جامعة أسيوط تعلن عن وظائف قيادية شاغرة.. تعرف على الشروط وطريقة التقديم    سعر اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 6 مايو    تراجع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 6 مايو    علامات تلف طرمبة البنزين في السيارة: وديها لأقرب ميكانيكي    شعبة الخضار والفاكهة تعلن موعد هبوط أسعار فاكهة الصيف والخضراوات    مدفوعة سياسيا.. كيف ينظر الإسرائيليون إلى خطة توسيع حرب غزة؟    "لا علاقة لى".. ترامب ينأى بنفسه عن صورة يظهر فيها بزى بابا الفاتيكان    موعد مباراة إنتر ميلان وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    تشكيل الأهلي المتوقع أمام المصري في الدوري الممتاز    الأرصاد: أسبوع حار على القاهرة الكبرى بداية من اليوم    بعد تعرضها لحريق.. فتح باب التبرعات لإعادة إعمار كنيسة مارجرجس في قنا    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    ياسمين رئيس: كنت مرعوبة خلال تصوير الفستان الأبيض لهذا السبب    سعد الصغير ل رضا البحراوي: «ياريتك اتوقفت من زمان»| فيديو    شريف فتحي: توفير تجربة سياحية ميسرة له بالغ الأثر على الحركة الوافدة إلى مصر    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    "تمريض قناة السويس" تنظم ندوة حول مشتقات البلازما    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    بسبب 120 جنيها.. محاكمة نقاش متهم بقتل زوجته في العمرانية اليوم    للمرة الثالثة.. مليشيات الدعم السريع تقصف منشآت حيوية في بورتسودان    محافظ الدقهلية يوافق على إنشاء المعهد الفنى للتمريض ومعهد بحوث الكبد    محافظ الأقصر يعتمد مواعيد امتحانات نهاية العام لصفوف النقل    3 أسماء محلية مقترحة| بيسيرو على أعتاب مغادرة الزمالك    قرار بدخول المتاحف مجانا للمصريين 18 مايو الجارى    ب"ملابس رسمية".. الرئيس السورى ووزير خارجيته يلعبان كرة السلة "فيديو"    وفد هيئة الاعتماد الصحي يتفقد وحدات الرعاية الأولية بالعريش    محافظ أسوان يترأس إجتماع المجلس الإقليمي للسكان بحضور نائب وزير الصحة    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 6 مايو    الفتاوى تفتح باب الخلاف بين الأزهر والأوقاف.. صدام غير مسبوق    رفضته ووصفته ب"المجنون"، محمد عشوب يكشف عن مشروع زواج بين أحمد زكي ووردة فيديو)    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    انفجارات داخل كلية المدفعية في مدينة حلب شمال سوريا (فيديو)    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    الحوثيون: ارتفاع ضحايا قصف مصنع بغربي اليمن إلى قتيلين و 42 جريحا    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الإعدادي بالجيزة    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    ضبط مبلط بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل في المنيا بعد استدراجه بمنزل مهجور    ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    5 أسماء مطروحة.. شوبير يكشف تطورات مدرب الأهلي الجديد    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاصيل المرعبة لعلاقات الاخوان بأميركا وصفقة بيع سيناء
كما طرحها الاعلامي المصري عماد أديب "بهدوء" وأثارت ضجة في صحف العالم

طرح الإعلامي عماد أديب، في حلقته من برنامج "بهدوء" التي أذيعت مساء الثلاثاء 27 أغسطس، عبر قناة سي بي سي الفضائية المصرية سؤالا أساسيا حول مساندة أمريكا للجيش المصري في موقفه من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، ومعارضتها لموقفه المشابه من الرئيس السابق محمد مرسي، رغم أن عدد من شارك في مظاهرات 30 يونيو كان أضعاف العدد الذي شارك في مظاهرات 25 يناير، وقال إن الإجابة على هذا السؤال تتلخص فيما جرى في سيناء، وقال إن إجابته تنبني على تحليل موضوعي لما جرى من وقائع دون تحيز أو ثأر شخصي من أي من الأطراف.
