كشفت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، أن الخلافات لاتزال تشوب اليوم الثالث من المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران بشأن برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد لقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، "ما زال علينا العمل حول نقاط خلاف". وكانت المباحثات انطلقت مجددا في جنيف بعد أنباء عن عدم تسجيل أي تقدم ملموس وفي ظل تعهد أعضاء في الكونغرس الأميركي بتشديد العقوبات على طهران. إلا أن المفاوضين الإيرانيين الآخرين أكدوا ان مباحثات الجمعة سجلت تقدما، وقال مجيد تخت روانشي إن "وجهات النظر تقاربت" في اجتماع ظريف وآشتون. وكان اليوم الثاني من المحادثات انتهى بإعلان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنه لم يتم تسجيل "أي تقدم" على صعيد حل نقاط الخلاف مع مجموعة 5+1، من دون توضيح هذه النقاط. وعلى الرغم من إبداء الدبلوماسيين في الجانبين تصميما على مواصلة البحث سعيا لتقريب المواقف، فإن ظريف أكد على عمق الانقسامات بين طهران والقوى الغربية. وفي الأثناء، تعهد 14 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي بتمرير حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران حسب ما أعلن زعيم الأغلبية في المجلس هاري ريد. وكان مشروع قانون لفرض عقوبات على طهران قد تعطل في اللجنة المصرفية لمجلس الشيوخ لأشهر، بعد أن حثت إدارة الرئيس، باراك أوباما، على تأجيله لإتاحة وقت للسعي إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية. إلا أن حالة المراوحة التي تشهدها محادثات جنيف دفعت على ما يبدو مجلس الشيوخ إلى التلويح بورقة تشديد العقوبات، وأعرب ريد عن اعتقاده بأن نظام العقوبات الصارمة هو الذي جعل طهران تأتي إلى المفاوضات. في غضون ذلك، رصدت استعدادات لوجستية في جنيف لاحتمال تمديد المفاوضات حتى السبت المقبل، ما أثار التكهنات مجددا حول إمكان حضور وزراء الخارجية المخولين وحدهم توقيع اتفاق. وتتناول المفاوضات خصوصا مشروع اتفاق أقرته الدول الست الكبرى في جولة المفاوضات السابقة في التاسع من نوفمبر الجاري في جنيف، من دون أن توافق عليه إيران. ويلحظ مشروع "الاتفاق الانتقالي" لستة أشهر والذي يمكن تمديده وفق مصدر غربي، تقليص برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ولم تعرف تفاصيل المشروع، لكن متحدثا باسم وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي قال إن "الجميع يعلمون ماهية الرهانات الأساسية"، متوقفا خصوصا عند قضية تخصيب اليورانيوم. وتتمسك طهران ب"حق" تخصيب اليورانيوم بينما ترفضه الدول الغربية التي تتهم إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي من خلال برنامجها المثير للجدل.
