رئيس مصر للطيران يعلن نقل أكثر 60 ألف حاج على متن نحو 654 رحلة جوية    محافظ الغربية يتفقد أعمال تطوير كورنيش محور محلة منوف بطنطا    وزير الخارجية يبحث مع مستشار ترامب عدد من القضايا الإقليمية    ترحيل المهاجرين لسوريا وأفغانستان.. محادثات وزيري داخليتي النمسا وفرنسا غدا    60 ألف جنيه غرامة جديدة من اتحاد السلة على جماهير الزمالك ومنعهم من الحضور    تحريات لكشف ملابسات تعرض شخص للسرقة في الشيخ زايد    الداخلية تواصل تيسير الإجراءات للحصول على خدمات الجوازات والهجرة    وزير الثقافة يشارك فى مراسم تنصيب بابا الفاتيكان وسط حضور دولي رفيع    ننشر نص مشروع قانون العلاوة وزيادة الحافز الإضافى للعاملين بالدولة    ضمن خطة التنمية الاقتصادية.. نائب ب«الشيوخ» يطالب الحكومة بالتركيز على الاستثمار في الاتصالات والإصلاح الإداري    "القابضة لمياه الشرب" تواصل لقاءاتها مع شركات القطاع الخاص الوطنية    وزير الكهرباء: القطاع الخاص شريك فى مشروعات الاستراتيجية الوطنية للطاقة    عين شمس تبحث سبل التعاون الأكاديمي مع جامعة Vidzeme بدولة لاتفيا    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة قنا    الرئيس السيسى: مصر كانت ولازالت الأكثر تضررا من حالة عدم الاستقرار فى ليبيا    رئيس «تعليم الشيوخ» يقترح خصم 200 جنيه من كل طالب سنويًا لإنشاء مدارس جديدة    منتخب مصر تحت 16 عاماً يفوز على أيرلندا 3 – 2)فى دورة بولندا الدولية    دي بروين: ربما لا أشارك في كأس العالم للأندية مع مانشستر سيتي    وزيرة الرياضة الفرنسية: موقف مصطفى محمد غير أخلاقي.. ويجب تغريمه ماليًا    الشيوخ يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة    رابط وموعد الاستعلام عن الامتحان الشفوي لشغل 1000 وظيفة إمام بوزارة الأوقاف    563 ألفا و818 طالبا وطالبة يؤدون امتحان المواد غير المضافة للمجموع بالشرقية    الإدارة العامة للمرور: ضبط 48397 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تخفيف عقوبة قاتل اللواء اليمني ب«فيصل» من الإعدام إلى المؤبد    «رغم تنازل الأب».. النقض تسدل الستار بإعدام طالبة بورسعيد.. والنيابة: الحية التي قتلت والدتها    الجامعة الألمانية بالقاهرة تشارك في منتدى الأعمال العربي الألماني ببرلين    افتتاح معرض حلي الكرنك الذهبية بالأقصر بمناسبة احتفالات اليوم العالمي للمتاحف    «توأم الروح».. تعرف على أفضل 3 ثنائيات من الأبراج في العلاقات والزواج    "الإغاثة الطبية في غزة": مليون مواطن يواجهون الجوع وتكدس بشري في الشوارع    بمشاركة 4 ملايين صوت.. الكشف عن الفائزين بجوائز الموسم التاسع من مسابقة كأس إنرجي للدراما    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح عيوب الأضحية    «الصحة» تطلق بثا مباشرا يدعو لوضع سياسات صحية أكثر عدالة بشأن رعاية الأمراض النادرة    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومى للبحوث تخدم 3200 مريض فى 6 أكتوبر    FDA الأمريكية توافق على لقاح نوفافاكس لكورونا من سن 12 سنة    حفيد عبدالحليم حافظ عن وثيقة زواج "العندليب" وسعاد حسني: "تزوير وفيها غلطات كارثية"    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    ليفركوزن: لا توترات بشأن مستقبل فيرتز    بدائل الثانوية العامة 2025.. شروط الالتحاق بمدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية    بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مصر للمعلوماتية تنظم حفل تأبين للراحلة الدكتورة ريم بهجت.    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    السلطات السعودية تحذر الحجاج من ظاهرة منتشرة تعيق حركة الطائفين والمصلين    بعد عرض "كله مسموح".. كارول سماحة تشكر فريق المسرحية والجمهور    خذوا احتياطاتكم.. قطع الكهرباء عن هذه المناطق في الدقهلية الثلاثاء المقبل لمدة 3 ساعات    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    رومانيا.. انتخابات رئاسية تهدد بتوسيع خلافات انقسامات الأوروبي    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"ريادة الاعمال"..هل تغلق مدرسة الاقتصاد القديمة ؟

عندما سئل "ستيف جوبز" ذات مرة عن سر الأفكار الخيالية التي تمتعت بها "آبل" طوال تاريخها قال "إن من يعمل في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم ، فتأثير ريادة الأعمال غالبا لا يمكن توقعه.