الجذور التاريخية في علاقة الإخوان بأمريكا:
في البداية قال أديب إن جذور العلاقة ترجع إلى فترة تاريخية سابقة، حين كانت الولايات المتحدة ترى أن الإخوان قوى مجتمعية مهمة، لكنها كانت ترى في الوقت ذاته أن "الضباط الأحرار" والقوات المسلحة هي القوة الفاعلة في السياسة المصرية، وأشار إلى أن عبد المنعم عبد الرؤوف عضو التنظيم السري للإخوان وأحد الضباط الأحرار كان على اتصال دائم بالأمريكان، وتم تنظيم لقاءات بينه وبين مسؤولين أمريكيين في منزل صحفي شهير بحضور مسؤول في المخابرات الأمريكية، لكن كان التقدير الأمريكي يقوم على أن حكم الجنرالات يمكن التعامل معه سواء في فترة الرئيس الراحل أنور السادات أو الرئيس الأسبق حسني مبارك.
الإخوان مولوا مليشيا قوامها 3500 من الجهاديين وتجار السلاح في رفح ومنحوهم الغطاء السياسي لإقامة إمارة إسلامية
في الثمانيات، بدأت اللقاءات بين الأمريكان والإخوان في لندن وبانكوك وميونيخ، حيث توجد فروع لتنظيم الإخوان بعيدا عن القاهرة، وفي عهد الرئيس الأسبق مبارك ظلت العلاقة ترتفع وتهبط حتى جاءت السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي، التي كانت ترى أن الإخوان قوة مهمة في المجتمع المصري، غير أنهم لا يمكن الوثوق بهم، وبحسب وثائق "ويكيليكس" قبل ثورة يناير بثلاث سنوات، فإن الشكوك بين الإخوان وأمريكا وإسرائيل تتزايد بسبب خداع الإخوان للشارع، وتغنيهم بالعداء تجاه أمريكا وإسرائيل.
عندما جاءت السفيرة الأمريكية الحالية آن باترسون تغيرت العلاقة بين الجانبين، وهناك ثلاث أمور أثرت في تغير تلك العلاقة، أولها الدراسة التي أعدها مركز "أمريكان إنتربرايز" وهو مركز يميني قريب من الحزب الجمهوري، وقال فيها إن جماعة الإخوان يمكنها أن تقود الإسلام السني في المنطقة، الدراسة الثانية أعدها مركز راند وهو مركز أسسه سلاح الدفاع الجوي الأمريكي، وتحدث عن أن سطوة العسكريين في الشرق الأوسط تقل، وأنه لابد من الاعتماد على مجموعات لها رصيد شعبي، الأمر الثالث هو تولي السفيرة آن باترسون مهام منصبها، فهي صاحبة خبرة في باكستان وتعلمت كيف يمكن الرهان على الإسلام السياسي بدلا من الجيش.
إحدى وثائق "ويكيليكس" التي ظهرت بعد ثورة يناير تقول نصا "إن جماعة الإخوان المسلمين طلبت من مبارك بعض المطالب الخاصة بها، مستغلة خوف الحكومة من امتداد ثورة تونس إليها، وكانت مطالب الإخوان تتمثل في حل مجلس الشعب وتغيير الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتشكيل حكومة وفاق وطني وإنهاء حالة الطوارئ وتعديل المادتين 76 ، 77 المتعلقتين بالانتخابات الرئاسية"، أي أنه لم يكن ضمن مطالب الإخوان وقتها إقالة مبارك، فهم كانوا قابلين التعامل معه.
