صرحت مصادر مطلعة على الأمر لوكالة بلومبرج أن شركة النفط السعودية أرامكو ، اليوم الخميس، تدرس خطوة جريئة لفتح أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم أمام المستثمرين الأجانب ، حيث تتطلع إلى تمويل مشروع بقيمة 110 مليارات دولار لمساعدتها على التنويع من مبيعات النفط. قالت المصادر، إن عملاق النفط الذي تسيطر عليه الدولة يعمل مع مستشار لاستكشاف فرص لجمع رأس مال أو ديون جديدة لموقعه الواسع في الجافورة ، وقد بدأت الشركة السعودية محادثات أولية مع مستثمرين محتملين ، بما في ذلك كبار تجار السلع. أكَدت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أثناء مناقشة المعلومات السرية، أن المفاوضات مازالت في مراحلها الأولية، وقد تقرر شركة النفط السعودية اتباع طرق أخرى لجمع الأموال لتمويل تطوير الجافورة، فيما رفض ممثل أرامكو السعودية التعليق. ويجدر الإشارة إلى أن أي صفقة تشمل الجافورة ستعد مثالاً نادراً على سماح أرامكو السعودية للمستثمرين الخارجيين بفرصة امتلاك حصص في أصول النفط والغاز التابعة لها. ويذكر أنه لم تنجح المحاولات السابقة في أواخر التسعينات لجلب شركات النفط الكبرى للمساعدة في تطوير الاحتياطيات. وكانت الشركة قد بدأت في مراجعة أعمال المنبع في وقت سابق من هذا العام، كمقدمة لمثل هذه الخطوة المحتملة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج نيوز في أبريل الماضى. يعتبر حقل الجافورة من أولويات المملكة العربية السعودية التي تتطلع إلى زيادة إنتاج الغاز، وتقليل الاعتماد على صادرات النفط الخام، وتشير التقديرات إلى أن الموقع يحتوي على 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الخام الغني وتتوقع أرامكو أن يبدأ الإنتاج فيه عام 2024. ويشار إلى أنه منذ أن تم تأميم شركة أرامكو السعودية بالكامل في عام 1980، اقتصرت معظم الاستثمارات الأجنبية في صناعة الطاقة في المملكة العربية السعودية على الأصول النهائية مثل المصافي ومصانع البتروكيماويات. والجدير بالذكر أنه في السابق، أقامت أرامكو مشاريع مشتركة مع شركات منها رويال داتش شل وتوتال إنرجي للتنقيب عن الغاز الطبيعي والحفر داخل حدودها. ومن الملاحظ توجه عملاق النفط السعودى بشكل متزايد لفتح أبوابه أمام المستثمرين الأجانب منذ أن تم طرحه للاكتتاب العام في عام 2019، للمساعدة في تمويل كل من التزامها بتوزيعات الأرباح البالغة 75 مليار دولار ومتطلبات الإنفاق الرأسمالي الكبيرة. وأكملت بيع حصة في وحدة تقوم باستئجار وإعادة تأجير لشبكة أنابيب النفط الخام في أنحاء البلاد في يونيو في مقابل 12.4 مليار دولار، كما يجري العمل على صفقة مماثلة لخطوط أنابيب الغاز الخاصة بها. بدأت أرامكو في تقييم طرق تسييل الأصول تحت قيادة رئيس مجلس الإدارة ياسر الرميان، والذي يشغل أيضاً منصب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ومستشار رئيسي لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كما قامت الشركة بإعادة تنظيم كبار القادة العام الماضي وأنشأت قسماً بقيادة عبد العزيز القدمي يركز على «تحسين المحفظة» وتعزيز الوصول إلى الأسواق النامية.