فريادة الأعمال ماهى الا اسلوبا فريدا فى الاقتصاد يدفع بجيلا جديدا من الشركات الصغيرة والمتوسطة فى قطاعات استراتيجية يمكن ان يبنى عليها افكار ومعطيات جديدة على المدى القصير , وأصبحوا يشكلون القاعدة الراسخة لأي إقتصاد قوي.
فدول شرق آسيا و البرازيل و تركيا و حتي الدول الكبري كامريكا وصلوا لمكانتهم الحاليه الآن لأنهم بدؤا من الصفر فساعدوا و شجعوا علي المشروعات المتناهية الصغر مثل العمل من المنزل وقدموا الرعاية لمن وجدوا لديه الفرصة في التطور و النمو ليصبح مشروعاً صغيراً ثم إستمروا في تقديم الدعم لمن لديه الفرصة ليكون شركة متوسطة وهكذا حتي أصبح لديهم الآن كيانات عملاقة تتحكم بإقتصاديات العالم .
رجال الأعمال الجدد من رواد الأعمال أثبتوا أن التطور الأقتصادي يعتمد في الأساس على قدرة الأجيال الأصغر على الابتكار والابداع، بالإضافة إلى قدرتهم على تحديد نقاط "العلة في المجتمع" التى تمثل لريادة الأعمال الخطوة الأساسية لبداية الانطلاق والنجاح الذي غالبًا ما يأتي بعد توفير حل لمشكلة عاجلة يعاني منها المجتمع أو يخلق حاجة جديدة ويسدها فيفتح مجالًا استثماريًا، ويخلق جيلاً جديدًا من المستثمرين لنفس السوق.
وتعد التجربة المصرية فى هذا المجال ماهى الا بداية جديدة في التعامل مع الأفكار الناشئة والابتكارات الشابة والإقبال الواضح نحو دعم ريادة الأعمال على العديد من الأصعدة سواء بإقبال صناديق الاستثمار على "المخاطرة" بتخصيص جزء من استثماراتها فيما يطلق عليه "رأس المال المخاطر" أو في تحول الشباب بوضوح نحو إنشاء شركات خاصة بهم تقوم فيما بعد بتوفير فرص عمل لزملاء لا يختلفون عنهم كثيرًا من الخريجين الجدد، أو من ناحية الحكومة التى بدأت على استحياء في دعم الفئة الجديدة من "رجال الأعمال الجدد"
الا أنه فى الحالة المصرية مازال كثيرين متمسكين بالمدرسة القديمة للاقتصاد التى هلكت منذ سنوات ، والتى تعتمد على جذب الاستثمارات للمشروعات الكبرى كالحديد والصلب والبتروكيماوت ، وتمويل الكيانات العملاقة باعتبارها الشكل الأمثل للسوق المصرى الذى يحتاج وفقا للخبراء إلى 9 مليارات دولار من الاستثمارات المباشرة لخلق فرص عمل ل900 ألف خريج نتج عن ذلك توجه عدد كبير من الخريجين الجدد لإنشاء وحدات مصغرة للشركات العالمية التى يطمحون للعمل بها تحاكي الاحتياجات العالمية وتوظف الأدوات التكنولوجية في استيعاب العمالة الزائدة من ناحية وتحقيق التنمية الاقتصادية من ناحية أخرى.