مرسي يرد الجميل للذين هربوه من وادي "النطرون":
بدأت الاتصالات بين السفارة الأمريكية والمجموعة الإخوانية التي خرجت من سجن وادي النطرون، وهؤلاء لخروجهم من السجن قصة شديدة الخطورة: فوفقا لأوراق الحكم القضائي الصادر من محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية في يوليو 2013، فإن المجموعة خرجت من السجن بواسطة حماس وقوى إسلامية أخرى في عملية عسكرية مخطط لها من قبل، وبحسب ما جاء في حيثيات الحكم، فإن أحد المساجين قرر أنهم عندما كانوا في السجن سمعوا تبادلا لإطلاق النار بين مجموعة مسلحة وقوات تأمين السجن، وأن المسلحين أجبروهم على الخروج من السجن وأنه شاهد أعرابا ملثمين من البدو يقومون بتكسير أبواب السجن وجزء من سياراته باللودر.
وتابع الحكم : المسلحون الذين كان بعضهم غير مصري اقتحموا مخازن السلاح وخزنة السجن، وهم من حركة حماس وحزب الله اللبناني وحركة الجهاد وجيش الإسلام الفلسطيني، ممن تسللوا عبر الأنفاق.. الذين أخرجوا الرئيس مرسي سيكون لهم دور تالٍ فيما بعد في سيناء .. وفي أوراق القضية أكد جهاز أمن الدولة أنه أثناء متابعة العناصر الإخوانية في وادي النطرون تم رصد قيام مجموعة من الإخوان تمثل "دليل" لإرشاد العناصر الأجنبية التي تنفذ عملية الاقتحام على أماكن المجموعة الإخوانية المحبوسة، وكان عددهم وقتها 34 قيادة.
صفوت حجازي مهندس العلاقة بين الإخوان والجهاديين.. وتفجير خط الغاز كان يتم بتعلميات من القاهرة
حكم المحكمة الذي لم يلتفت إليه الكثيرون وقت صدوره في عهد مرسي، طالب الإنتربول الدولي بالقبض على قيادات حماس، والقبض على كل من محمد مرسي العياط، ومحمد سعد الكتاتني، وصبحي صالح، ومصطفى الغنيمي، وعصام العريان، وسعد الحسيني، ومحيي حامد، ومحمد إبراهيم .. إلى بقية القائمة، وطالب بالتحقيق معهم في الجرائم التي ارتكبت، والتي وصفها الحكم بأنها "من أحط وأبشع الجرائم لما فيها من تعد على سيادة الدولة"، وقاموا – وفق منطوق الحكم – بالاعتداء على سيادة الوطن وسفك دماء المصريين متعاونين مع عناصر أجنبية ضد مصلحة الوطن.. إذن هذه المجموعة التي أفرجت عن الرئيس السابق مرسي لها دين في رقبته فكيف سدد هذا الدين؟
الدور الأميركي في ما يجري في سيناء .. وموقف الجيش منه:
إن كلمة السر في الموقف الأمريكي من مصر هو موقف الجيش مما جرى في سيناء، فلو أن موقفه منها كان قد تطابق مع موقف الرئيس مرسي لم تكن أمريكا لتصف ما يحدث في مصر بأنه انقلاب، فتأييد الإخوان من قبل أمريكا لموقفهم من حماس وسيناء وإسرائيل، في حين رفضهم الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي لموقفه من سيناء وحماس وإسرائيل.
في نهاية 2010 - وهذه المعلومات أنقلها على مسؤوليتي الشخصية - بدأ ظهور ما يسمي بالمحاكم الشرعية على غرار المحاكم الموجودة في الصومال، وتحديدا في منطقة الجورة والشيخ زويد في سيناء، وتم إسقاط سلطة الدولة، فكان المواطنون يجبرون على الاحتكام لهذه المحاكم العرفية ولا يلجأون لمحاكم الدولة.. هذه المحاكم كان يرأس إحداها شخص يسمى الشيخ أبو أيوب، ويرأس الثانية أبو سليمان، والثالثة أبو إسكندر، وهؤلاء ينتمون للسلفية الجهادية، وتمويلهم من الإخوان ومن حماس.
وأدلى أبو أيوب بتصريح علني قال فيه: "إن لدينا 3500 مقاتل لا يعترفون بالدولة، ونسعى لإقامة إمارة إسلامية في سيناء" في شهر يوليو 2012 أعلنت "أمارة المقاطعة" الإسلامية، وتم تعيين أمراء في مناطق الجورة والجميعي والطويل ونجع شبانة، وأصدر الرئيس مرسي تعليمات بعدم المساس بهؤلاء.. الصمت عن هذه الأمور بل وتشجيعها جريمة في حكم الوطن.
