مما لاشك فيه أن الشعور العام للشعب المصرى تجاه العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة مختلف هذه المرة عن المشاعر الشعبية الطبيعية الجارفة تجاه الشعب الفلسطينى. يجب أن نعترف بأن شرعية حكومة حماس المنتخبة في غزة قد انتهت مدتها، وإصرار حماس على عدم إجراء انتخابات جديدة هو خوف من الفشل بسبب هبوط شعبيتهم وبسبب النظام الفاشى وقهر المعارضين من الفلسطينيين الشرفاء. الأفعال العدائية تجاه مصر وشعبها أدت إلى شرخ كبير في العلاقة وعندما كانت تحدث اعتداءات سابقة على غزة كانت المظاهرات تملأ شوارع القاهرة. الآن المظاهرات الكبيرة تسير في شوارع لندن ولا يوجد شىء هنا. يجب أن نفكر في هذا الأمر بصراحة، هل حدث شىء في العلاقة الشعبية بين مصر والفلسطينيين؟ والإجابة بصراحة هي نعم، ولكن تجاه حكام غزة فقط. والسؤال الثانى: كيف حدث هذا التغيير؟ والإجابة أن هذا حدث بطريقة تدريجية وبطيئة بسبب أحداث كثيرة متلاحقة، شعر الشعب المصرى فيها بأن غزة ليست مع مصر قولاً أو فعلاً. والسؤال الثالث هو: لماذا حدث هذا؟ السبب الرئيسى هو التصرفات المسيئة والخطيرة لحركة حماس تجاه مصر والتى أعلنت بوضوح أنها أحد الفروع الدولية لجماعة الإخوان المسلمين، وهى جماعة مسلحة متهمة بالتدخل المسلح المباشر أو غير المباشر داخل أرض مصر. وهى أيضاً سبب التغييرات السلبية التي حدثت بين الشعبين بعد سقوط الإخوان المسلمين، فهى لم تفصل بين عضويتها وتعاطفها وقربها من الإخوان وبين علاقتها مع مصر وشعبها. السؤال الرابع هو: هل فقدان التعاطف له أسباب أخرى؟ بالطبع أسباب كثيرة من أهمها ما يحدث في سيناء وما حدث للجنود المصريين وللمدنيين من أهل سيناء، والانطباع بأن هناك اتصالاً ومساعدة من حماس للحركات الإرهابية في سيناء وأنها ملاذ آمن لهروب الإرهابيين. السؤال الخامس: هل أثّر ذلك على العلاقات الشعبية بين مصر وفلسطين بشكل عام؟ بالتأكيد حدث تأثير ولكن هناك وعيا لدى قطاع كبير للتفرقة بين منظمة التحرير والشعب الفلسطينى من ناحية وبين حماس من ناحية أخرى. وأخيراً: ما العمل؟ أعتقد أن الفلسطينيين يعرفون أن شعب مصر عبر عقود طويلة كان أكثر الشعوب العربية دفاعاً عن فلسطين بدمهم وأموالهم. ويجب أن يعرف الشعب المصرى أن فلسطين ليست حماس وأن هناك عشرات الآلاف من المقهورين في غزة ضد منظمة حماس وأفعالها. الكرة الآن في ملعب فلسطين، وعلى شعبها أن يقف بوضوح ضد تدخل حماس في شؤون مصر الداخلية. الشعب المصرى هو أكبر قوة يمكن أن تدافع عن فلسطين، والشعور الشعبى الآن يؤكد أن شرخاً قد حدث في العلاقة بسبب حماس، وإخفاء رأسنا في الرمال والقول بأن الرأى العام المصرى كما هو مع غزة غير صحيح. هناك تغيير واضح ولن ينصلح الحال مع وجود وتصرفات حماس. قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.