غير أن المؤتمرات المتكررة التى حضرها الخبراء وغاب عن معظمها "رواد الأعمال " أكدت على أن منظومة التشريعات والقوانين تحد من قدرة المشروعات على البدء في مشروعات رسمية وتمثل تحديًا للبيئة الإبداعية للشباب في دولة نسبة البطالة فيها بلغت 12.5% لم تعالج قوانين الاستثمار البيروقراطية التى تحد من توسع الشباب في تدشين أعمالهم الخاصة.
الأفكار الشابة
تشير الدراسات إلى أنه كلما زاد الاعتماد على الأفكار الشابة كلما ساهم ذلك في النمو الاقتصادي بصفة عامة حيث تشير احصائية صادرة عن معهد ريادة الأعمال والتنمية " جي دي أي آي "، أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي في مقدمة الدول الأكثر دعمًا لريادة الأعمال ، تليها كندا واستراليا والسويد والدنمارك، وعلى المستوى العربي تأتي قطر في المرتبة الأولى "لتركيزها على البحث العلمي بشكل واضح" تليها الامارات ثم عمان والسعودية وتونس ولبنان، وتحتل مصر المرتبة الأخيرة في الدول العربية ومن أواخر الدول على المؤشر حيث تأتي في الترتيب 95 من إجمالي 121 دولة حول العالم.
الدكتور شريف كامل عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يشير الى أن تحقيق ريادة الأعمال النهضة الاقتصادية المرجوة مرهون بطريقة التعامل مع رواد الأعمال وبخلق بيئة متكاملة ونظام شامل يدعم الفكر الريادي بداية من تعريف معني ريادة الأعمال والمشروعات القائمة على تلك الفكرة مرورًا بالقوانين الحاكمة لها وطبيعة التعامل فيما بينها وبين القطاعات الاقتصادية بالكامل.
أكد "خلق بيئة عمل تدعم ريادة الأعمال هي الخطوة الطبيعية في الأزمات الاقتصادية" موضحًا أن الاقتصاديات الكبرى تعتمد بشكل أساسي على عناصر صغيرة من الشركات الناشئة تساعدها على الاستمرارية والنمو ومن ناحية أخرى توفر الاقتصاديات العملاقة حماية خاصة لتلك الأفكار بما يخلق نوع من التكافل فيما بين المراحل المختلفة لريادة الأعمال.
لفت الى أن الدراسات العالمية تظهر أنه على الرغم من تركيز الاقتصاديات العالمية على دعم الشركات المتوسطة والصغيرة أظهرت الشركات الناشئة والمعتمدة على الفكر الريادي في أعمالها يمكنها تحقيق نجاحات أكبر في وقت أقل وتوفر فرصًا أكبر للعمل خلال سنوات قليلة من خروجها للنور بما دفع التوجه الاقتصادي العالمي للتركيز على ريادة الأعمال كأحد الموارد الأساسية لتطوير الوضع الاقتصادي وخلق فرص العمل لفئة الشباب.
المرحلة الجامعية
قال هانى الجبالى مدير معامل انتل الشرق الأوسط أن التركيز على الإبداع يجب ان يبدأ من المرحلة الجامعية والانتقال بالشباب إلى التفكير خارج الإطار العام الذي اعتادت عليه مصر والبناء على الاحتياج العالمي والتحولات المستقبلية خاصة وأن العالم يشهد تحولات كبرى خلال المرحلة الحالية وبالتالي يجب الا تركز مصر على جانب واحد انتهى العالم من التفكير الإبداعي فيه
أضاف ا "أزمة مصر الكبرى في الأفكار التى من المفترض أن تصل بها إلى مردود جيد يمكن أن ينعكس على حل المشكلات التى تواجهها" مشددًا على أن بيئة ريادة الأعمال لا ينقصها التمويل اللازم للمشروعات الناشئة .