كانت المليشيا التابعة لهذه المحاكم تنزل المدن تجول فيها بالسيارات رافعين أعلام القاعدة، وهم عبارة عن أفراد ملثمين يحملون السلاح، ولا يستطيع الجيش أو الشرطة التعامل معها لأن هناك تعليمات بعدم التصدى لهم من أعلى رأس في الدولة، وأقاموا معسكرات علنية للتدريب على السلاح في المقاطعة والجورة.. وقدم الأمن الوطني عدة تقارير حول هذا الموضوع، ووجدوا غضبا شديدا من الرئيس مرسي في هذه الاجتماعات الرسمية المسجلة والموثقة.. وكان الفريق عبد الفتاح السيسي يتابع ما يجري وهو يتألم لاختراق السيادة الوطنية.
تكونت المليشيا من 3500 عنصر على النحو التالي: 2000 شخص ممن أفرج عنهم مرسي بعفو رئاسي تحت مسمى الإفراج عن المعتقلين السياسيين، 1000 من الجهادية السلفية، و500 من تجار السلاح وتجار مخدرات وتجار أنفاق أفرج عنهم الدكتور مرسي بنفسه وتوقيعه على القرار موجود.
سمح لهؤلاء بالتهريب عبر الأنفاق تحت دعوى "عدم خنق الأخوة في غزة"، وكانت العناصر تدخل عبر الأنفاق ولا تعلم السلطات المصرية بتحركها داخل مصر .. الغريب أن حماس كانت تسمح لتنظيمات دينية تعاديها في غزة بالمرور عبر الأنفاق كي يلتحقوا بالمليشيا المكونة في سيناء مثل "جلجلت" و"جيش الإسلام" مقابل عدم ممارسة نشاطهم داخل غزة.
القرار الخطير كان إعطاء 50 ألف فلسطيني جنسيات مصرية، علما بأنه لم يكن يسمح بأن يحصل الفلسطينيون على الجنسيات العربية حفاظا على قضيتهم من التآكل، وهو موقف أخلاقي عربي.. إجمالي ما كان يسمح به سنويا في مصر لم يكن يتخطى 1000 إلى 1500 حاصل على جنسية .. تم منح الجنسيات للفلسطينيين كي يحق لهم امتلاك العقارات والأراضي.
اتصالات الإخوان بالجهاديين في سيناء.. ومرسي يرفض خطط المخابرات ويأمر بعد التعرض لهم:
كانت العلاقات بين هذه المجموعات وجماعة الإخوان تدار عن طريق الدكتور صفوت حجازي، فهو كان دائم التردد على سيناء لنقل وتوصيل المعلومات من وإلى الإخوان، هو قال إنه تاجر في السلاح المنقول إلى سوريا لكنه لم يتحدث عن دوره في هذا البيزنيس في سيناء .. عندما كان حجازي يتردد على سيناء كان يعقد لقاءات دورية في قرية تسمى "بصاطة" في الشاليه رقم 24، وكان يلتقي فيه ثلاثة أفراد من قيادات السلفية الجهادية، وهم: محمد عبد ربه، وفيصل حمدين، وأسعد البيك، وكان يحضر اللقاءات معه عبد الرحمن الشوربجي عضو حزب الحرية والعدالة الإخواني.. كان يلتقي القيادات السلفية أيضا في شاليه يحجزه له عبد الرحمن الشوربجي في قرية "سما العريش".
