اتفق رؤساء الأحزاب، الذين التقوا الرئيس المنتخب، الدكتور محمد مرسي، صباح اليوم الخميس بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الاتحادية بمصر الجديدة على أن البداية مبشرة. وقال أحمد جمال التهامى، رئيس حزب "حقوق الإنسان والمواطنة: إن الاجتماع مع رئيس الجمهورية، ورؤساء الأحزاب كان لقاؤنا مثمراً، أوضح فيه رئيس الجمهورية خطة العمل المستقبلية، ودعم دور الأحزاب فى المستقبل، ووعد بأن يكون الاجتماع معنا اجتماعا دوريا كل شهر لمناقشة القضايا المجتمعية التى تهم المواطن بالدرجة الأولى. وأضاف التهامى، إن الدكتور مرسي أكد على دعم مفهوم المواطنة والديمقراطية لدى رجل الشارع، وأن الديمقراطية ممارسة وليست أحاديث، وأن علاقة مصر بالدول الخارجية والخلافات مع دول حوض النيل وغيرها، ستكون فى عين الإدارة المصرية فى المرحلة المستقبلية هذا بجانب احترام وسيادة القانون، وتأكيد دور الدولة واستقلال القضاء والعمل على دعم الأحزاب فى المرحلة القادمة ليكون لها الدور الريادى فى ثقافة المجتمع وممارسة السياسية من خلال القنوات الشرعية التى حددها القانون والدستور. وقال محمد أنور السادات، رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" إن اللقاء يأتى فى إطار سلسلة من اللقاءات والمشاورات يقوم بها الدكتور محمد مرسى مع كل أطياف الشعب وممثليه، سواء مثلما شاهدنا خلال الأيام الماضية ممثلين للكنيسة والأزهر وقيادات سياسية وائتلافات شبابية، واليوم رؤساء أحزاب ومفكرين وإعلاميين. وأشار السادات إلى أن الحديث اتسم بقدر من البساطة، والدكتور محمد مرسى استمع للجميع ووعد باستمرار هذه اللقاءات، موكداً على أن البداية مبشرة بالخير "إن شاء الله"، وسوف تستمر اللقاءات لتحقيق كل أحلام وآمال المصريين فى الفترة المقبلة. وأضاف السادات، إن اللقاء لم يتطرق لتفاصيل أداء الدكتور مرسى لليمين الدستورية، مؤكدا أن هذا الأمر سيتم حسمه خلال الساعات القادمة، مشيراً إلى أنه لم يتم التطرق أيضا لكيفية تشكيل الحكومة الجديدة، وأن الرئيس المنتخب أكد على أنها ستشمل كافة الأطياف والقوى السياسية حيث أكد عدد من رؤساء الأحزاب على ضرورة أن يتم اختيار الحكومة الجديدة وفقا للكفاءة والاعتماد على أصحاب الخبرة. من جانبه قال الدكتور ناجى الشهابى، رئيس حزب "الجيل" إن الرئيس المنتخب تحدث خلال اللقاء حول أهمية المصالحة الوطنية الشاملة، وتحديات المرحلة المقبلة، ووضع المرأة والأقباط والبطالة وكيفية حلها، وأشار إلى أن الدكتور مرسى تعهد بتنفيذ ما جاء فى برنامجه الانتخابى، وما تعهد به فى جولة الإعادة. وأكد الشهابى أن الرئيس طالب بتضافر كافة الجهود المصرية، وفى مقدمتها الأحزاب السياسية فى مصر لمواجهة المهمة الصعبة والإرث الثقيل، وأن يكون هناك تشاور مستمر بما فيه يعود بالخير على جميع المصريين. وأوضح الشهابى، أن رؤساء الأحزاب طالبوا الدكتور مرسى، بأن يكون رئيسا لكل المصريين وعدم استنساخ حزب وطنى جديد، وأن يتخلى عن انتمائه الحزبى بالحرية والعدالة وتنفيذ مطالب الثورة وفى مقدمتها تداول السلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية. من جانبه قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب "غد الثورة"، إن لقاء الرئيس