وعن دور الشركات مقارنة بدور الشباب في دعم الأفكار شدد الجبالي على أن صاحب الفكرة هو الأجدر على تحفيز نفسه دون النظر إلى دور الشركات كمحفز لافتًا إلى أن الحكومة يجب أن تمثل في ريادة الأعمال بتقديم التسهيلات اللازمة أكثر من الاستثمار المباشر في إنشاء مراكز للابحاث
ويجب على الحكومة توفير البيئة التشريعية المناسبة للاستثمار في الافكار الشابة مثلما استطاعت الصين تحفيز وتنمية المشروعات الصغيرة والناشئة بدلاً من محاولات جذب الاستثمارات الكبرى،ومن وجهة نظري فإنه على الحكومة أن تعدل عدد من القوانين والتشريعات اللازمة لتشجيع الاستثمار من قبل الشركات الناشئة.
ويرى الجبالي ضرورة الخروج إلى التفكير العالمي والنظر إلى الأفكار من منطلق إمكانية التطبيق في أكثر من سوق وبالتالي يمكن جذب استثمارات هائلة للفكرة من خلال طرحها عالميًا وإمكانية الاستفادة بها من أي مكان في العالم.
ويؤكد على أن من أهم النقاط التى يجب أن يركز عليها رائد الأعمال على طريقة التخارج من شركته وتسويق الفكرة الخاصة به خلال 3-4 سنوات على الأكثر وطريقة ذلك في ظل القوانين الحاكمة للتخارج من الاستثمار وفي اعتقادي أن مصر ستصبح المحور الأساسي لتنمية خدمات تكنولوجيا المعلومات خاصة في تصدير الأفكار الشابة
مستثمر ملائكي
تشير هبة جمال مديرة مؤسسة انديفور لدعم رواد الأعمال ، أن مجتمع الاستثمار في ريادة الأعمال يقوم على الدعم المتواصل من الأكبر سنًا للأصغر حيث يقوم الجيل الأول من رواد الأعمال بتطوير شركاتهم والنجاح بها ثم يأتي الدور على الشركات الأصغر سنًا التى يقوم الجيل الأول بدعمها في سلسلة متكافئة من رواد الأعمال تخلق نوعًا فريدًا من المجتمعات والفكر الاقتصادي "الجديد نسبيًا" على السوق المصرية.
وتعد أولى التجارب الحكومية لدعم ريادة الأعمال بدأت في 2010 مع الإعلان عن افتتاح مركز الإبداع وريادة الأعمال TIEC والذي اعتمد على طريقة في التعامل مع الشركات الناشئة تساعدها على الاستمرار والنمو فاعتمد على توفير كل من التمويل اللازم والخبرات الفنية التى تساعد الشركات فيما يطلق عليه "مسرعة أعمال Accelerator" غير أنه بعد عدة أشهر من اندلاع ثورة يناير تراجع دور المركز بوضوح.
ويقول المهندس محمد عبد الوهاب رئيس مجلس إدارة المنطقة التكنولوجية بالمعادي ومستشار وزير الاتصالات لمشروع المناطق التكنولوجية أن التوجه الحكومي خلال المرحلة المقبلة ستعود بوصلته مرة أخرى للتوجه نحو تكنولوجيا المعلومات خاصة وأن وزارة الاتصالات تضع حاليًا استراتيجية جديدة للتعامل مع الأفكار الناشئة اوريادة الأعمال.
وأضاف أن الاقتصاديات التى استطاعت تحقيق وثبات متتالية مثل كوريا الجنوبية وماليزيا واندونسيا ركزت في الأساس على خلق نظام متكامل لدعم ريادة الأعمال مشددًا على أن الوزارة تسعى لتطبيق تلك النماذج في السوق المحلية من خلال التعاون بين القطاع العام ممثلاً في وزارة الاتصالات وهيئاتها التابعة من ناحية و صناديق الاستثمار والمستثمرين من ناحية أخرى لخلق Eco system نظام متكامل لدعم ريادة الأعمال.
