تابعت "بوابة الأهرام"الأليكترونية في وقت متأخر أمس نشر ما وصفته بالجولة الثانية من المفاوضات بين جماعة "الإخوان المسلمين"، من جانب والقوات المسلحة من جانب آخر سواء المباشرة منها أو عبر الوسطاء، وذلك للوصول إلى اتفاق ينهي حالة الاحتقان المسيطرة على الشارع المصري. كانت الجولة الأولى وفقا لما نشرته "بوابة الأهرام"، الأسبوع الماضي قد نجحت في السيطرة على التصعيد المتبادل بين الجانبين بعد أحداث الحرس الجمهوري ووضع مبادئ للمصالحة الوطنية، تشارك بموجبها الجماعة في العملية السياسية، مقابل وقف الملاحقة القانونية لقيادات الإخوان بالإضافة إلى ضمان الخروج الآمن للدكتور محمد مرسي وقيادات الجماعة البارزين مثل المهندس خيرت الشاطر والمجموعة المعروفة إعلاميا باسم رجال الشاطر أو رجال "الباش مهندس". وتجددت المفاوضات بين القيادي الإخوانى الذي تحفظت "بوابة الأهرام"، على ذكر اسمه بشكل مباشر الخميس الماضي وسعى المفاوض الإخواني إلى إنهاء حالة الاحتقان على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وفقا لما جاء على لسانه خلال الاجتماعات التي عقدها بعدد من قيادات القوات المسلحة بمعنى "تمزيق الصفحة"، ومشاركة الجماعة في العملية السياسية. وعلمت "بوابة الأهرام" من المفاوض الإخواني نفسه ومن الوسيط الذي كان على علم بالمفاوضات أن قيادات القوات المسلحة أبدت استعدادًا على "مضض" للقبول بطرح القيادي الإخواني الذي شغل منصبا تنفيذيا رفيعا خلال الفترة الماضية وكان قبلها عضوا بمكتب إرشاد الجماعة. وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها القيادي الإخواني ذو النزعة الإصلاحية، أن رجال "الباش مهندس"، بالجماعة ومكتب الإرشاد، كانوا يسابقون الزمن بغية إعادة ترتيب آلية اتخاذ القرار بمكتب الإرشاد في ظل القبض على المهندس خيرت الشاطر وعدد من المجموعة القطبية بمكتب الإرشاد على رأسها الدكتور رشاد البيومي واختفاء زعيم تيار الصقور الدكتور محمود عزت عن المشهد السياسي. ونجح الدكتور محيي حامد عضو مكتب إرشاد الجماعة ومستشار الرئيس السابق، وأحد القيادات المؤثرة بقصر الرئاسة، والدكتور حسام أبوبكر عضو مكتب الإرشاد الذي شغل منصب محافظ القليوبية فى حركة المحافظين الأخيرة خلال تواجد الدكتور محمد مرسي فى الحكم، في مرماهم وأقاموا خيمة في رابعة العدوية لإدارة المشهد السياسي من داخل بؤرة الحدث. كانت هذه الخيمة تشكل لغزًا لكثيرين، إلا أن "بوابة الأهرام"، وعبر عدد من الشباب نجحت في اختراقها والتعرف على بعض ما يدور بداخلها وكانت المفاجئة أن رجلي الشاطر محيي حامد وحسام أبوبكر نجحا في الحصول على تفويض من المجموعة القطبية المهيمنة على الجماعة في إدارة المشهد السياسي بدعم من المهندس خيرت الشاطر. ويعلق شباب الإخوان الذين تحدثت لهم "بوابة الأهرام"، على إدارة المشهد بأنه يسوده حالة من الارتباك والارتجالية والعشوائية وعدم التنظيم واختفاء الرؤية المحددة الأمر الذي أسفر عن تضارب القرارات بشأن المسيرات وتنظيم الاعتصامات بالقاهرة والمحافظات الأخرى. وبلور رجلا الشاطر عددًا من السيناريوهات للتعامل مع الأزمة أول هذه السيناريوهات استغلال المفاوضات الدائرة بين القيادي الإخواني الإصلاحي والقيادة العامة للقوات المسلحة للوصول لصيغة تفاهم، حيث طرحت هذه المجموعة فكرة الإبقاء على المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للجمهورية على أن يجرى استفتاء أو تخيير للشعب المصري بين عودة الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية وخريطة طريق المستقبل التي أعدتها القيادة العامة للقوات المسلحة. وحمل القيادي الإصلاحي الطرح للقيادة العامة للقوات المسلحة، إلا أن هذا الطرح قوبل برفض من جانب قيادات الجيش الذين قالوا نصا "احنا مبنهزرش ولا بنلعب لعبة الكراسي الموسيقية"، مشيرين إلى أنه إذا ما كانت الجماعة جادة في سعيها للمصالحة عليها أن تشارك في العملية السياسية ويكون الحل من حيث انتهت قرارات القوات المسلحة. وفشلت الجولة الثانية من المفاوضات صباح اليوم.. حيث إن هناك طرفا عرض المصالحة على قاعدة الخروج الآمن، والطرف الآخر طرح الذهاب لاستفتاء حول عودة الدكتور محمد مرسي الرئيس السابق وهو ما كان ينذر بوقوع الصدام لا محالة، إلا أنه مع صلاة عصر اليوم ( أمس) دخل الوسيط الذي فتح قناة الحوار في الجولة الأولى بين الجانبين على خط التفاوض من جديد ليعطي بارقة أمل في إنهاء الأزمة. وعرض الوسيط -الذي من المتوقع أن يجري بنفسه جولة من المفاوضات المباشرة بعيدا عن الهواتف- المصالحة الوطنية الشاملة بمعنى أكثر وضوحا، وقوف الملاحقات الأمنية والقانونية لقيادات الإخوان عدا تلك التي تورطت في قضايا فساد ومشاركة الجماعة في الحكومة الانتقالية وتقنين أوضاعها بالإضافة إلى استمرارية حزب "الحرية والعدالة"، مقابل اعتراف الإخوان بالمرحلة الانتقالية الجديدة وفض الاعتصامات والتوقف عن التصعيد. وينتظر الجميع نتائج الجولة الثالثة من الحوار، المتوقع انطلاقها مع ساعة متأخرة من الليلة بين الوسيط وعدد من قيادات الإخوان الإصلاحيين الذين يتواجد بعضهم في السجون، فيما يواصل رجلا الشاطر وضع السيناريوهات المختلفة والتي ستقوم "بوابة الأهرام"، بعرضها في موضوع منفصل لاحقا بهدف مواصلة الضغط على القيادة العامة للقوات المسلحة.