هنا نصل لمعلومة خطيرة جدا، وهي أن التفجيرات ال14 لخط الغاز بين مصر وإسرائيل والأردن كانت تتم بتعليمات وأوامر من القاهرة، ولكي لا أتعسف في حق الدكتور صفوت حجازي أقول إن القناة العاشرة الإسرائيلية أذاعت تسجيلا صوتيا رصدته المخابرات الإسرائيلية بعد خطف الجنود السبعة وخطف الصينيين، بين الخاطفين والدكتور صفوت حجازي يقولون له إن الجيش نزل سيناء يجري عمليات تمشيط فقال لهم "اطمئنوا فالتعليمات الصادرة لهم بألا يتعرضوا لكم".. وله تسجيل آخر يوم 3 يوليو عن ضرورة تنفيذ عملية ضد خط الغاز وتم تنفيذها بعد 24 ساعة.. وللمعرفة، فإن تفجير الخط يسبب خسائر فادحة للاقتصاد المصري ولاحتياطي الغاز، والمتضرر الأكبر منه كانت دولة الأردن التي بلغ إجمالي خسائرها 2 مليار دولار.. الدكتور مرسي قال في تصريح علني بعد عملية الاختطاف إنه ملتزم بالحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين وهذه جريمة يجب المحاسبة عليها بالقانون.
كانت لدى اللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة السابق خطة للتعامل مع هذه القضية، وعندما عرضها على الرئيس السابق مرسي رفضها، وكان ذلك سببا من أسباب رحيله عن منصبه.. فلم يكن مطلوبا في ذلك الوقت أن يتحدث أي من رجال الأمن عن إعادة ضبط الأمور في سيناء.
في واقعة اختطاف الصينيين كارثة أخرى، حيث تم حينها اختطاف مجموعة من الصيينيين يعملون في مصنع أسمنت تابع للجيش المصري وتم إرسال وفد للتفاوض مع الخاطفين من السلفيين، في غياب أي ممثل للأمن أو الجيش أو الأزهر، وكانت المقايضة على أن يتم الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وفور الإفراج عنه بقرار مفاجئ من الرئيس السابق مرسي شخصيا، توجه إلى سيناء وكان يتصل بشقيقه المقيم على الحدود بين باكستان وأفغانستان عن طريق هاتف "الثريا" المتصل بالأقمار الاصطناعية.
شركة بريطانية بتمويل فلسطيني عرضت بناء مليون وحدة سكنية على الحدود وعارضتها المخابرات
حاول المهندس خيرت الشاطر إنشاء منطقة حرة بعمق 10 كيلو مترات على جانبي الحدود بين مصر وغزة بدعوى التنمية، ولكي تستكمل جاءت شركة بريطانية اسمها "البراق" وعرضت تنفيذ مليون وحدة سكنية في سيناء، عندما تتبعت اجهزة المخابرات الشركة وجدت أنها مملوكة بالكامل لفلسطينيين، ولمن لا يعلم أن مليون وحدة سكنية رقم كبير جدا، فإجمالي الطلب في سوق العقار سنويا في مصر كلها 500 ألف وحدة.. هنا تدخلت أجهزة الأمن ورفضت الموضوع وحصلت خلافات مع الرئاسة كانت ستحسم لصالح رغبة الرئاسة في وقت قريب أو بعيد، وسيتم العصف بمن اعترض عليها.. هذا هو الوطن البديل للفلسطينيين في غزة، ولمن لا يعلم فإن قطاع غزة هو أعلى المناطق في العالم من حيث الكثافة السكانية التي تقاس بعدد السكان على مساحة الأرض.. أكبر كثافة من الصين والهند وغيرها.
الدور الأمريكي في تدعيم حكم الإخوان ومسؤولية التنظيم عما يجري في سيناء:
أين الدور الأمريكي مما يجري؟.. هنا يأتي الحديث عن السيناتور الأمريكي جون ماكين وهو من صقور الحزب الجمهوري، وهو كان دائم التردد على مصر، أول زياراته كانت في فبراير 2011 ثم توالت الزيارات، ثم جاءت زيارته في 2012 لمناقشة قضية الجمعيات الأهلية، والتقى حينها خيرت الشاطر تحت لافتة الوساطة لدى المجلس العسكري للإفراج عن المتهمين في القضية وهنا كانت بداية العلاقة الطيبة بينه وبين الإخوان، حيث وعده الشاطر بالوساطة وخرج يشكر المهندس خيرت الذي استطاع أن يقول ما معناه أن الإخوان هم الطيبون والجيش هم النموذج الشرير الذي اتخذ قرارا ضد مصالح أمريكا.
