تستطلع باكستان اليوم هلال شهر رمضان المبارك وتجري استعدادات الباكستانيين على قدم وساق لاستقبال الشهر الكريم .الا أن أولوياتهم واهتماماتهم في الاستعداد لرمضان مختلفة بقدر مابينهم من اختلاف وتباين. فبينما يهرول البسطاء الى الأسواق لشراء مستلزماتهم من المواد الغذائية الأساسية كل حسب استطاعته ومقدرته الشرائية في ظل غلاء جامح لايرحم يتدافع الأثرياء الى البنوك لسحب ملايين الروبيات من حساباتهم قبل حلول الشهر الكريم لتجنب خصم الزكاة من أموالهم. وبلغ هذا التزاحم ذروته في البنوك خلال الأيام الماضية بينما اصطفت طوابير انتظار طويلة أمام ماكينات الصراف الآلي /ايه تي ام /. ووفقا لمصادر مصرفية فإن البنوك تقوم في الأول رمضان من كل عام بخصم الزكاة بنسبة 2.5 % على مايزيد عن النصاب. ويجوز للمواطنين أن يتقدموا بطلبات لاعفائهم من خصم الزكاة ولكن معظم أصحاب الحسابات لايكترثون بالموعد المحدد لتقديم نموذج الإعفاء والذي ينتهي في التاسع والعشرين من شهر رجب ويلجأون الى هذا الأسلوب للافلات من خصم الزكاة من أموالهم و سحب عدد كبير من المواطنين مبالغ كبيرة من حساباتهم هذا العام وهو ما فاقم المشاكل التي واجهتها البنوك حيث تعين عليها تدبير مبالغ اضافية لضمان السيولة . وشوهد العديد من أجهزة الصراف الآلي وقد نضبت من المال خلال الأيام الثلاثة الماضية . ويدافع الأثرياء عن أنفسهم ويبررون مايفعلونه بأنهم يريدون إخراج الزكاة عن أموالهم ولكنهم لا يثقون بالحكومة. وقال أحدهم أنه ليس متأكدا من أن الأموال ستصل إلى مستحقيها ، أم أنها ستذهب إلى جيوب المسئولين الفاسدين. لذا قرر أن يبحث بنفسه عن شخص يستحق ويعطي له الزكاة بنفسه. وقال مدير عمليات مصرف محلي أن البنك يواجه هذه المشكلة كل عام قبل بدء شهر رمضان ويستعد لها بتدبير أموال اضافية للأشخاص الذين يسحبون مبالغ ضخمة لتجنب خصم الزكاة ولكن هذه السنة كانت السحوبات أكثر بكثير مقارنة بالعام الماضي وهو مااعتبره مؤشرا على تراجع مستوى الثقة في الحكومة.