بعد عام من الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة للعراق أبلغ جورج بوش الرئيس الأمريكى آنذاك حشدا من الناس فى واشنطن أن "كل النساء فى العراق أفضل حالا لأن غرف صدام حسين للاغتصاب والتعذيب أغلقت إلى الأبد". لكن بعد مرور عشر سنوات ستخالف كثير من العراقيات هذا القول ، وعلى الرغم من أن قلة من الناس يفتقدون الحكم الحديدى لصدام أو الحروب والعقوبات التى جلبها للعراق فقد تأثرت النساء بصورة أكبر بالعنف الذى ابتلى به كل العراقيين تقريبا. وزادت حالات العنف الأسرى وممارسة الدعارة وقفزت معدلات الأمية وترملت آلاف النساء أو تركن فى مهب الريح، وينتقد كثير من النساء الزعماء السياسيين الذين تولوا مقاليد السلطة فى العراق بعد الإطاحة بصدام حسين، وكذلك تنامى الاتجاهات المحافظة اجتماعيا التى قضت على دورهن فى الحياة العامة. واحتل العراق الذى كان يوما فى صدارة الدول التى تحترم حقوق النساء فى المنطقة المركز 21 بين 22 دولة عربية فى استطلاع أجرته مؤسسة تومسون رويترز وشمل 336 من خبراء قضايا التمييز بين الجنسين ونشر يوم الثلاثاء. ويشمل الاستطلاع الذى أجرى فى أغسطس وسبتمبر أسئلة عن العنف ضد النساء والحقوق الإنجابية ومعاملة النساء داخل الأسرة واندماجهن فى المجتمع والمواقف من دور النساء فى السياسة والاقتصاد. وفى أول حكومة تتشكل بعد الغزو، شغلت النساء ست حقائب وزارية لكن العدد تراجع الآن إلى حقيبة واحدة لشئون المرأة، وهى وزارة شرفية إلى حد كبير بميزانية هزيلة وعدد قليل من الموظفين.