في 15 يناير 2013 جاء ماكين وقابل الآتية أسماؤهم: الدكتور مرسي والدكتور هشام قنديل والدكتور عصام الحداد، الذي كان قد ساعده ليكون أول مسؤول مصري ليس على مستوى رئيس جمهورية يدخل البيت الأبيض، والتقي أيضا الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وكان لقاء تعارفيا، وكانت المعلومات التي لديه أنه شخص جاد ولا يتهاون في قضايا السيادة الوطنية.
بدا ماكين يتحدث عن سيناء وحماس وأثنى كثيرا على موقف الدكتور مرسي من الوساطة بين حماس وإسرائيل، هنا تجدر الإشارة إلى أن ما قام به الرئيس مرسي هو عقد هدنة عسكرية غير محددة المدة بين حماس وإسرائيل وليس مفاوضات تتنازل وفقها إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية، وتعيد للفلسطينيين حقوقهم.
للتدليل على أن الإخوان لديها سيطرة على ما يجري في سيناء أم لا دعونا نتابع المقطع الذي تحدث فيه الدكتور محمد البلتاجي أمام الكاميرات قائلا إنه "في اللحظة التي يعلن فيها الفريق السيسي إنهاء الانقلاب تتوقف العمليات في سيناء فورا".. هذا ليس كلام رجل يهذي.. هنا تظهر مسئولية الإخوان عما يجري في سيناء .. ومن ثم يجب ألا يحاكموا بتهمة التحريض على العنف فقط وإنما يجب أن يحاسبوا على هذه الجرائم في حق الوطن.
بعد انتهاء اتفاق حماس وإسرائيل جاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس السابق مرسي وكان بداية الشقاق والخصام مع القوى السياسية، بل ومقدمة لسقوط النظام الإخواني الذي انقلب على الدستور.. هذا الإعلان الذي أعلنه استنادا إلى التأييد والرضا الأمريكي، هو أعلنه وتبرأ منه الجميع ويجب أن تجيب لنا التحقيقات عن كواليس من أصدر هذا الإعلان.. ما يهم الأمريكان أنهم شعروا أن مصالحهم مع مرسي مضمونة وتسير من جيد إلى أفضل.
أمريكا وتركيا أكبر المتضررين من 30 يونيو.. والسيسي رفض تدخلات ماكين وعامله "بجفاء":
المشكلة الحقيقية في ما حدث في 30 يونيو والتي أزعجت أمريكا هي أنها قضت على التصور الأمريكي في التعامل مع جماعة الإخوان والذي يقوم على أنك بدلا من التعامل مع فروع التنظيم يمكنك التوصل لاتفاقات مع الرأس مباشرة ممثلة في المرشد العام للتنظيم.
أردوغان أيضا يشعر أنه متضرر شخصيا لثلاثة أسباب، أولها فشل الاتفاقات التجارية التي كان قد أبرمها مع الإخوان، وثانيها أنه غير قادر على إحراز النجاح في سوريا، الثالث أنه لديه هاجس من أن تقوم المؤسسة العسكرية بدور مشابه لما قامت به القوات المسلحة المصرية في 30 يونيو، وترد الصاع صاعين لتغول الإسلاميين عليها.
الغضب الأمريكي تمثل في الزيارة السادسة والأخيرة لماكين إلى مصر في 5 أغسطس، والتي التقى فيها الفريق عبد الفتاح السيسي هو والسيناتور لندسي جراهام، فهو طلب لقاء خيرت الشاطر والتقى السيسي في لقاء مدته 25 دقيقة وحضره أربع أشخاص لو أن كل منهم تحدث 5 دقائق لانتهي اللقاء، وبالتالي فهو في أفضل الحالات لقاء بروتوكولي، الفريق السيسي هو من أنهى اللقاء ولم يسمح بالحديث عن حدوث انقلاب أو التفاوض للإفراج عن قيادات الإخوان.. وبحسب معلوماتي كان اللقاء فيه جفاء كبير للغاية ولم يسمح السيسي بأي حديث يمس السيادة المصرية.
