لجأت معظم البنوك الكبرى العاملة داخل القطاع المصرفي إلى إجراء تعديلات جذرية فى استراتيجياتها التوسعية ليس فقط على المستوى المحلى ولكن خارجيا مدعومة بالآثار التي خلفتها الثورة المصرية على السوق ليتوقف معها توسع البنوك نحو العديد من البلدان العربية أبرزها السعودية وليبيا والسودان والإمارات والعراق والجزائر وسوريا والتي كانت تعتزم بنوك الاهلى المصري ومصر والتعمير والإسكان والتجاري الدولي للعديد من الأسباب . حددتها الإدارات التنفيذية للبنوك فى الأحداث والتقلبات السياسية التى أصابت العديد من البلدان العربية بالاضافة الى الأحداث السياسية فى مصر وعدم اتضاح الروئ والتي تحتاج من البنوك مساندة ودعم الاقتصاد القومى خلال الفترة الراهنة خاصة وان السوق يحتاج الى الدعم وضخ السيولة به. قال فتحي السباعي رئيس بنكي التعمير والإسكان أن بنكه يعيد النظر في خطته التوسعية التي كان يستهدفها خلال الفترة المقبلة في مجموعة من الدول العربية خلال الفترة المقبلة لنظرا للأحداث الجارية في مصر إلى جانب الظروف الراهنة والتوترات السياسية التي تمر بها معظم البلدان العربية. وأضاف أن مصرفه كان بفكر جديا خلال الفترة المقبلة بالتواجد في مجموعة من البلدان العربية أبرزها السعودية، العراق والسودان عن طريق الحصول على رخص لبنوك أو الاستحواذ على بنوك قائمة أو من خلال إنشاء شركات للتمويل العقاري. أوضح أن توجه البنك نحو التوسع بتلك الدول يرجع إلى امتلاكه كافة المقومات التي يستطيع من خلالها تحقيق معدلات ربحية جيدة خاصة وان تلك البلدان تحتاج إلى العديد من مشروعات البنية التحتية والإسكان بالإضافة إلى تحقيق المطورين العقاريين المصريين الذين يعملون بتلك الدول أرباحا جيدة الأمر الذي يؤكد امتلاكها فرص استثمارية ملائمة لطبيعة نشاط البنك تشجع البنك على الاستثمار بها . أشار إلى أن مصرفه سيعيد النظر أيضا في خطته التوسعية داخل السوق المصري خلال الفترة المقبلة وسيعمل على تعديل إستراتيجيته لتتوافق مع الأوضاع الحالية موضحا انه سيلجأ إلى افتتاح مجموعة من الأفرع ولكن بعدد اقل مما كان مخطط له خلال العام الحالي 2011 ولن تحقق البنوك نتائج الاعمال المتوقعة لها قبل الاحداث الحالية . ومن ناحيته قال محمد بركات رئيس بنك مصر أن مصرفه سيعيد النظر في التوسع الخارجي خاصة لسوريا خلال العام الحالي نظرا للتوترات السياسية التي تمر بها وحالة الانفلات الامنى التي سيطرت على معظم بلدانها وسط توقعات بحدوث ثورة شعبية . أوضح ان ذلك لا يعنى الاستغناء الكامل من قبل البنك عن تواجده فى سوريا وان كان ذلك سيتم رهنا باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية هناك . وأشار إلى قيام البنك بطلب رخصتين لبنك في شمال السودان وأخر بالجنوب وحصل البنك على موافقة المركزي السوداني موضحا أن البنك لم يستقر بعد الحصول على رخصة جديدة أو الاستحواذ على بنك قائم موضحا أن البنك اختار مستشار مالي للوقوف على أفضل سبل التواجد بالسودان الا ان الظروف التى تمر بها مصر في الوقت الحالي ارجأت هذه الخطط ومن ناحيته قال محمد كفافى الرئيس التنفيذي لبنك القاهرة ان البنك لم يستغنى عن خطته التوسعية في منطقة دول حوض النيل ولن كانت الفترة الماضية شهدت تراجع بعض الشئ الا ان البنك ما ذال مهتما بالتوسع بتلك الدول من خلال الاستفاده من فروع البنك الموجودة في اوغندا " القاهرة كمبالا " موضحا ان مصرفه افتتح فرعا جديدا باوغندا ويستهدف افتتاح فرعيين جديدين اخرين خلال العام الحالى مما يؤكد عدم استغنائه عن التوسع الخارجى . ومن جانبه قال هشام عز العرب رئيس البنك التجاري الدولى ان مصرف لا يفكر التوسع الخارجي خلال الفترة الحالية خاصة فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تمر بها العديد من الأسواق العربية الى جانب عدم اتضاح الروئ فى مصر . وكان البنك التجاري الدولي قد درس فى وقت سابق الدخول الى السوق الجزائرى من خلال مكتب تمثيلي او فرع له اثر عدم اكتمال صفقة اندماجه مع البنك العربى الافريقى العام قبل الماضي الا ان الازمة الشهيرة التى حدثة بين الجزائر ومصر بسبب مباراة كرة قدم احالة دون ذلك . وأوضح عز العرب ان الوقت بات غير مناسب لتلك الخطوة فى الوقت الراهن موضحا ان المستثمرين الأجانب والخليجين يرون ان هناك العديد من الفرص الاستثمارية داخل السوق المصرية بسبب انخفاض قيمة الشركات المقيدة بالبورصة مما يعطى مزيدا من الفرص للاستحواذ وهو ما يجب ان نفكر به خلال الفترة الحالية . وقال طارق عامر رئيس البنك الأهلي ان البنك لن يقوم بتاسيس فروع له في الدول الخارجية الا اذا كانت هناك فرص حقيقية للاستفادة منها موضحا ان البنك يتفاوض حاليا مع السلطات السودانية لانهاء الاجرءات اللازمة لتاسيس بنك في شمال السودان لافتا الي ان السودان اشترطت الا يقل راسمال البنك عن 100 مليون دولار وان البنك لن يقبل الا حدود 50 مليون دولار خاصة ان معظم البنوك العاملة بالسودان لاتحقق سنويا اكثر من 2 او 3 ملايين دولار ارباحا موضحا انه فى حالة رفض السودان تاسيس البنك براسمال 50 مليون دولار فان الاهلي قد يلغي فكره التواجد في السودان حاليا وضخ تلك الاموال في السوق المحلية . واشار الى وجود مباحثات مع وزارة الخارجية المصرية بشان افتتاح فرع للبنك في مدينة ميلانو الايطالية بالاضافة الى دراسة التواجد ببعض البلدان والاسواق التى من شانها انعاش الاقتصاد القومى .