على الرغم من أن أكثر المناطق التي تشهد معارك واقتتال دام هي المناطق العربية ، الا اننا نجد ان اكثر المهتمين بالقضايا الانسانية هم أبناء الغرب . فاذا أردنا أن نسلط الضوء على الاغنياء في العالم والذين يقومون بتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة وللفقراء والمحتاجين سواء من خلال مبالغ مالية أو من خلال تقديم اللباس والغذاء والدواء ، فان أول ما يخطر لنا هم الفانون والنجوم الكبار أصحاب الثروات الهائلة . وهذه اللمحة تبين لنا الفرق على أرض الواقع بين اهتمامات نجوم العرب ونجوم هوليوود في قضايا الامة. واذا أردنا أن نستذر ما فعله نجوم هوليوود انساني فالينا ما قاموا به مؤخرا ، حيثوا أقدموا على التبرع بنصف مليون دولار أميركي بعد أن وصلت الى مسامعهم التحذيرات بشأن النقص في الاموال الذي قد يحول دون قيام رحلات تنقل المساعدات الانسانية الى هذا الاقليم المضطرب . وقد جاء هذا التبرع من منظمة "ليس امام عيوننا" التي انشأها الممثلين براد بيت وجورج كلوني ومات ديمون ودون تشدل والمتج وايتروب ومحامي حقوق الانسان ديفيد بريسمان ، وهي التي قامت بجمع المبلغ الذي يعد أول تبرع يحصل عليه الاغذية في دارفور . بالمقابل ، ماذا فعل الفنانون العرب لقضايا الامة غير التقليد الاعمى في اللباس و"اللوك" وهم أصلا قدوة الشباب من الجنسين !!! سنبين ذلك من خلال الفرق بين نجمة واحدة من نجوم هوليوود ونجوم العرب ككل ، ومن غيرها التي باتت مشهورة بلفتتها الانسانية الجميلة "انجلينا جولي". فثروة الفنانة أنجلينا جولي ناقصة عن حدها المفترض ، حيث أن ثلث دخلها مخصص لمناطق العالم المنكوبة ومخيمات اللاجئين والفقراء و الايتام . منحت انجلينا أموال طائلة للمساعدات الانسانية على الشكل التالي : - مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الافغاني في باكستان . - مليون دولار لمنظمة اطباء بلا حدود . - مليون دولار لمنظمة الطفل العالمية . - مليون دولار لمنظمة غلوبال ايدز أليانس . - مليون دولار لمنكوبي دارفور . - 5 ملايين دولار لأطفال كمبوديا . - 100 ألف دولار لمؤسسة دانيال بيرل . - ومؤخرا كان لها زيارة لمخيمات اللاجئين السوريين في الاردن ، فانجلينا تعمل بصحبة زوجها براد بيت على توزيع المساعدات للاجئين السوريين على الحدود السورية ، في محاولة منها لتسليط الضوء على معاناتهم ، ونشر ثقافة الانسانية والشعور بالغير . حيث شاركت جولي سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة زميلها "بيت" بالعديد من الزيارات للاجئين السوريين عند الحدود التركية . وبالتالي فان جولي كانت تسعى من خلال زيارتها اللاجئين السوريين ان تلف انظار المجتمع الدولي الى الازمة الانسانية التي يمر بها اللاجئين في سوريا . هذه النجمة التي أوصلت احساسها المرهف وانسلانيتها عبر الشاشات عندما بكت في مقابلة تلفزيونية على احدى الفضائيات التريكة على ما يحدث في سوريا بع ان شاهدت عددا من صور الاطفال في سوريا والذين قتلوا في الاحداث الدموية هناك . وفي زيارتها الثالثة للعراق قدمت دعما ماديا ومعنويا لمئات الآلاف من اللاجئين العراقيين داخل و خارج العراق . وبالتالي يقال أن حوالي 20 مليون دولار أميركي هو اجمالي ما تبرعت به انجلينا جولي خلال ثماني سنوات ، وقد نفقت سفيرة الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين على زياراتها التفقدية من جيبها الخاص . فقد قامت جولي بزيارة مخيمات اللاجئين في لبنان واللاجئين الصوماليين بكينيا ، كذلك زارت أفغانستان ،الصومال ، باكستان ، دارفور ، سلفادور ، تنزانيا ،سيراليون ، ومعها الكثير من الشاحنات المحملة بملايين الدولارات ومختلف أنواع الاغذية والادوية و الاطعمة . وعلى الرغم من كل هذه المشقات التي تتكبدها نجمة هوليود الجميلة ، الا انها لا تبدي اي تخوف من امراض معدية أو اعتداء أو اختطاف أو اصابة بتفجيرات قد تشوه جمالها الشهير أو تسلبها حياتها ،على اعتبار ان هذه الزيارات التي تقوم بها قد تحمل لها الكثير من المخاطر لما قد يحدث في تلك الاماكن المنكوبة نتيجة التطورات و الاحداث السياسية والاجتماعية . فهل زار الفنانون العرب مخيما عراقيا ما ؟ او هل زار أحدهم دارفور ؟ وهل كان فنانو مصر على دراية من معاناة الجار السوداني ؟ أو هل تكبد أحدهم معاناة لفتة انسانية الى اللاجئين السوريين الذين باتوا ينتشرون في مختلف الدول العربية ؟ فأكثر قضية يمكن للفنانين العرب المشاركة بالحديث عنها ، حديثا رمزيا ، القضية الفلسطينية ، ومع ذلك لم نرى أحدهم ولو بجولة تفقدية للمخيمات الفلسطينية المنتشرة في كل الدول العربية و الوقوف على معاناتهم و تقديم المساعدات لهم حتى ولو كانت رمزية . فهذا هو الفرق بين نجمة هوليوود التي تجد سعادة تامة في قضاء أوقاتها برفقة الملايين التي تنفقها على المنكوبين حول العالم . فيما تقاعس الفنانون العرب وعن تلك المبادرات الانسانية ،فجل اهتمامهم لا ينصب سوى في المظاهر و الحفلات و السفرات والتقليد نجوم الغرب تقليدا أعمى دون أن يستفيدوا من نشاطات الاخيرين الانسانية ومحاولة تقليدهم ، فالتقليد في هذا المجال خير من التمسك في الشعارات الرنّانة .