وصل العسكريان الإيطاليان الملاحقان بتهمة القتل، الجمعة، إلى الهند، حيث ستتم محاكمتهما بعد موافقة الحكومة الإيطالية على مثولهما أمام القضاء في نيودلهي. وأعلنت شبكتا التلفزيون الهندي "إن - دي - تي - في"، و"سي إن إن - آي بي إن" أن ماسيميليانو لاتوري وسالفاتوري جيروني وصلا إلى نيودلهي على متن طائرة عسكرية إيطالية، يرافقهما نائب وزير الخارجية الإيطالي ستافان دي ميستورا. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سيد أكبر الدين، قال، في تصريح له، الجمعة، "إن الجنديين في طريقهما إلى نيودلهي"، وذلك بعد أزمة دبلوماسية استمرت عدة أيام بين البلدين عندما رفضت روما تسليمهما. والجنديان ملاحقان بتهمة قتل صيادي سمك هنديين، اعتقدا أنهما من القراصنة، وذلك عندما كانا مكلفين بتأمين ناقلة نفط إيطالية قبالة سواحل جنوب غرب الهند في 15 فبراير. وسمح القضاء الهندي لماسيمو لاتوري وسالفاتوري جيروني بالعودة إلى إيطاليا للتصويت في الانتخابات التشريعية، التي جرت في فبراير، بعد تعهدهما بالعودة إلى الهند بحلول 22 مارس. وأعلن سفير إيطاليا في الهند دانييلي مانشيني، آنذاك، أنه يضمن عودة الجنديين، إلا أن إيطاليا أعلنت في 11 مارس أن الجنديين لن يعودا "بسبب الخلاف بين البلدين". فإيطاليا تعتبر أن القضية ليست من صلاحيات القضاء الهندي، لأن الوقائع حصلت بحسب روما في المياه الإقليمية. وأثار هذا الموقف غضب السلطات الهندية، التي قررت منع السفير الإيطالي من مغادرة البلاد، ما أدى إلى توتر حاد بين البلدين. وهدد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج، إيطاليا، بأن القضية سيكون لها "عواقب" على العلاقات الثنائية، دون إعطاء إيضاحات أخرى ما لم تف روما بالتزامها. من جهتها، اتهمت إيطاليا الهند، الاثنين، بانتهاك التشريع الدولي عندما حظرت على السفير مغادرة البلاد. إلا أن الحكومة الإيطالية عادت وأعلنت، الخميس، أن الجنديين سيعودان إلى الهند، وذلك بعد أن حصلت على تطمينات خطية من السلطات الهندية حول طريقة معاملتهما و"حماية حقوقهما الأساسية". وأكد وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي، أن روما قررت إرسال الجنديين إلى الهند مجددا، بعدما حصلت على ضمانات بأنهما ليسا معرضين لعقوبة الإعدام. وقال الوزير الإيطالي لصحيفة لاريبوبليكا إن "الاتفاق مع الهند ينص على أنه من المستبعد في هذه الحالة تنفيذ عقوبة الإعدام التي ينص عليها القانون الهندي، فيهما". وأضاف أنه حصل أيضا على تأكيدات بشأن "شروط حياتهما اليومية"، بعد عودتهما إلى الهند، دون أن يضيف أي تفاصيل. وأشاد وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد بانفراج الأزمة. وصرح الجمعة "الدبلوماسية لا تزال بخير حتى عندما يظن الجميع أن الأمل مفقود".