الفريق السيسي له تاريخ مع ما يحدث، فهو حصل على ما جيستير في بريطانيا ثم سافر لتلقي دورات في العسكرية في أمريكا، ووصف من قبل إحدى مدرساته بأنه ليس ثرثارا وأنه شديد الذكاء قليل الكلام، وكان معتدا بشرق أوسطيته، وغضب عندما وصف العسكريون العراقيون بأنهم برابرة، وقدم دراسة حول الديمقراطية في الوطن العربي، وقال "إن الديمقراطية لها ميراث تاريخي في مصر يجب فهمه وفق قانون الفعل ورد الفعل ولا يجب فهمه بتطبيق القواعد والمفهوم الغربي".. السيسي ليس عدوا لأمريكا ولكنه يقف ضد كل ما يمس السيادة الوطنية المصرية.
نفهم من هذا الأمر أن السيسي إذا وافق غدا على استئناف المشروع الإخواني الأمريكي سترضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا استمر فيما يقوم به سيستمر الضغط الأمريكي على مصر، وأعتقد أنكم تابعتم ما نشر في الصحف عن اجتماع في ألمانيا من مخابرات عدة دول لإحداث فوضى وشلل في مصر تمهيدا لتقسيم أقدم دولة مركزية في العالم .. لكن عناية الله أوحت للشعب المصري بالخروج للاعتراض على هذا المشروع.
أهمية سيناء وقناة السويس في التحكم في الشرق الأوسط:
نأتي إلى مايعترض مصر الآن من إخطار، فنجد أن تركيا ورئيس وزرائها نصب نفسه حاميا على ما يعتقد أنه الديمقراطية في المنطقة، وهناك أيضا الخطر الناجم من التهديد الغربي بضرب سوريا بصواريخ كروز من البحرية، ما يتسبب في توتر المنطقة، وقد يحدث توسيع للمعركة من سوريا إلى لبنان.
نأتي إلى طبيعة العلاقة بين مصر وسيناء، وهناك نظرية من أيام الكولونيل سيف أيام الحملة الفرنسية على مصر تقول إن من يسيطر على المضايق في سيناء يسيطر على قناة السويس ومن يسيطر على القناة يسيطر على الشرق الأوسط كله، ومن يتحكم في مضايق سيناء يتحكم في جبال طوروس ومن يتحكم فيها فقد تحكم في الشرق الأوسط.
إذا تحولت سيناء لوطن بديل وخرجت من سيطرة مصر والجيش المصري يسيطر على المنطقة .. إذا المشروع ليس مجرد أحداث عمليات عنف وإرهاب، وإنما من يتهمنا بإحداث انقلاب ليس حريصا على الديمقراطية بل حريص على مصالحه وطموحاته في المنطقة، ولعلكم ترون أن الوزير نبيل فهمي كان في زيارة إلى رام الله لدعم السلطة في مفاوضاتها مع إسرائيل وليس للاتفاق مع حماس، هذا هو المشروع المصري الذي لا تريده أمريكا.
نحن الآن علينا ألا يمزق أحد صفنا في الداخل وأن ننتبه إلى مصالح الناس فنحن لدينا أرقام مخيفة أولها أن وزير التضامن الإخواني السابق كان يقول إن لدينا 10 مليون أردب قمح ويرفض الاستيراد وفوجئنا، بأن الموجود فقط 3 ونصف مليون أردب، وجار تعويض النقص تم استيراد مليون ونصف وجاري تدبير الباقي، لدينا نقص في الزيت والأرز .. يجب ألا يخترقنا أحد ونقف جميعا مع دولتنا وجيشنا الذي استشهد من أبنائه من أجل وطننا .. وليحفظ الله مصر من كل سوء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.