"اللون الأحمر مش بس هو لون فانلة الأهلى الفائز بكأس إفريقيا.. ده كمان لون الدم.. أنت وضميرك يا شعب مصر شايف اللون الأحمر بيعبر عن إيه عندك".. بهذه العبارات أعرب آلاف المصريين على "فسيبوك" عن غضبهم من الاحتفالات بانتصارات الأهلي بينما دماء تلاميذ قطار أسيوط لم تجف. وتحول حادث قطار أسيوط الذي وقع اليوم السبت، وراح ضحيته نحو 51 شخصا، إلى ساحة من الاتهامات المتبادلة على موقع التواصل الاجتماعي ال"فيسبوك". "لسه دم الأطفال مانشفش على الأرض والناس هايصة بمكسب الأهلي، آه يابلد أرخص ما فيكي دم الغلابة".. أعادت هذه الكلمات الأذهان إلى حادث عبارة السلام، والتي راح ضحيتها المئات من المصريين، وكان الرئيس السابق مبارك قد احتفل مع الجمهور في استاد القاهرة بحصول مصر على كأس أمم إفريقيا. وبدأ العديد من هؤلاء الشباب في توجيه اللوم والانتقاد الشديد لجماهير الأهلي التي احتفلت بفوز ناديها على الترجي التونسي والحصول على كأس دوري أبطال إفريقيا، وقالوا: لما مات جمهور ناديك فى مباراة ببورسعيد بكى الكل على رحيلهم.. ولما مات 50 طفلا وناديك كسب.. هللت وطفت الميادين والشوارع وولعت الشماريخ والصواريخ.. إذا لم تستح فاصنع ماشئت". ودافع أحد الأشخاص عن موقف الإخوان المسلمين، قائلا: قبل ما الناس تتكلم عن الإخوان أو غيرهم أو مين المسئول عن الحادث.. ياريت تتفرجوا على القهاوي والزحمة إلى فيها عشان الماتش وكأن مفيش أي حاجة حصلت عشان تعرفوا أن العيب مش في أي حد بيحكم مصر.. (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).. وحسبي الله ونعم الوكيل". وعلق أحد المتابعين له: أتمنى من جماهير الأهلى التى تطوف شوارع القاهرة أن يحترموا أسر الشهداء اللى ماتوا اليوم وعلى ألتراس أهلاوى ألايتكلم بعد اليوم وصفحته الرسمية اليوم أكبر دليل". صرخات الأطفال وأنين أمهاتهم، جعلتها عاجزة عن سماع أصوات الجماهير في الشوارع: آسفة مش قادره أسمع صوت هتافكم لفريق كرة.. وداني سداها صرخات عيال مليانة رعب". وتساءل أحد الأعضاء: كيف يفرحون بمباراة وهناك أطفال ذهبوا وتركوا أهاليهم فى حسرة وانكسار كانوا قرة أعينهم؟، حينما يحدث مثلما حدث فى مصر تستقيل الحكومة بأكملها لكن فى مصر ..!، هل أحد يعلم كيف يعيش آباء وأمهات هؤلاء الأطفال الأبرياء الذى قضي عليهم الإهمال؟ إلى جنة الخلد يا عصافير الجنة.. (إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ)". وأنهى أحد الأعضاء تعليقاته قائلا: أخاف أموت فى يوم ويبقى فيه بطولة فعزايا يبقى مولد يا خسارة عالرجولة".