بالأحزاب المصرية يعد لحظة هامة فى تاريخ مصر لأنه منذ عام 1981 وخروج المعارضين من السجون ووصولهم إلى قصر الرئاسة لم يتم فى هذا المكان لقاء بمثل هذا الوضوح والصراحة والانفتاح والتواصل، والرغبة فى بناء تحالفات حقيقية بين مؤسسة الرئاسة التى كانت منعزلة لسنوات طويلة وبين الجماعة الوطنية المصرية الممثلة فى الأحزاب والقوى الوطنية. وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتى ضمن اللقاءات التى يعقدها الدكتور محمد مرسى منذ انتخابه رئيسا للجمهورية "للم شمل" القوى الوطنية وتحقيق المصالحة بين طوائف الشعب المختلفة، وأوضح أن الرئيس، أكد خلال اللقاء على عدد من الأمور أهمها مدنية الدولة بعد التخوفات التى ثارت عقب كلمة الدكتور مرسى الأولى للشعب المصري حيث لم يرد فيها ذكر لهذا الأمر. وأضاف نور أن الدكتور مرسى، أكد خلال اللقاء أن عدم ذكره للفنانين والمبدعين خلال كلمته الأولى لم يكن مقصوداً وأنه يحترم الحق فى الإبداع والتعبير وأن هذا التزام منه. وحول مطالب الأحزاب فى مليونية الغد، قال الدكتور أيمن نور، إن اللقاء لم يتطرق لهذا الأمر وأن هناك توافقا واضحا وتوجها عاما على تحقيق الاستقرار والتمسك بمبادئ وقيم الديمقراطية. ومن جانبه قال المهندس أحمد أبو النظر رئيس حزب "نهضة مصر"، إن هذا اللقاء يعد رسالة طمأنينة من الرئيس المنتخب بعدم إقصاء أياً من القوى الوطنية أو الأحزاب التى لم تسانده فى الانتخابات الرئاسية، وطالب رئيس حزب "نهضة مصر" القوى السياسية المحيطة بالرئيس أن تتركه يعمل ليكون رئيسا لكل المصريين دون دفعه إلى اتجاه معين. ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب "التحرير المصرى" إن هذا اللقاء بداية لانتهاء مرحلة فوز الرئيس بنسبة 99 % وتطبيق مرحلة جديدة تعتمد على فوز الرئيس بنسبة 51.73 %، وهذا هو المناخ الديمقراطى الموجود فى العالم كله، بأن يكون هناك كتلتان فى الانتخابات متساويتان إلى حد ما. وأكد الدكتور إبراهيم زهران أن رئيس الجمهورية، أنه رئيس لكل المصريين، وليس من أعطوه أصواتهم فقط فى الانتخابات مشيرا الى أن عدداً من رؤساء الأحزاب المشاركين فى اللقاء أكدوا أنهم لم ينتخبوا الدكتور مرسى لكونهم على ثقة من أنه سيكون رئيسا للجميع دون إقصاء. وقال إنه تم خلال اللقاء، وضع خطوط عريضة وأفكار رئيسة للمستقبل، ونحو نهضة حقيقة لمصر، وأن هذا اللقاء مقدمة لاجتماعات شهرية قادمة، يسبقها ورش عمل لدراسة الموضوعات التى سيتم مناقشتها خلال لقاء الرئيس. ومن جانبه قال محمد صلاح زايد، رئيس حزب "النصر"، إن الاجتماع يعد بداية طيبة فى إطار المصالحة الوطنية مطالبا بضرورة عدم إقصاء أياً من الأحزاب السياسية خلال بناء الدولة المصرية الجديدة والابتعاد عن تكريس دور حزب دون الآخر. وطالب زايد، بتدعيم علاقات مصر مع دول حوض النيل والاتجاه نحو دول إفريقيا باعتبارها هى مستقبل مصر فى العلاقات الخارجية. وقال إن الحزب سيطرح على مؤسسة الرئاسة تقليص عدد الوزارات إلى 22 وزارة بدلا من 32 وزارة، وذلك من خلال دمج بعض الوزارات مع الأخرى. كما أكد على وحدة أبناء الشعب المصري بمافيها النوبة وأسوان اللتان تعدان البوابة الرئيسية لمصر تجاه إفريقيا، مطالبا بعدم تهميش الصعيد كما كان يحدث فى النظام السابق.