استطاعت الشركات الصينية خلال العامين الماضيين الاستحواذ على حصة غير قليلة من سوق المحمول المصرية، ومن المستهدف أن تستحوذ هواوي الصينية على 30% من مبيعات الهواتف في مصر بنهاية العام الجاري، غير أن الاستراتيجية التي تتبعها الشركات الصينية في الوقت الحالي يمكن التعبير عنها كما في أحد الأفلام المصرية بأنها "تأكل نفسها قبل أن يأكلها أحد". وبعد توسع هواوي بشكل واضح في حزمة منتجاتها لتغطي معظم الفئات السعرية بمواصفات مختلفة وفق كل شريحة من المستخدمين أعلنت شركة ترنشن الصينية عن عزمها التوسع في السوق المصرية، تلك الشركة التي تمتلك تحت مظلتها ثلاثة علامات تجارية هي تكنو وانفينكس واي تل، تطرح جميعها المنتجات "التي ربما كانت متنافسة" في السوق المصرية بأسعار متقاربة وبحزمة كبيرة من التنوع في المنتجات. يعتقد طارق عبد المحسن مدير قطاع التسويق بشركة جوفي ترونكس الموزع الرئيسي لعدد من العلامات التجارية للهاتف المحمول، أن الدعم السياسي الذي توجهه الدولة الصينية للمصنعين المحليين بها يساهم في إخراج منتجات رخيصة الثمن مقارنة بمصنعي الهواتف الآخرين من الجنسيات الأخرى، مشيرًا إلى أن مصنعيين الهواتف حاملي الجنسية الصينية ينتجون هواتف ذات مميزات مرتفعة جدًا تتقارب من تلك الكورية والتايوانية والأمريكية وبأسعار منخفضة بشكل ملحوظ. لفت إلى أن المصنعيين الصينيين يتمتعون بدعم قوي من الحكومة الصينية خاصة فيما يتعلق بأسعار المواد الأولية والخامات المستخدمة في التصنيع، ومن ناحية أخرى تعمل الصين على التركيز على الصناعات الأكثر نموًا لتستحوذ على اكبر مساحة من الاقتصاد العالمي، مشددًا على أن المنتجات التكنولوجية تعتبر واحدة من أسرع القطاعات نموًا على الاطلاق خلال الفترة الحالية وعلى مدار السنوات المقبلة. بينما يرجع أحمد وجيه، مدير تطوير الأعمال بشركة انفينكس مصر إحدى الشركات التابعة لمجموعة ترنشن الصينية التنوع في العلامات التجارية المطروحة من الشركة الأم إلى رغبتها للوصول إلى أكبر شريحة من العمولاء من خلال كافة القنوات، ففي حين تركز إنفنكس على الشريحة المستخدمة للتجارة الإلكترونية والانترنت، تعمل تكنو على طرح حزمة من المنتجات والتي تغطي مستخدمي الهواتف الذكية والتقليدية في الوقت نفسه، بينما آي تل تركز على الفئات السعرية الأقل. وتدرس الشركة في الوقت نفسه نقل الخبرة والمعرفة الخاصة بعوامل النجاح الرئيسية في مصانعها حول العالم؛ وتقديم مقترحات لتنمية واستدامة تصنيع الإلكترونيات في مصر؛ ودراسة كيفية إنشاء مصانع وخطوط إنتاج لصناعة إلكترونيات رابحة في مصر، تمتلك ترنشن 6 مصانع حول العالم، 2 منها في الصين و4 مصانع في قارة إفريقيا، وتتضمن أنشطتها في مجالات تقديم خدمات مابعد البيع والقيمة المضافة، بالإضافة إلى ما تملكه من مراكز قوية للبحث والتطوير حول العالم. والتقى الوزير ياسر القاضي بقيادات ومسؤولي شركة ترنشن موبايل الصينية، التي تمتلك ثانى أكبر مصنع للهواتف الذكية بقارة إفريقيا، وواحداً من أكبر مصنعين على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة الصينية في إجراءات تدشين المصنع بنهاية العام الجاري.