المجلس الأعلى للقوات المسلحة اظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الاوروبي في باريس ان ضعف المجلس العسكري هو المسؤول عما تتخبط به مصر من توتر داخلي وخارجي وقال 44% من الذين شملهم الاستطلاع ان فلول النظام السابق ما زالت تعمل على افشال الثورة المصرية , فى حين أن %36 يرون ان المرحلة الحالية هي مرحلة مؤقتة وسوف تزول بعد أنتهاء مفعول الهزات الإرتدادية الناتجة عن هزة الثورة المصرية . وبرأيهم ان التخبط الموجود في مصر حاليا هو ضريبة لابد من دفعها ثمنا للتحول الديمقراطي , اما 20 % يرون ان الصراع بين القوى الإقليمية على الساحة المصرية هو الذي أدى الى الحالة المصرية الحالية وخلص المركز الى نتيجة مفادها عاشت مصر خلال الشهر الجاري ما يشبه الإنتفاضة مما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات دامية بين انصار المجلس العسكري وبين المطالبين برحيل هذا المجلس وتسليم السلطة الى حكومة مدنية . وبدا من خلال المواجهات ان هناك معسكرين يتجاذبان الشارع المصري احدهما اصولي والأخر ليبرالي ، ولكل منهما اجندته الخاصة لكيفية خروج مصر من مأزقها والوصول بها الى شط الخلاص كنتاج للثورة التي قامت ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك . ولطالما ان هناك معسكرين فمن المؤكد ان تضارب مشاريعهما سيؤدي من وقت الى أخر الى فلتان أمني والى سقوط الأبرياء دون ان نتغافل عن احتمال دخول جهات خارجية على خط التحريض والتأزيم لأن من مصلحتها ان تبقى مصر اسيرة التخبط والتناقض بغية منعها من استخدام قوتها وإمكانياتها وقدراتها ومكانتها في مناصرة القضايا العربية المشروعة . وإذا كانت الثورة اليوم تمر بحال من المخاض فإن الأمور لن تستقر إلا بعد الأنتهاء من الإنتخابات التشريعية والرئاسية وتشكيل حكومة جديدة ومعرفة برامجها لحل الملفات المعقدة على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية . وعند ذلك ستتضح صورة مستقبل مصر ومساراتها وموازين القوى التي تتحكم بها