كريم عوض: تباطؤ النمو بالأسواق الناشئة دفع المستثمر إلى توخى المزيد من الحذر أحمد الجندي : قائمة طويلة من الشركات تسعى للقيد بالبورصة لكنها تنتظر مزيد من التحسن فى احجام التداول وائل زيادة : ركائز النمو فى مصر لم تتأثر بضبابية المشهد السياسي خلال السنوات الماضية صاحب"البجعة السوداء": مصر على طريق الاستقرار واهتمام المستثمرين بها سيتزايد خلال الفترة المقبلة إنطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر الاستثماري "ون أون ون" الذى تنظمه المجموعة المالية هيرمس القابضة بمشاركة مؤسسات دولية تبلغ أصولها الاستثمارية 7 تريليون دولار أمريكي ( تعادل حوالى 49 تريليون جنيه مصرى) من أجل تسليط الضوء على فرص الاستثمار الجذابة والتعرف على مستجدات أسواق الأسهم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتستضيف دبي الدورة السنوية العاشرة من المؤتمرالاستثماري تحت رعاية الشيخ مكتوم محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم إمارة دبي ورئيس مركز دبي المالي العالمي،على مدار 3 أيام، حيث يهدف المؤتمر إلى توفير المناخ الملائم لعقد اجتماعات مباشرة بين أكثر من 410 مستثمر من 220 مؤسسة إقليمية ودولية وممثلي الإدارة التنفيذية في 96 شركة مدرجة في 14 بورصة عربية، لتسليط الضوء على مقومات الأسواق الإقليمية والتي تجعل منها ملاذًا آمنًا للاستثمار في مواجهة الاضطرابات السائدة بالأسواق الناشئة. وفي هذا السياق، أكد كريم عوض، الرئيس التنفيذي المشارك للمجموعة المالية هيرميس، إن تباطؤ النمو بالأسواق الناشئة وتحديدًا الاقتصادات الخمسة الهشة دفع المستثمر إلى توخى المزيد من الحذر في تقييم الثروات السيادية وميزانيات الشركات. وأضاف عوض، أن المؤسسات المشاركة بالمؤتمر ستتعرف عن كثب على قوة الميزانيات السيادية بالأسواق الإقليمية التي تربط أسعار الصرف بالدولار الأمريكي، حيث تحظى تلك الأسواق بالسيولة المالية المرتفعة وتتميز بكفاءة إدارة الشركات وتقديم توزيعات أرباح مرتفعة، فضلاً عن انضمام الإمارات وقطر إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة في يونيو المقبل. ومن جهته، توقع أحمد الجندي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية بشركة المجموعة المالية هيرميس، أن تشهد مصر تدفقات إستثمارية ضخمة إلى السوق المصرية بعد إنتهاء الاستحقاقات السياسية المتبقية والمتمثلة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقال الجندي، على هامش مشاركته بالمؤتمر، إن السوق المصرية شهدت تحسناً ملحوظاً فى الشهور الماضية، وهو ما انعكس على أحجام التداول بالبورصة المصرية والتي إرتفع فيها متوسط التداول اليومي من 250 مليون جنيه في النصف الاول من العام الماضي إلى 850 مليون جنيه حالياً. وأضاف أن التطورات التي تشهدها البورصة المصرية حالياً خاصة بعد صدور قواعد القيد الجديدة ستساعد على طرح العديد من الشركات الكبرى بالسوق، بجانب جذب معدلات سيولة أكبر، مشيرا إلى أن هناك قائمة طويلة من الشركات تسعى للقيد بالبورصة لكنها تنتظر مزيد من التحسن فى احجام التداول. وأوضح الجندى أن هناك شركات كبرى في القطاع الخاص تنتظر فقط الاطلاع على تجارب بعض الشركات المتوسطة فى الطرح بالبورصة كي تتخذ قراراً بقيد شركاتها بسوق الاوراق المالية وهو المتوقع أن يتزايد في الفترة المقبلة. وأشار المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية بالمجموعة المالية هيرميس، إلى أن السوق المصرية وكذلك بعض الاسواق في المنطقة ستشهد نشاطاً قوياً فى الفترة المقبلة وتدفقات نقدية من قبل صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية العالمية بعد وجود تقارير عن تخارجها النسبي من بعض الاسواق الناشئة الاخرى خاصة فى امريكا اللاتينية والاسيوية. وأوضح محمد عبيد، الرئيس المشارك لقطاع الوساطة بالمجموعة المالية هيرميس، أن مؤتمر الاستثمار في مصر والشرق الاوسط أصبح أكبر ملتقي استثماري متخصص في ترويج الفرص الاستثمارية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكليلًا للإنجازات المتواصلة منذ انطلاق دورته الأولى بمدينة شرم الشيخ في مصر قبل عشر سنوات. وأعرب وائل زيادة، رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، عن ثقته في احتفاظ مصر بالاهتمام الاستثماري الدولي خلال هذا العام بعد إتمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث أن ركائز النمو الاقتصادي لم تتأثر بعدم اتضاح المشهد السياسي خلال السنوات الماضية. وأوضح أن السوق المصري يحظى بمقومات جذابة أبرزها وجود قاعدة استهلاكية ضخمة والتنوع الاقتصادي إلى جانب وجود نماذج إدارة هائلة لدعم مؤشرات وتقديرات النمو مع إحراز التقدم بخارطة الطريق السياسية. واختتم زيادة أن الأجهزة التشريعية والتنفيذية بالدولة أمامها تحديات كبيرة خلال المرحلة المقبلة في مقدمتها ترشيد نظام الدعم الحالي وخلق فرص عمل جديدة ووضع الاقتصاد الوطني على طريق التنمية المستدامة. من جانبه قال نسيم نيكولا استاذ هندسة المخاطر بجامعة نيويورك ان المركزية فى اتخاذ القرارات فى مصر تسببت فى جعلها من الدول الأكثر فقرا وأدخلها فى العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية. واشار صاحب كتاب البجعة السوداء خلال مشاركته فى مؤتمر "ون أون ون" الذي تنظمه هيرميس بدبي اليوم الى ان مصر مازالت تدفع ثمن سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسياسته المركزية التى كان يدير بها البلاد مطالبا بضرورة منح المزيد من الصلاحيات للمحافظات والمحليات حتى تتحسن بيئة العمل فى مصر . وأكد على ان هناك تنامى كبير فى الوقت الحالى للاستثمار فى مصر مشيرا الى أن مصر لا تشهد تدهورا كبيرا في أوضاعها السياسية والاقتصادية وأنها على طريق الاستقرار بغض النظر عن توصيف الحالة حاليا . ولفت نيكولا الى ضرورة ان يتجاهل المستثمرين ماتنقله وسائل الاعلام عن الأوضاع فى مصر لأنها "غير حقيقية " وتؤثر بشكل سلبى ومتعمد على جذب المذيد من الاستثمارات للسوق المصري . واشار الى ان مصر تعانى من أزمة ثقة على كافة المستويات مما يفقدها القدرة على التعامل مع مشكلاتها لافتا الى ان الدول التى نجحت فى تحقيق قفزات فى معدلات نمو اقتصادها تمتعت فى الاساس بدرجة كبيرة من الثقة فى مجتمعاتها .