وأشار إلى أنها ستعتمد على "زرع" الفكر الريادي داخل المنطقة التكنولوجية بالمعادي من خلال تدشين مركزًا للإبداع وسط الشركات العالمية العاملة بالمنطقة تقوم عليه الوزارة وعدد من صناديق الاستثمار ليقوم بدور الحضانة للأفكار الناشئة معتمدًا على خبرات المستثمرين في اختيار الأفكار الجادة والجديدة لتبنيها في المركز.
وتوقعت الوزارة أن تبلغ الاستثمارات في المركز الجديد حوالي 2 مليار جنيه يوفرها كل من الوزارة وهيئاتها والقطاع الخاص بمساهمات 15% للحكومة و 85% للقطاع الخاص.
البنية التحتية التشريعية
إذا كانت المنظومة التشريعية في مصر تعاني من قصور واضح في العديد من المناطق أو تحتاج إلى بعض التعديلات فهي بلا شك تحتاج إلى وضع أطر تشريعية جديدة تتوافق مع الاحتياجات الجديدة في المجتمع وريادة الأعمال تمثل مفهومًا حديثًا على المجتمع ربما لم نسمع عنه قبل أربعة سنوات من الآن، مما يدفع الجهات التشريعية لضرورة الالتفات إلى وجود مفاهيم جديدة بالاقتصاد تحتاج التعامل معها من الناحية التشريعية.
ويقول أحمد الألفي مؤسس صندوق سواري فينشرز لاستثمار المخاطر أن القوانين الحالية تتسبب أحيانًا في أزمات كبرى سواءً للمستثمر أو للشركات الناشئة مشددًا على أن قوانين الاستثمار بصورتها الحالية تدين الشركات في حالات الافلاس وبالتالي كون "المستثمر المخاطر أو الملائكي" والشركة الناشئة شريكين في الكيان الجديد يتعرض كل منهما للمساءلة القانونية.
وتشير الدراسات العالمية إلى أن 50% فقط من الشركات الناشئة يمكنها اجتياز السنوات الثلاثة الأولى من عمرها الاستثماري بما يشير إلى حجم الأزمة التى قد تنتج على القصور التشريعي الحالي في مصر.
ومن جانبه يؤكد هاني السنباطي الشريك المؤسس في Flat6labs مسرعة الأعمال المصرية أن تحديد العلاقة بين القطاعين العام والخاص في إطار المنظومة الحاكمة لريادة الاعمال في مصر يسهم في تطوير المفهوم الاقتصادي لريادة الاعمال ويجذب المستثمرين لضخ مزيدًا من الأموال في رأس مال المخاطر.
وطالب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوضع الإطار التنظيمي لطريقة عمل ريادة العمال في مصر خاصة وأن ما يحدث حاليًا في السوق يعتبر حالة من "الثورة" في التوجه نحو الشركات الناشئة وريادة الأعمال وهو ما يعد فرصة جيدة للسوق للخروج من أزمته الاقتصادية الحالية وتوفير فرص عمل.
ريادة الأعمال مرتبطة بالتكنولوجيا
ارتبطت لفترة طويلة في أذهان العاملين بالسوق المصرية أن ريادة الاعمال على ارتباط وثيق بتكنولوجيا المعلومات فقط وتظهر المؤشرات على أرض الواقع أنه يمكنك الاستفادة من أفكارك الجديدة سواءً اعتمدت على تكنولوجيا المعلومات أو لم تعتمد خاصة مع احتياجات السوق المصرية المتنامية وتطوراته السريعة وتقبله للأفكار الجديدة، وفي السنوات القليلة الماضية شهدت مصر أفكارًا تقوم في الأساس على تلبية احتياجات بعيدًا عن ارتباطها بمدخلات التكنولوجيا.
