تستعد لجنة الاغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب لتسيير قافلة مساعدات ضخمة، هى الأولى الى منطقة الجبل الغربى المحاصرة منذ بدء الثورة الليبية ، وذلك انطلاقا من واجب اللجنة فى دعم الشعب الليبى وتوفير احتياجاته . ساعد على ذلك نجاح الثوار مؤخرا فى تحرير منطقة الجبل الغربى بعد حصار استمر منذ بداية ثورة الشعب الليبى ، وتمتد منطقة الجبل لمسافة تزيد على 150 كيلومترا من جنوبي طرابلس غربا وحتى تونس ويقدر عدد سكانها ب400 ألف نسمة . ما شهدت المنطقة فرار أكثر من 40 ألف ليبي من منطقة الجبل الغربي خلال الشهر المنصرم حيث نزح بعضهم الى مخيمات اللاجئين ، لكن كثيرين فروا الى الحدود التونسية في تطوان ، وورد فى شهادتهم ان من تخلفوا يعانون من نقص في الغذاء والماء والامدادات الطبية . وصرح مسئول المشروعات الخارجية باللجنة هشام كمال، أن القافلة التى تعتزم اللجنة تسييرها الى ليبيا سوف تحمل 200 طن أغذية وأدوية وبعض المستلزمات الطبية بتكلفة قدرها 2 مليون جنيه ليتم توزيعها على الاف الأسر فى مدن وقرى الغرب الليبى . وأضاف كمال أن الوضع المأساوى فى الغرب الليبى يحتم سرعة تجهيز تلك المساعدات نظرا لنفاذ رصيد مخازن الغرب من المواد الغذائية ، فضلا عن عدم وصول أى مساعدات الى الغرب الليبى منذ بداية الأزمة . كما أشار مسئول مكتب الإغاثة بليبيا د. أحمد حمد الى عملية تأمين القافلة مضيفا أنه تم التنسيق مع عدد من الجهات المحلية فى ليبيا وكذلك مع المجلس الانتقالي لتأمين وصول القافلة الى الغرب خشية استهدافها من قبل كتائب القذافى ، حيث ستتجه القافلة من القاهرة الى مكتب اللجنة فى بنغازى ومنه الى الغرب الليبى عبر الطريق البحرى . وأضاف رأفت سعد، المدير التنفيذى للمشروعات الخارجية أن الجهات الاغاثية تواجه العديد من الصعوبات فى عملها فى ليبيا نظرا لعدم وجود طريق برى آمن الى الغرب ، وهو ما يضطرهم الى استخدام النقل البحرى . من جانبه أشار الأمين العام للجنة الإغاثة والطوارئ د ابراهيم الزعفرانى الى تدهور الأوضاع الإنسانية فى منطقة الجبل الغربى نظرا لحصارها المستمر منذ أكثر من شهرين، وما شهدته من معارك عنيفة ونزوح عشرات الالاف من سكانها ، ووجود نقص كبير فى المواد الغذائية والطبية . مضيفا أنه يجرى الاستعداد حاليا لارسال عدد من القوافل الطبية الى مدن وقرى الغرب الليبى لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لسكان الغرب ، حيث ينتظر أن تضم تلك القوافل عددا من الأطباء فى مختلف التخصصات . وأكد الزعفرانى على ضرورة تأمين سبل وصول المساعدات الإغاثية بما يتيح للمؤسسات الإغاثية أداء واجبها الإنسانى الذى ينطلق من ايمانها بالعمل الإغاثى والتطوعى . وناشد الزعفرانى الشعب المصرى للمساهمة فى تجهيز تلك القافلة استمرارا لتضامن الشعب المصرى مع الشعب الليبى فيما يواجهه من قصف مستمر منذ شهور .