تعقد منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة البلجيكية، بروكسيل الأربعاء المقبل أول ورشة عمل من نوعها تهدف إلى وضع آليات إعلامية للتصدي لحملات تشويه الإسلام في الصحف والمؤسسات الإعلامية الغربية. وتشكل ورشة العمل - تشويه الإسلام والمسلمين في الإعلام - التي تحضرها كبريات منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي وإعلاميون من العالمين الإسلامي والغربي، بالإضافة إلى مفكرين وأكاديميين، نقلة نوعية من حيث تجاوز حالة التنظير إلى واقع عملي يعمل على التصدي لظاهرة الخوف من الإسلام، أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا. وتأتي الورشة انطلاقا مما دعت له قمة مكة الاستثنائية 2005، ومتطلبات برنامج العمل العشري المنبثق عنها، بالإضافة إلى اجتماعات وزراء الإعلام بالدول الأعضاء في المنظمة. وسوف تبحث الورشة باستفاضة في الأسباب، والنتائج التي أدت إليها الحملات الإعلامية الغربية المسيئة للإسلام وأتباع الإسلام في بداية العقد الماضي، والتي لا تزال مستمرة حتى اللحظة. كما تكتسي الورشة أهمية خاصة لقربها من عقد جلسة مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف في مارس المقبل، والتي سوف تطرح قرار 16/18 للتصويت وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعد إقراره بالإجماع في الجلسة السابقة. يذكر أن قرار 16/18 يهدف إلى حماية أتباع الديانات من حملات الكراهية والصور النمطية المسيئة، والتمييز وما يسفر عنه ذلك من عنف ضد أتباع الديانات، ويأتي نتاج محادثات مشتركة بين المنظمة ودول غربية عديدة، أبرزها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعقدت (التعاون الإسلامي) وواشنطن إثر ذلك اجتماعين في اسطنبول وواشنطن من أجل وضع الآليات التنفيذية لتطبيق القرار على مستوى الأممالمتحدة. وتستمر الورشة يومين، وتعمل من خلال جلسات عمل مكثفة، على إيجاد آليات للتعاون مع جهات خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي، ووضع خطة عمل من أجل التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، على أن ترفع توصيات ورشة العمل إلى اجتماع وزراء الإعلام بالمنظمة والذي يرتقب عقده في الغابون، في إبريل المقبل، وذلك من أجل إقرارها وتطبيقها.