كتب - محمد فارس: تباينت أراء الخبراء والسياسيين حول مانشر على موقع أموال الغد" اليوم تحت عنوان "مستقبل مصر مرهون بالرئيس الجديد .. قضية اليوم"، حيث أيد بعضهم ماتضمنه التقرير من توريث الحكم فى مصر وليبيا واليمن ، بالاضافة الى التدخل الامريكى فى الشأن العام والخاص المصرى ، مما يترتب عليه موافقة أمريكا على رئيس مصر القادم . وعلى الجانب الآخر رفض البعض ما تضمنه التقرير ، نافين وجود فكرة توريث الحكم فى مصر ، بسبب الثقافة والحرية والديمقراطية التى يتمتع بها الشعب المصرى ، بالإضافة لإختلاف الطبيعة المصرية عن كل من ليبيا واليمن الذان تسير عليهما الطبيعة القبلية والعرقية . فى البداية قال الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية ، أن مشروع توريث الحكم فى مصر قائم ولن ينتهى ، لان الولاياتالمتحدةالامريكية راضية عن ذلك بسبب ارتباط مصالحها بالرئيس مبارك الأب ، وبالتالى فان وصول جمال مبارك لرئاسة مصر يعد استمرار لإحتفاظ أمريكا بمصالها هنا . وأوضح ان توريث الحكم ليس فى مصر فقط ، إنما فى كل بلدان المنطقة العربية والخليج ، والولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى الى ترسيخ هذا المبدأ بالمنطقة معتمدة فى ذلك على سياسة "العصا والجزرة" كى لا يكون هناك رئيس عربى قوى وقادر على اتخاذ قرار يتعارض مع مصالحها، مثلما كان الحال فى العراق فترة الرئيس السابق صدام حسين . وأضاف :"حرص الحكام العرب على توريث الحكم لأنبائهم ، جعلهم يقدمون تنازلات كثيرة للإدارة الأمريكية ، بهدف تحقيق حلمهم ، بعد استغلال أمريكا لذلك كأداة من أدوات الضغط على الحكام العرب . وأكد نافعة، على ضرورة موافقة الادارة الامريكية على الرئيس القادم ليس فى مصر فقط إنما فى أى دولة عربية ، من أجل عدم وصول شخص الى الحكم يمثل خطر على أمن اسرائيل "الفتى المدلل لأمريكا"و"الذراع الأيمن لها فى المنطقة" . ولفت نافعة، الى ان الولاياتالمتحدة لن تقوم بتغيير خريطة الحكام العرب حفاظا على مصالحا ، ولكن اذا كانت هذه النظم غير قادرة على الحفاظ بكراسيها ، ففى هذه الحالة سوف تتدخل لتغيير الحاكم . وشاركه الرأى، السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ، نائب رئيس حزب الغد، مؤكدا على ضرورة موافقة الولاياتالامريكيةالمتحدة على الرئيس القادم لمصر، بسبب الحفاظ على مصالحها فى المنطقة ، لأن استقرار مصر يعنى الاستقرار لدول المنطقة المنطقة العربية جميعها ، كما أن امريكا لا تريد إعادة التجربة "الناصرية" لأنها أثرت على الشعوب العربية كلها ، وبات حلم التخلص من النظم الاستبدادية يراود الجميع أنذاك . وأضاف " التدخل الامريكى فى الشأن المصرى ليس جديدا ، لأنها تتدخل فى القرارات المصرية منذ عهد الملك فارق ، وإستطاعت التعامل مع الرئيس جمال عبدالناصر بما يخدم مصالحها ، لافتا الى ان ما تقوم به أمريكا من الحديث عن الحريات وترسيخ الديمقراطية فى الدول العربية لا يعدو كونه "كلام"فقط للضغط على الحكام العرب. واوضح الغطريفى ، الهدف من هذا التقرير ، وهو إعطاء الرؤساء العرب الجدد السرعية أما مواطنيهم ، لأن ذلك يضمن استقرار النظم العربية والذى ينعكس بدوره على استقرار المصالح الامريكية بالمنطقة . وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إذا استطاع الشعب المصرى إثبات موقف عدم الاستقرار السياسى لمصر فى ظل التوريث ، فمن الممكن أن تتراجع أمريكا عن مساندتها لفكرة التوريث . على الجانب الآخر ، قال الدكتور جمال السعيد ، أمين تنظيم أمانة القاهرة للحزب الوطنى، أن التقرير الذى نشر فى مجلة"ناشيونال إنترست" الامريكية وبعض الصحف المصرية ، لا يتخطى كونه تقرير بحثى يعتمد على الاجتهادات والتحليلات غير الدقيقة ، مشيرا الى أن التقرير إعتمد فى نتائجه الى أراء بعض المعارضة المصرية فقط ، والتى تتخذ من الحديث عن التوريث مكانة فى المجتمع السياسى المصرى ، ورفض السعيد، التعليق على توريث الحكم فى كل من اليمن وليبيا ، معللا ذلك بقوله "لكل بلد طبيعة خاصة" ، ومصر دولة أكبر من يأتى حاكمها دون إرادة الشعب . وأضاف السعيد، العمل الحزبى الذى يقوم به جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى ، لايهدف الى التوريث ، لأن العمل السياسى أو الحزبى حق أصيل لكل مواطن ، والدستور ينص على ذلك ، وبالتالى لا يجب الحديث بدون دلائل عن أى شخص ناجح فى عمله . وأشار الى ان مصر تشهد حالة حراك سياسى كبير بداية من عام 2000 ، و أحزاب المعارضة تشارك فى هذا الحراك مستخدمه حقها الدستور فى ذلك ، لافتا الى ان المواطن المصرى يتمتع بحرية وديمقراطية كبيرة يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه واختيار من يحكمه من خلال الانتخابات المزمع إجراؤها 2011 . من جهته، إستبعد أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، توريث الحكم فى مصر ، قائلا مصر تختلف كثيرا عن ليبيا واليمن ، اللذان تسيطر عليهما الطبيعة القبلية والعرقية ، وهوما ليس فى مصر. وأضاف ، الحديث عن التوريث مجرد "شو إعلامى" فقط تشارك فيه بعض الفضائيات المعادية لمصر، على الرغم من أن حاكم هذه الدولة وجودة فى الحكم ليس شرعى. وعن التحركات والأنشطة المكثفة لجمال مبارك، رئيس السياسات بالحزب الوطنى، قال حسن ، جمال لديه طموح سياسى ، ولكن هذا لايعنى أنه يريد حكم مصر من خلال التوريث .