص في الهواء ثم هاجموا قسم شرطة ثان العريش . ويحاكم 25 منهم الآن في قضية تنظيم التوحيد والجهاد والذي يواجه تهما بقتل ثلاثة ضباط وثلاثة مجندين ومواطن في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وبنك الإسكندرية . وقال زايد وهو بدوي من سكان الشيخ زويد طالبا عدم ذكر اسمه كاملا: لا أعلم بوجود معسكرات لتدريب هذه العناصر على ارض سيناء فقط نسمع إشاعات بأن لهم معسكرات تدريبية تضم ما بين 10 إلى 15 فردا داخل الصحراء جنوب الشيخ زويد وان بعضهم لا يحمل الجنسية المصرية ، ولكنني لم أرى بعيني. ويقول سمير فارس من سكان رفح المصرية وهو عضو بحزب البناء والتنمية أن هذه الجماعات تمثل الخطر الأكبر علي الأمن القومي ليس علي سيناء فقط بل علي مصر كلها حيث تتزايد أعدادها يوما بعد يوم في ظل انشغال القوات المسلحة بحفظ الأمن وحماية المواطنين داخل مدن شمال سيناء والانهيار الذي حدث بالداخلية . وقدر عدد هذه العناصر بنحو خمسة آلاف شخص تم استقطابهم من مختلف محافظات الجمهورية ومن الخارج الى سيناء . وقال مسؤول باوقاف رفح أن انتشار هذه الجماعات يرجع في المقام الأول إلى استغلالهم للمساجد التي لا تتبع الأوقاف وان هذه العناصر المتشددة تسيطر على مساجد برفح والماسورة وقرية البرث برفح والجورة والشيخ زويد حيث أن هذه المساجد تعد مسرح لهؤلاء الجماعات للترويج لأفكارهم التكفيرية الغريبة عن الدين الإسلامي والمعادية لمصر الحبيبة. ويقول إبراهيم أبو عياد عضو بحزب الوسط الجديد أن وجود منظمات فلسطينية محسوبة على أجندات خارجية، يهمها عدم الاستقرار في مصر حتى تصبح مصر دولة مستباحة يدخلون فيها ويرتعون وينفذون فيها عمليات إرهابية، وبالتالي استغلت هذه العناصر الفلسطينية الحراك السياسي الموجود على الأرض ووظفته لصالحها لذا أصبحت سيناء منطقة خطرة وملتهبة عقب سقوط نظام مبارك. ويقول فؤاد برهوم عضو بحزب الوسط أن تواجد هذه الجماعات وتغلغلها بسيناء جاء نتيجة الفراغ الأمني بمركزي رفح والشيخ زويد عقب الثورة وجعلهما خارج السيطرة وأصبحت تلك المناطق بالمركزين خاصة مناطق الجورة والبرث مرتعا خصبا لتلك الجماعات حيث تقوم بالترويج لأفكارها خاصة بين الصبية من عمر 12سنة فما فوق ولديها من الأسلحة والعتاد ما يمكنهم من الوقوف ضد الشرطة والجيش. ويقول أحمد سلامة من حى السلام برفح منذ خلع الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 ضعفت القبضة الأمنية على سيناء وانتشرت مجموعات من الإسلاميين المتشددين في شمالها لتهاجم مراكز الشرطة وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى الأردن وإسرائيل . وقال أحمد شتيوى من رفح إن أعضاء تلك الجماعات يستقطبون الشباب من صغار السن ويغدقون عليهم بالأموال ويصل الأمر ليزوجوا هؤلاء الفتية من داخل الجماعة وسنهم لا يتجاوز 12 عام بدون توثيق عقود رسمية. وقال الدكتور قدري الكاشف محلل سياسي سيناوى أن التوتر بسيناء ووجود تلك الجماعات يأتي لصالح إسرائيل ويعطى الذرائع لها لكي تدعى ان مصر قد فقدت السيطرة على سيناء وتشكك في ولاء بدو سيناء لحكومتهم المصرية، وتُسوّق إسرائيل تلك الادعاءات في الخارج وتشكل حملة ضد مصر لضرب السياحة في مصر وتقليص الدعم لمصر كما تستفيد إسرائيل من تردى الأوضاع الأمنية بسيناء لإنعاش السياحة الإسرائيلية وغيرها من الأطماع الإسرائيلية التي تسعى إليها بسبب تردى الأوضاع في سيناء. ويقول مسعد نصير أمين تنظيم بالحزب الوطني المنحل برفح : هذه العناصر التكفيرية قسمت نفسها إلى مجموعات تحت مسميات مختلفة مثل جماعة الجهاد الإسلامي وجماعة التوحيد ، وجماعة أنصار الجهاد، مجلس شورى المجاهدين و أنصار بيت المقدس . ومنذ خلع الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 ضعفت القبضة الأمنية على سيناء وانتشرت مجموعات من الإسلاميين المتشددين في شمالها لتهاجم مراكز الشرطة وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى الأردن وإسرائيل. وظهر في تسجيل مصور بث على الانترنت يوم الجمعة أعضاء في جماعة جديدة تسمى "مجلس شورى المجاهدين" يرتدون ملابس عسكرية ويختارون دورية أمنية إسرائيلية وبلدة حدودية هدفا لهم. وأعلنت جماعة جهادية أخرى تسمى "أنصار بيت المقدس" في تسجيل مصور بثته على الانترنت الأسبوع الماضي المسؤولية عن تفجيرات خط أنابيب الغاز. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في ابريل إن سيناء أصبحت منطقة يغيب عنها القانون والامن لكن حكومته أبدت منذ ذلك الحين مزيدا من الثقة في قدرة الحكومة المصرية الجديدة على استعادة الأمن. ويقول خبراء إن الجماعات المتشددة في سيناء لا تتصل مباشرة بتنظيم القاعدة لكنها تسعى لذلك. وساد هدوء نسبي الحدود بين مصر وإسرائيل على مدى ثلاثة عقود بعد أن وقع البلدان اتفاقية سلام في 1979 لكن إسرائيل تقول إن القبضة الأمنية على سيناء ضعفت منذ سقوط مبارك.