أكد عدنان يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية ان تدهور الأمور في مصر. يؤثر بشكل كبير علي الدول المحيطة بها مباشرة. بما فيها دول الخليج. لأن هناك ارتباطا اقتصاديا مباشرا معها. مشيرا الي وجود استثمارات كثيرة حكومية خاصة من دول الخليج في مصر. وأي خلل في مصر سينصب في دولنا الخليجية. اقترح عدنان يوسف إنشاء صندوق لحماية الاقتصاديات العربية. يتم تمويله من الدول الخليجية. لدعم ومساندة الدول العربية التي تمر بمشاكل مالية. وكذلك دعم الصناديق الموجودة بالفعل. بميزانيات كبيرة. مشيرا الي ان دول الربيع العربي تحتاج بدلا من التمويل النقدي المباشر. الي تقديم مشروعات تنموية ناجحة عن طريق المؤسسات والصناديق بالدخول والاستثمار فيها. وهو مايحقق مصلحة الطرفين. ويشجع الصناديق السيادية والخاصة علي تقديم الاموال. وخاصة عندما تجد مشروعات ناجحة. وقال عدنان يوسف ان مصر كانت في طريقها لتصبح دولة اقتصادية قوية كتركيا. ولكن مع الازمة السياسية وما رافقها من دور إعلامي سيئ سواء عربيا أو دوليا. أدي الي توقف هذا الكيان عن النمو. مشيرا الي أن "دول الربيع العربي خاصة مصر وتونس تحتاج الي جذب المستثمرين بشكل كبير. وبالتالي لابد ان يقوم الاعلام بدور قومي في هذا السياق. لان هذا الاعلام هو مايثير مخاوف المستثمرين بشكل غير طبيعي". وأشار الي أن هذا الدور السلبي للاعلام. لم نجده في دول عديدة مرت بإفلاسات وليس أزمات مؤقتة. ولم يقدم الاعلام هذه الصورة السيئة للأوضاع في هذه الدول. وقال "للاسف الاعلام الغربي ساهم في هذه الصورة السلبية. في الوقت الذي لم يكن الاعلام العربي علي نفس المستوي في توضيح الصورة الحقيقية. بل ساهم في تضخيم اي أخطاء كانت موجودة سواء من جانب الافراد أو الحكومات رغم أنها قد تكون طبيعية. لأن الجميع يخطئون". وطالب يوسف دول الربيع بفتح الأبواب للاستثمار الأجنبي. وتهيئة الأوضاع لجذب المستثمرين. خاصة وان المساعدات والمنح التي كانت تحصل عليها سابقا من بعض الدول الغنية. لم تصبح متاحة حاليا. لان هذه الدول المانحة لم تعد قادرة علي تقديم المساعدات حيث تمر بأزمات اقتصادية متتالية خاصة في دول اليورو وهو ما يستوجب اهتمام هذه الدول بنفسها. واستغلال كل الطرق الممكنة للتعافي وتحقيق التنمية الاقتصادية". وحول الصعوبة التي توجهها بعض الدول العربية في الحصول علي تمويل من "صندوق النقد" في الوقت الذي يتم تقديم عشرات ومئات المليارات من الدولارات للدول الاوروبية. اوضح يوسف ان مساعدات الصندوق ترتبط بقدرات الاقتصاد الفعلية. واشار الي ان دول الربيع العربي. لاتحتاج الي تمويلات تجارية عن طريق الصكوك وغيرها لمدة ثلاث أو أربع سنوات. ولكنها تحتاج لتمويلات طويلة الأجل. تساعدها في تحقيق نمو اقتصادي بشكل مقبول. وبالنسبة لتداعيات الازمة المالية العالمية. ومدي تعافي دول المنطقة منها. قال يوسف. "ان التداعيات مستمرة ومازالت موجودة. لان الاقتصاد مرتبط علي المستوي العالمي. مضيفا: "إن دول الخليج عوضت تداعيات الركود السابقة. ومادامت اسعار النفط مرتفعة. فهذا يعني مزيدا من الدخل للدول الخليجية. ولكن في الوقت نفسه. اذا حدث الانكماش في أوروبا فينعكس هذا بالنقص علي وارداتها من النفط. وبالتالي سينعكس مباشرة علي إيرادات دول الخليج". أكد رئيس اتحاد المصارف العربية. ان الدول العربية مطالبة حاليا بدور أكبر في صندوق النقد الدولي. مشيرا الي أن الفترة الحالية تشهد أوضاعا غير مسبوقة تاريخيا. حيث كان المعتاد في الازمات الاقتصادية ان نجد الركود والبطء في دولة او أثنتين. أما الآن فحدث العكس. حيث تمر جميع الدول الكبيرة بتداعيات ازمة اقتصادية. باستثناء دولة أو اثنتين. معربا عن اعتقاده ان دعم صندوق النقد سيساعد هذه الدول علي مواجهة هذه التداعيات التي تؤثر علي الاقتصاد العالمي بكامله. قال يوسف ان المساعدات الكبيرة التي قدمتها الدول النامية للصندوق لابد ان يقابلها دور تنفيذي لهذه الدول في ادارة الصندوق. الذي ترك للدول الغنية عشرات السنين. والآن حان الوقت لتكون الدول النامية راعية هذا الصندوق. وتلعب دوراً أساسياً في الادارة التنفيذية لهذه المؤسسة الدولية. التي ابتعدت عنها كثيرا خلال الفترة الماضية. المصدر: الجمهورية