غير أن اهتمام القطاع التكنولوجي بدعم الأفكار الشابة تم ترجمته اوتوماتيكيًا على أنه توجهًا عامًا لدى صناعة الاتصالات لدعم ريادة الأعمال وتعتبر المبادارت التى أطلقتها العديد من الشركات خير دليل على انتشار فكرة دعم رواد الأعمال في مصر.
فعلى سبيل المثال أطلقت شركة فودافون مصر صندوق استثمار خاص بها لدعم ريادة الأعمال يحمل اسم "فودافون فينشرز" وأرجعت ذلك إلى أن ريادة الأعمال من شأنها أن تسبق التفكير التقليدي ونتج عن ذلك الاستثمار في 8 شركات ناشئة خلال العامين الماضيين منذ إطلاق الصندوق.
المرأة تظهر بقوة
ومن اللافت للنظر التواجد القوي للمرآة في المجال الجديد "ريادة الأعمال" في مصر فتظهر السيدات بعدد غير قليل في إدارة صناديق الاستثمار أو المسرعات مثل دينا المفتي في إنجاز وحنان عبد المجيد في كاميليزر وهبة جمال في انديفور ، وتوضح كايرو انجلز "صندوق الاستثمار الملائكي" أن 20% من فريق العمل بها من السيدات.
ومن ناحية أخرى استطاعت "خريجتان حديثتان" لفت أنظار العالم لصناعة ريادة الأعمال في مصر عندما سلطت المواقع المهتمة بريادة الأعمال عالميًا الضوء على "مي مدحت ونهال فارس" مؤسستا تطبيق ايفنتوس لتنظيم الأحداث عندما كتبت عنهما من ضمن السيدات الأوائل في افريقيا اللائي استطعن فرض نفسهم في "سيلكون فاللي" من خلال مشاركتهن في مبادرة عقدها سيلكون فاللي لرواد الأعمال من الأسواق النامية مثلت مصر فيها "نهال فارس" إحدى الفتاتين.
ويبدو أن روح ريادة الأعمال تستمر مع صاحبها منذ أن يبدأ فكرته وحتى نجاحها ودخوله في أفكار جديدة، وتشير التجارب الواقعية إلى أن رواد الأعمال المصريين من الجيل الأول مستمرون في دعم الأجيال الجديدة من المبدعين من خلال إطلاق حضانات أو صناديق استثمار ملائكية.
تجارب شخصية
"لطالما كانت الرؤية المحركة لي هي صنع منتج مصري وليس فقط استهلاك منتجات مستوردة" كانت الكلمات المحفزة للدكتور خالد اسماعيل مؤسس سيسد سوفت التى استحوذت عليها انتل العالمية مطلع 2011 وبنى عليها شركته الصغيرة بمنطقة المعادي والتى جذبت اكثر من شركة عالمية لعرض الاستحواذ عليها لتفوز انتل كابيتال الذراع الاستثماري لانتل العالمية بالشركة المصرية .
" الهدف يفرض على رائد الاعمال الخطوة المستقبلية" كما يرى اسماعيل والذي قرر بعد استحواذ انتل على شركته معتبرًا أن الاختيار بين الاستمرار في تدشين شركات ومشروعات جديدة هو الهدف الطبيعي لرائد الاعمال الذي اخذ على عاتقه من البداية تكوين شركات من العدم مؤسسًا شركة جديدة باسم "نيو" تطور تكنولوجيتين جديدتين.
في الوقت نفسه آثر اسماعيل التوجه نحو تشجيع رواد الاعمال الجدد بضخ استثمارات جديدة في عدد من الشركات الناشئة ، رافضا الافصاح عن حجم الاموال التي ضخها في الشركات.
واضاف أن الشركات المستثمر فيها تتنوع مجالات تخصصاتها ولا تقتصر على القطاع التكنولوجي فقط، مشيرا إلى أن الشركات منها المتخصص في اعادة التدوير وتطوير القطاع السياحي واخرى تعمل في مجال تطوير المجتمع بصفة عامة بالاضافة الى قطاع الصحة.
