على الرغم من أن الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكنه أن يلعب دوراً جوهرياً على صعيد دفع عجلة النمو الاقتصادي وإعادة هيكلة أساليب العمل والحياة الشخصية للمستخدمين في الشرق الأوسط، إلا أن هذه الأنظمة والتقنيات لا تزال تعتبر مجرد أدوات دعم في كثير من الأحيان، الأمر الذي يبقي فاصلاً بين العالمين المادي والرقمي . ولكن يبدو أن هذا المفهوم سيتغير في ،2013 لاسيما مع توقع الارتفاع الهائل لانتشار الأجهزة والاتصالات المتنقلة وخدمات البيانات، وارتفاع حدة المنافسة في عالم الأجهزة، سيما الذكية منها، وتوقُّع المحللين بأن منطقة الشرق الأوسط ستواصل زيادة الاستثمار في تكنولوجيا الاتصالات . ويقول شي ياوهونغ، رئيس شركة “هواوي" في الشرق الأوسط، المتخصصة عالمياً في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ل"الخليج" حول أبرز التغيرات المتوقعة في قطاع الاتصالات المحلي: لا تنفصل التنمية الاجتماعية، إلى حدّ ما، عن التطور التكنولوجي والعلمي . الاتصال بين الشبكات والبيانات والتخزين أبرز معايير التطور أوضح مثال على ذلك، ما شهده العام 2012 من موجات تطور عديدة أبصرت النور بفضل تقنيات المعلومات والاتصالات، بما فيها تلك المستخدمة لأغراض الأعمال الدولية والترفيه المنزلي والتواصل الاجتماعي . ويضيف بينما نلاحظ أن عدد مستخدمي الإنترنت تجاوز 4 .2 مليار في 2012 (أي أكثر من 34% من عدد سكان العالم) وأن هذا العدد ينمو بنسبة 8% سنوياً تقريباً، نجد أن عدد مشتركي الهواتف الذكية اليوم يبلغ 1 .1 مليار، ما يشكل زيادة مذهلة بنسبة تزيد على 42% مقارنة مع ،2011 وكذلك بلغت مبيعات التجزئة الإلكترونية حول العالم العام الماضي 1 .1 تريليون دولار أمريكي، وكل ذلك لا يتعدى مجرد كونه بداية فقط . وبالتركيز على وضع قطاع الاتصالات على الصعيد المحلي قال رئيس شركة “هواوي": نعتقد أن ابتكارات المنطقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستنبثق عن 4 محاور رئيسة في ،2013 وتشمل: تحويل التدفق الكبير للبيانات إلى تعامل فوري مع البيانات، وإعادة هيكلة بنية تخزين المعلومات، والاتصال البيني لشبكات النطاق الترددي العريض، وتزويد الأجهزة بمزيد من التقنيات الذكية . وبالنسبة إلى تحويل التدفق الكبير للبيانات إلى تعامل فوري مع البيانات يشير هونغ بالقول: نعاصر اليوم ما يسمى “التفاقم الهائل" في المعلومات، ففي 2012 تولَّد ما يصل إلى 4 .2 زيتا بايت من البيانات (أي ما يعادل 4 .2 مليون تترا بايت) على مستوى العالم، ولنضع الأمور في نصابها لإدراك أهمية ذلك، علينا معرفة أن تخزين هذا الحجم من البيانات يحتاج إلى 3 تريليونات قرص DVD، مع العلم أنه من المتوقع نمو كمية البيانات المتولدة بنسبة أربعة أضعاف بحلول 2020 . ومن خلال الجمع بين القدرات التحليلية للدماغ البشري لتحديد النماذج السلوكية، إلى جانب قدرات الحواسيب على معالجة البيانات، سنتمكن في 2013 من تحليل الحجم الكبير للبيانات بشكل أسرع لاستكشاف العلاقات والأهداف ونماذج الاستهلاك وتنقل المعلومات . ولدى التحول من تدفق كبير للبيانات إلى تعامل فوري مع البيانات، لن تعمل أنظمة تكنولوجيا المعلومات كأنظمة دعم للمعالجة اللاحقة بعد الآن، بل ستعمل في الوقت الفعلي لتعزيز كافة أنواع الأعمال، ما يعتبر تحولاً جذرياً في مجال تكنولوجيا المعلومات . وحول إعادة هيكلة بنية التخزين أوضح هونغ أنه من شأن إعادة هيكلة مراكز البيانات أن تعزز قاعدة دعم التعامل الفوري مع البيانات ومع استمرار تطور تقنيات الإنترنت، بدأت البيانات بالانتقال من الحواسيب إلى السحب الحاسوبية، ما أدى ارتفاع حاد في كميات البيانات الافتراضية في الشرق الأوسط وخارجه . وإن الحاجة إلى تخزين مثل هذه الكميات الهائلة من البيانات في 2013 سيُفرز نوعاً جديداً من الابتكارات في بنى التخزين المحلية . وبالإشارة إلى شبكات النطاق العريض والاتصال البيني أكد هونغ أن انخفاض القدرة الاستيعابية لشبكات الاتصالات يعتبر من أبرز معوقات نمو مجتمعنا الرقمي وتجربة المستخدمين فيه، ولدفع عجلة التحول للمجتمع الرقمي، لا بد من استخدام شبكات ذات نطاق ترددي أكثر عرضاً لإتاحة وصول شبكي أكثر سلاسة، وهو أساس بناء المجتمع الرقمي . ومن خلال تبني المفاهيم الرئيسة للشبكات المرتكزة على البرمجيات، مثل التقنيات الافتراضية والبرمجة المركزية للمصادر والتطبيق التلقائي للأنظمة والتقنيات، سيتمكن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة من إدارة حركة البيانات بشكل أكثر ذكاءً . ورداً على ما نراه في سوق الاتصالات المحلي من تزويد الأجهزة بمزيد من التقنيات الذكية وهل يعد ذلك كافياً لتطور القطاع أعرب رئيس شركة “هواوي" في الشرق الأوسط عن اعتقاده بأن 2013 سيشهد مزيداً من الحراك على مستوى تزويد الأجهزة النقالة، كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بعدد كبير من التقنيات الذكية من خلال قدرات الاستشعار وإدراك سياق الاستخدام . ففي نهاية المطاف، لا يقتصر ذكاء الأجهزة على ميزات وحدات المعالجة المركزية أو أنظمة التشغيل، بل من خلال تطوير تقنيات استشعار متعددة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة استشعار الضوء وتقنية ضبط الاتجاه (جيروسكوب) وأدوات الأشعة تحت الحمراء، يمكننا ابتكار أجهزة ذكية تتجاوب مع حركات المستخدم وتعتبر امتداداً لجهازه العصبي .بحسب الخليج