النجمة العالمية أنجلينا جولي قبل لحظات من دخولها المؤتمر الصحفي حفاوة بالغة وتصفيق حاد من المعجبين وازدحام في القاعة والطرق المؤدية لها , وتواجد كثيف لافراد الامن .. تلك كانت ملامح اجواء المؤتمر الصحفي الذي عقدته ادارة مهرجان برلين السينمائي الدولي منذ ساعات قليلة للنجمة الامريكية انجلينا جولي , احتفالا بفيلمها "ارض الدم والعسل" (in the land of blood and honey) والذي يعد اول تجربة اخراج لها , والذي صورته في البوسنة وناقشت خلاله ما خلفته الحرب هناك . امتلأت القاعة المخصصة للمؤتمر الصحفي لاخرها ووقف عدد كبير من المصورين والصحفيين خارج القاعة , وخصصت ادارة المهرجان اربع شاشات عرض لمتابعة فعاليات المؤتمر من الخارج , حضر المؤتمر فريق عمل الفيلم المكون من انجلينا جولي – مخرجة العمل , والممثلون بوريس لير وبرانكو دجريك ونيكولا دجريكو وكوران كوستيك , والممثلات ألما ترزيك وفانيسا جولدجو وزانا مارجانفيك . ورغم ان الفيلم معروض ضمن برنامج افلام العروض الخاصة بالمهرجان خارج المسابقة الرسمية , الا ان الاهتمام به ملحوظ بدرجة كبيرة نظرا لجدية موضوعه ونظرا لكونه اول تجربة اخراجية لانجلينا . الجدير بالذكر ان المؤتمر الصحفي – قبل اسئلة الجمهور - تحول من مناقشة فيلم "ارض الدم والعسل" الى وصلات مدح في عبقرية وقدرات انجلينا جولي وامتدت تلك الوصلة من كل الممثلين والممثلات الحاضرين على المنصة والذين شاركوا بالفيلم , حتى بدأت اسئلة الجمهور والتي تميزت بالسخونة والنبرة النقدية , ومن ابرز الاسئلة سؤال تم توجيهه لانجلينا جولي باعتبارها مخرجة العمل , سألتها مراسلة التليفزيون الايطالي :" فيلمك تضمن مشاهد عديدة لقتل الاطفال في حين انك ام لست اطفال وتدركين مدى بشاعة تلك المشاهد ؟" فقالت انجلينا :"انا ادرك مدى بشاعة تلك المشاهد فعلا ومن اجل ذلك صنعتها بفيلمي ليعرف الناس كلهم مدى بشاعة الحرب وما تخلفه في نفوس الاطفال حين يشاهدون اطفالا مثلهم يموتون امام اعينهم , وقد صنعت ذلك الفيلم بحياد تام , فانا لا اتحدث هنا عن حرب بين مسلمين ومسيحيين , وانما اتحدث من منظور انساني اعمق عن الاثار التدميرية للحرب . وردا على سؤال اخر سألته مراسلة التليفزيون الالماني حول التوازن الذي ميز الفيلم دون تحامل على طرف على حساب اخر , قالت انجلينا :"اشكرك على ملاحظة هذا التوازن , وانا ادرك مغزى سؤالك , فانا امريكية , والبعض ينتظر مني مهاجمة المسلمين , لكنني تعاطفت معهم ضد الصرب , والمسألة كما اوضحت لم تكن مسلمين ومسيحيين وانما كانت بين طرف معتدي ينبغي مهاجمته وطرف ضحية ينبغي مساندته .