أوضح أنه يعمل وفق نظام "الاستثمار الملائكي"الذي يمنح الشركات الناشئة مبالغ مالية قليلة نسبيا لبدء مشروعاتها الخاصة وشراء حصة غير حاكمة في الشركة بهدف زيادة رأسمالها،مشددا على أنه لا يستهدف الربح في المقام الاول.
وأشار إلى أن نظام "الاستثمار الملائكي" معمول به في عدد من الدول الكبرى من بينها الولايات المتحدة الامريكية والتي قد تصل محفظة استثمار الشخص الواحد إلى 500 شركة ناشئة.
التجمعات تخلق الفرص
حنان عبد المجيد التى شغلت لفترة غير قصيرة منصب المدير التنفيذي لشركة او تي فينشرز التى استحوذت خلال سنواتها الأولى في السوق المصرية على عدد غير قليل من شركات "مطوري المحتوى العربي" وعلى رأسها لينك أون لاين التى تضم أطلب دوت كوم ومصراوي وغيرها من المواقع الكبرى في مصر، وقبلها عملت عبد المجيد في مجال تطوير البرمجيات في "لينك ديفلوبمنت".
وقررت عبد المجيد أن تسكن المبنى الآثري للجامعة الأمريكية "جريك كامبوس" لتعيش في أجواء ريادة الأعمال وتحيط بها الأفكار الشابة من كل الاتجاهات معللة ذلك بأن "التجمعات تخلق الفرص" معتبرة أن وجود المستثمرين وأصحاب الأفكار في مكان واحد يخلق بيئة محفزة لريادة الأعمال في أي دولة على مستوى العالم.
"الطاقة الإيجابية معدية لكل من يقترب منها" هو منهج حنان عبد المجيد في حياتها العملية فقررت بعد حصولها على فرصة جيدة في الحياة المهنية أن تؤسس صندوق استثمار ملائكي يقدم الدعم المادي والفني للجيل الأصغر من رواد الأعمال مؤكدة على أن تناقص الفرص في مصر حاليًا وصعوبة النجاح في السوق المصرية تستلزم وجود محفزات جديدة للاستثمارات خاصة الشابة.
وتؤكد عبد المجيد أن الاستمرارية في المشروع أهم من البدء فيه حيث غالبًا ما تبدأ الأفكار أكبر من اللازم أو تظهر بوضوح ثم سرعان ما تختفي من الساحة الاقتصادية نظرًا لصعوبة الاستمرار في ظل الظروف الحالية سواء من الناحية الاقتصادية أو التغيرات العنيفة التى تمر بها مصر.
وتشير إلى أن حالة الحوار التى تشهدها مصر حاليًا فيما يتعلق بريادة الأعمال هي توجه عالمي قبل أن يصبح اتجاهًا محليًا ضاربة المثال بجامعة هارفرد التى بدأت في تدشين ما يشبه التجمعات الخاصة بريادة الأعمال بعد خروج مارك زوكربيج مؤسس فيسبوك من الجامعة والتحاقه بسيلكون فاللي أحد أكبر تجمعات الشركات الناشئة في الولايات المتحدة.
وعلى المستوى المحلي أكدت على أن الزيادة في عدد المبادرات وبداية تعرف المجتمع الاقتصادي على وجه الخصوص على فكرة ريادة الأعمال يصب في صالح القطاع على المدى البعيد بما يخلقه من ثقافة لدى الاقتصاديين والمجتمع عمومًا عن توجه ينمو بقوة في السوق حاليًا.
وتلفت إلى أن أهم العوامل التى تحتاج إلى استثمار من الدولة تتعلق بضمان الاستمرارية لتلك المبادرات من خلال توفير ضمانات للمستثمرين تكفل حقوقهم في حالة إفلاس الأفكار وفشلها مشددة على أن عدم وجود مثل تلك التشريعات يدفع الصناديق للتسجيل في خارج مصر قبل بدء الاستثمار محليًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.